الأحد، 12 مايو 2019

(كُتبُ العالم) إدريس أبركان.. أين تقف الراديكالية في "عصر المعرفة"؟ - سفيان طارق

رغم أن كتاب "عصر المعرفة" ليس سوى الإصدار الثاني للباحث الجزائري الفرنسي إدريس أبركان (1986)، إلا أن القارئ، ومتابع الساحة الثقافية الفرنسية بشكل عام، يشعر وكأن مؤلفه من ثوابت المشهد. يأتي ذلك بسبب ما حظي به كتابه الأول؛ "حرّر عقلك" (2017) حيث كان على قائمة الكتب الفكرية الأكثر مبيعاً لفترة طويلة، وحظي إلى حد الآن بأربع طبعات منها واحدة في شكل كتاب جيب، وباتت صورة المؤلف تظهر في أغلفة الطبعات الجديدة. دون أن ننسى حضوره المكثّف في البرامج التلفزية والإذاعية وفي الدوائر الأكاديمية عبر المحاضرات والندوات.
بشكل ما، يمكننا الحديث اليوم عن "نجومية" سريعة حققها أبركان. ولو بحثنا عن أسماء في نفس الساحة الفرنسية حظيت بنفس هذا الاحتفاء، سنجد أن أقرب مثال سيكون... ليلى سليماني (1981) في الرواية، وهي الأخرى من أصول عربية. فهل هي الصدفة؟ أم يوجد تنشّط للأصول العربية في المجال الثقافي الفرنسي؟
أُطلق العمل الجديد - بكل ثقة - مع بداية موسم الدخول الأدبي، رغم أن الكتابات الفكرية كثيراً ما تحاول تحاشي دخول سباق يكاد يكون خاسراً مع الرواية. وهنا نذكر أن كتابه الأول قد صدر في شباط/ فبراير أي بعيداً عن دُفعة الدخول الأدبي، وربما استفاد من ذلك لأنه وجد فرصة مقروئية عالية.
ينطلق الكتاب الجديد من فكرة طريفة، فمقابل المثل المعروف الذي يقول بأن "الجهل البشري لا نهائي"، يشير أبركان إلى أن المعرفة هي الأخرى لانهائية، وهذه خصوصية ينبغي أن تلتفت لها "المنظومة"، المعرفية بشكل عام، والتعليمية بشكل خاص، وهو يثبت ذلك من خلال علم الاقتصاد حيث يشير إلى أنه لا يزال قائماً على المحروقات رغم أنها مواد أولية في طريق النضوب، في حين يترفّع علم الاقتصاد عن أن تكون المعرفة أحد محرّكاته، بخصوصيتها كمادة أولية متجددة أي غير قابلة للنضوب. وإذا كان مصطلح "اقتصاد المعرفة" متداولاً منذ عقدين على الأقل قبل إصدار هذا الكتاب، فإن أبركان يرى أنه ينبغي تحويله إلى طاقة ثورية تؤدّي إلى بناء منظومات جديدة في قطيعة مع منطق الثورة الصناعية خصوصاً وأنه يعتبر أن كل شيء في العالم قد استنسخ نموذج المصنع، من المدارس إلى مختلف خدمات الدولة، وطبعاً يعرّج بنا المؤلف عند إشكاليات المسألة البيئية والتي تعاني هي الأخرى، ضمن الاقتصاد التقليدي، من المنطق الصناعي بحيث تكون البيئة في خدمة الإنسان في حين أنه أولى أن يكون في خدمتها، وتلك حكمة عرفها الإنسان القديم وفرّط فيها المعاصر.
بهذه الأفكار الراديكالية، قدّم أبركان نفسه للقارئ الفرنسي. لكن مع طرحه الثوري والنقدي، للاقتصاد والتعليم والحياة السياسية، لا نعثر على طرح مشابه لعنصر آخر من المنظومة؛ ونعني الإعلام بشقه المؤسساتي أو الافتراضي. هل يعتبر أبركان نفسه من البداية جزءاً من "المنظومة الإعلامية"، أم هل يشعر أن راديكاليةً موجّهة لوسائل الإعلام ستعيق جماهيريته فلا تصنع أفكاره "الثورة" المنشودة؟

المصدر: العربي الجديد
https://www.alaraby.co.uk/books/2018/9/18/%D8%A5%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%B3-%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%83%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A9

(صوت القارئ) "بريد الليل" تفتقر لمكر العمل الروائيّ - عمران عزالدين

بريد الليل عملٌ أقرب للمذكرات، ويمكن عدّه سيرة، أو نوفيلا ـ 126 صفحة ـ تفتقر لأبسط الشروط الّتي يتطلبها العمل الأدبيّ الروائيّ، أقلّها مثلاً: الإثارة، التشويق، الفائدة، والمتعة. فهذا العمل (الروائيّ)، الفائز بمسابقة بوكر 2019، عملٌ يفتقر ـ للأسف ـ لجُلّ ما هو فنيّ وفارق وصادم، بل إنّني قد أستمتُّ، وحاولْتُ جاهداً أنْ أدوّنَ هنا نقطة متجاوزة لصالحه لكنّني لم أتعثر بها، وإليكم بعض النقاط الّتي خلصت لها بعد قراءة العمل:
ـ يشعر قارئ هذا العمل بأنّهُ يقرأ عملاً قديماً / مُسْتَهْلَكَاً، أو عملاً كُتِبَ منذ زمنٍ، وعلى مراحل، في أوقات متفرقةٍ، ثُمّ، تمّ جمعه على عجلٍ، الرسائل والبريد وساعي البريد أو البوسطجيّ، بمعنى أنّهُ عملٌ غير مواكبٍ البتّة لعصرنا المخيف، السريع، عصر السوشال ميديا / وسائل التواصل الاجتماعيّ، أكرّرُ بأنّ القارئ سيشعرُ أنّه يقراً عملاً قديماً لكنْ تمّ تطعيمه لاحقاً ببعض مواضيع الساعة، أو المواضيع البرّاقة الّتي لا يربط بينها هنا أي رابط كالمثليّة واللجوء وداعش والاغتراب.
ـ لنْ أقولَ كلاماً جديداً من أنّ المكان يكاد يكون من أهمّ شروط كتابة العمل الروائيّ، لكنّني أرى أنَّ المكان أو استحداثه بطلٌ من أبطال الرواية لا يقل دوره عن دور بطل الرواية أو الشخصيّة المركزيّة.
عن المكان في “بريد الليل” أتحدث!.
ـ لا تنظم ” عزيزتي.. أبي العزيز.. أمي العزيزة.. أخي العزيز.. أختي العزيزة”، أو فصول هذا العمل أي وحدة روائيّة / عضويّة. أي أنّنا أمام هيكلٍ (روائيٍّ) هشٍ تخترق فقراته ما هبّ ودبّ من الحالات النفسيّة والمونولوغات أو التخريف غير المترابط والتصنع والكلام الانشائيّ، العادي.. جداً.
ـ لغة العمل لغة موفقة، سرديّة بحتة، جريئة، غير متحرجة، لكنّها تفتقر لشعريّة العمل الروائيّ وايحائيته المرمزة، الماكرة أحياناً.
ـ قرأت أعمالاً في القائمتين القصيرة والطويلة، وثمّة بعض الروايات الّتي كانت تستحق الفوز بالجائزة، وبجدارة.
ـ قيض لكاتب هذه السطور قراءة كلّ الأعمال الّتي ظفرت بجائزة بوكر منذ انطلاقتها عام 2008 وحتّى الآن، أقول، وأجري على الله، أنَّ كلّ تلك الأعمال، وعلى رأسها واحة الغروب وعزازيل وترمي بشرر وفرانكشتاين في بغداد وساق البامبو، كانت أعمالاً بارعةً من حيث التكنيك الروائيّ، المعماريّ واللغويّ على حدٍ سواء، وعلى الرغم من تفاوتها في الأهمية، إلا إنّها كانت أفضل بسنواتٍ روائيّة / ضوئيّة من ” بريد الليل”.
لقد سجّلَت هدى بركات هدفاً متسلّلاً في مرمى بوكر، ونقّاد بوكر، أو لجنة الحكم، عدّته هدفاً شرعيّاً لا غبار عليه، فلِمَ؟.
ربّما سيحق لنّا، نحن القرّاء ـ أنْ نطالبَ بتقنية الـ "فار" في الدورات البوكريّة القادمة؛ كي لا نقرأ أعمالاً متسلّلةً

المصدر: الرواية.نت 
http://alriwaya.net/%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%aa%d9%81%d8%aa%d9%82%d8%b1-%d9%84%d9%85%d9%83%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%91/

(من ذاكرة الإصدارات) على هامش السيرة لـ طه حسين.. عقلانية طريقها القلب - محمود عاطف

هذه صحف لم تُكتَب للعلماء ولا للمؤرّخين، لأنّي لم أُرد بها إلى العلم، ولم أقصد بها إلى التاريخ. وإنّما هي صورة عُرضت لي أثناء قراءتي للسيرة فأثبتُّها مسرعاً، ثم لم أُرد بنشرها بأساً. ولعلّي رأيت في نشرها شيئاً من الخير، فهي تَرد على الناس أطرافاً من الأدب القديم قد أفلتت منهم وامتنعت عليهم، فليس يقرأها منهم إلا أولئك الذين أتيحت لهم ثقافة واسعة عميقة في الأدب العربي القديم".
بهذه الكلمات، قدّم طه حسين (1889 ـ 1973) كتابه "على هامش السيرة"، الذي نشره عام 1933، والذي يبدو أنه لا يحوز الآن الاهتمام ذاته الذي تحظى به كتاباته الأخرى، خصوصاً أنه يندرج ضمن كتاباته الدينية، لا تلك التي خاض بسببها معاركه الفكرية والعقلانية.
نظرة سريعة إلى ذلك الزمن، حين نشر طه حسين كتابه، تقول لنا إن "القصّة"، بمعناها الأوروبي كفنّ لم تزل تُؤسّس لنفسها داخل المجتمع المصري؛ إذ لم تمرّ إلّا عشرون عاماً على رواية "زينب" لمحمد حسين هيكل (إذا ما اعتبرناها الرواية الأولى في الأدب العربي).
أراد حسين أن ينحوَ بعمله نحواً جديداً في الكتابة التاريخية الدينية، وأن يضع الفنّ محلّ الخبر والرواية (بمعناها القديم ذي المرجعية الدينية)، بمعنى أن تظهر التأثيرات النفسية والاجتماعية على شخصيات المرويّات، بحيث تكون الغلبة للإنسان، لا للحدث التاريخي.
يُكمل في مقدّمة كتابه شارحاً لجوءه إلى شكل جديد: "أمّا الأدب القديم، فقراءته عسيرة، وفهمه أعسر، وتذوّقه أشدّ عسراً. وأين هذا القارئ الذي يطمئن إلى قراءة الأسانيد المطوّلة، والأخبار التي يلتوي بها الاستطراد، وتجور بها لغتها القديمة الغريبة عن سبيل الفهم السهل والذوق الهيّن الذي لا يُكلف مشقّة ولا عناءً".
ولا ينبغي أن نفهم من هذا أن صاحب "الأيام" يهاجم الأدب القديم، لأن السؤال البديهي هنا هو: لماذا إذن يقرأه ويبني عليه حكايات كتابه؟ يُدرك طه حسين بُعد الشقّة بين من يكتب لهم وبين الكتب العربية القديمة، لكنه لا يرضى أن يفوتهم سحرها وتأثيرها: "إذا استطاع هذا الكتاب أن يُحبّب إلى الشباب قراءة كتب السيرة خاصّة، وكتب الأدب العربي القديم عامّة، والتماس المتاع الفني في صحفها الخاصة، فأنا سعيد حقّاً، موفّق حقّاً لأحَبّ الأشياء إليّ وآثرها عندي".
أكثر من طموح، إذن، يعلنه صاحب "الفتنة الكبرى" في مقدّمة هامشه، ولعلّه وُفّق فيها؛ إذ جاء الكتاب في لغة سهلة ليّنة، لا تخلو من فخامة وجزالة، بل يمكن القول إنها قرشية خالصة في بعضها، غير أنها استحالت بين يدَي مؤلّفها كأنما هي الماء الزلال. والحكايات نفسها جاءت وفيّةً لشكلها الجديد، وملبّية طموح صاحبها في ما يرغب فيه من لذّة وإمتاع وأثر على نفس قارئيها.
لكن حكايات الكتاب لم تخضع إلى ترتيب كرونولوجي تصاعدي ككتب السيرة القديمة، وإنما جاءت متفرّقة وأشبه باللقطات المحدّدة، لتُشكّل في مجموعها ما يُمكن اعتباره بنيةً ونسقاً فكرياً أراد صاحب "مستقبل الثقافة في مصر"، من خلاله، إيصال رسالته العقلانية وإن باستتار.
يُخالف هذا ما ذهب إليه البعض من أن طه حسين إنما أراد بمثل كتاباته تلك، والتي تعالج أمر الإسلام، أن يُثبت إيمانه ويدحض اتهامه بالزندقة والكفر، خصوصاً أن كتابه "على هامش السيرة" صدر بعد سنوات قلائل من كتابه المثير للجدل "في الشعر الجاهلي".
غير أن الناقد إبراهيم العريس يرى أن التفسير بعيد عن الدقّة، ويُضيف أن "معظم الذين حاولوا ذلك النوع من التوجّه في الكتابة كانوا معروفين قبل ذلك بكونهم من أصحاب الفكر الليبيرالي العلماني، من طينة طه حسين ومحمد حسين هيكل وتوفيق الحكيم.
ولسوف تقول دراسات لاحقة إن هؤلاء إنما دوّنوا ذلك النوع من الكتابة، إثر اكتشافهم، في ضوء الازدهار الذي عرفه انتشار حركة وفكر الإخوان المسلمين، أن الشعب بإيمانه العميق في واد، وهم في واد آخر، ومن هنا نما لديهم الشعور بأن من واجبهم الآن أن ينحوا في كتاباتهم إلى نوع من التوفيق بين الفكر العقلاني والحساسية الشعبية، مع محاولة الإطلال على الدين وتاريخه عقلانياً".
لم يؤلّف "عميد الأدب العربي"، إذن، كتابه مُداهناً "الأزهر" الذي هاجمه شيوخه، ولا طامعاً في رضا أحد، بل عن انشغال حقيقي بالسيرة النبوية، إذ أنه، وفي حوار تلفزيوني له مع سميرة الكيلاني في برنامج "كاتب وقصة"، أجاب عن سؤال حول أحَبّ أعماله إلى نفسه، قائلاً: "أظن أن أحبّ شيء إليّ هو كتاب "على هامش السيرة"، لأنّي صَدَرْتُ في كتابته عن حبّي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حب عميق جدّاً، وأظن أنّي عبّرت عن هذا الحبّ تعبيراً لا بأس به".
لعل امتزاج المحبّة في قلب طه حسين مع عقلانيته هو الأقرب إلى المنطق فعلاً، ومحاولته عقلنة حكايات السيرة النبوية هي ما سعى إليه. يؤكّد على هذا ما قاله في مقدّمة كتابه: "وأنا أعلم أن قوماً سيضيقون بهذا الكتاب، لأنهم محدَثون يُكْبِرون العقل، ولا يثقون إلّا به، ولا يطمئنون إلّا إليه.
وهم لذلك يضيقون بكثير من الأخبار والأحاديث التي لا يسيغها العقل ولا يرضاها، وهم يشْكون ويُلحّون في الشكوى حين يرون كلف الشعب بهذه الأخبار، وجدَّه في طلبها، وحرصه على قراءتها والاستماع إليها. وأُحبّ أن يعلم هؤلاء أن العقل ليس كل شيء، وأن للناس ملكات أخرى ليست أقلّ حاجةً إلى الغذاء والرضا من العقل".
هل يُمثّل الكلام السابق تراجعاً عن عقلنة كان حامل لوائها مَن وصفه أحمد لطفي السيّد بأنه سيكون "فولتير مصر"؟ في الحقيقة إن صاحب "مع أبي العلاء في سجنه" كان أذكى من مهاجميه ومناوئيه، لقد عبَر إليهم من الباب الذي يحبّون، لكنه لم يتراجع قيد أنملة عن عقلانيته وأطروحاته التي جرّت عليه المشاكل منذ صدور "في الشعر الجاهلي".
يستكمل ما سبق بالقول: "وفرقٌ عظيم بين من يتحدّث بهذه الأخبار إلى العقل على أنها حقائق يُقرّها العلم وتستقيم لها مناهج البحث، ومن يُقدّمها إلى القلب والشعور على أنها مثيرة لعواطف الخير، صارفة عن بواعث الشر، معينة على إنفاق الوقت واحتمال أثقال الحياة وتكاليف العيش".
عمد صاحب "دعاء الكروان" إلى أن تظلّ تشكيكيّته قائمةً بالفعل، حتى وهو يتناول أحداث السيرة، لكنه التقط ما مغزاه أن الناس تذهب إلى الإيمان بقلوبها لا بعقولها، وقد بنى على هذا كتابه، فخاطب القلب بحديث لا شك أن العقل (عقل طه حسين) لعب فيه دوراً بارزاً، إن لم يكن الدور الأبرز في كتابه كلّه.

المصدر: العربي الجديد
https://www.alaraby.co.uk/books/2018/8/18/%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%87%D8%A7%D9%85%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A8

السبت، 11 مايو 2019

(مقتطف) من رواية "رحلات في حجرة الكتابة" لـ بول أوستر - منشورات المتوسط


"أنا انسانا ولست ملاكا واذا كان الأسى الذي استولى علي قد شوش رؤيتي وأدى الى بعض السقطات فان هذا لايجدر به أن يلقي أي شك على صدق حكايتي. 
قبل أن يحاول أحد أن يجردني من الصدقية من خلال الاشارة الى تلك العلامات السود في سجلي، فانني سوف أعترف بذنبي، وبكل انفتاح للعالم. هذه أزمنة خؤونة، وأعرف مدى سهولة تشويه الحقائق بكلمة واحدة، تهمس للأذن الخطأ. أطعن في شخصية رجل، وكل شيء يفعله هذا الرجل يبدو خفيا، مشكوكا به، مزيفا، وله دوافع مزدوجة. في حالتي، فان العيوب المطروحة نبعت من الألم، لا الحقد، من الارتباك لا المكر" 

بول أستر 
رحلات في حجرات الكتابة

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...