‏إظهار الرسائل ذات التسميات روايات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات روايات. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 2 أغسطس 2019

(المؤلّف يقدّم نصّه) كاميرات وملائكة لـ حسن فالح: بغداد على محكّ الديستوبيا

* توحي النبذة التي تقدَم رواية "كاميرات وملائكة" (منشورات سطور) بأنك اتخذت من مستقبل بغداد موضوعاً. لماذا هذا الاختيار؟
رواية "كاميرات وملائكة" هي آخر عمل روائي لي، إذ صدرت في عام 2018، وانبثق هذا العمل بعد ساعات من انفجار حي الكرادة عام 2016 الذي أودى بحياة أكثر من 400 شخص، عندها وحين كنت أشاهد هذا الكم الهائل من الدمار والخراب والضحايا فكّرت لو استمرّ الحال على ما نحن عليه. فكرّت أنه قد لا يبقى منا أحد وقتذاك، وأن سيكون حال بغداد كحال المدن التي اختفت في السابق ولم يبق منها سوى أطلالها، ربما لن يبقى منها سوى القصص التي ربما ستتحول فيما بعد إلى قصص تندرج ضمن غلاف ألف ليلة وليلة، وربما سيكتب عن شعبها أنه شعب كان يحلم بالسلام، لكن حلمه لم يتحقق. أما عن قصدية اختيار هذا الموضوع، ربما يحمل الروائي مخيلة تمرّنت على إضفاء الخيال على الواقع للوصول بالمتلقي أو القارئ إلى ما لا يمكن اعتباره مجرّد تدوين لمذكرات المدينة، لذا أضفت ما يمكن اعتباره رؤية يمكن تصنيفها على أساس الواقعية السحرية في الكتابة السردية، وتحميل النص أسماء الأمكنة الحقيقية وبقائها على ما هي عليه داخل المدينة التي ارجو ان تبقى بسلام دائم.



* لو تحدثنا عن تراكم فكرة هذا العمل؟ وهل توجد خيارات أسلوبية وسردية معينة يمكن الإشارة لها؟
عام 2016 تم ترشيحي لورشة كتابة جائزة البوكر بالاشتراك مع مؤسسة عبد الحميد شومان في الأردن- البتراء، وكنت ضمن مجموعة من الكتاب الشباب من بلدان عربية مختلفة، وكان على كل واحد منا قراءة نص سردي مكتوب، ومن ثم يستمع جميع الحاضرين من مدراء للورشة وكتاب إلى النص ويعطون الملاحظات لتطويره ومن ثم يتم التعديل عليه، وكان نص "كاميرات وملائكة" عبارة عن قصة كتبتها بعد أحداث انفجار حي الكرادة ببغداد، قرأت بعضه في الورشة ومن ثم تم تطويرها داخل ورشة العمل بعد تلقي الملاحظات من اللجنة المشرفة، لتتحول فيما بعد إلى عمل روائي في 144 صفحة. اعتمدت طريقة الكاميرات بدل الفصول التي تعوَّد القارئ عليها في الروايات، ويمكن أن يكون هذا الأسلوب تجريبياً بعيداً عن رتابة الإخراج الفني للرواية المتبع عادة، والذي يعتمد على الفصول المتتالية التسلسل داخل العمل السردي.



* هل يمكن القول بأن الرواية تحمل نظرة تشاؤمية عن مستقبل العراق، وربما البلاد العربية بشكل عام؟
فيما يخص الخيارات الأسلوبية او الأسلوب السردي للرواية والنظرة التشاؤمية فقد كتبت بما يمكن أن نطلق عليه الأسلوب الديستوبي ويعد هذا النوع من الأدب (الديستوبيا) أدب مخيالياً لا ينتمي للمنظومة الكلاسيكية في السرد فهو أدب المدينة الفاسدة أو أدب الواقع المرير والنهايات، وهو أيضا ادب مخيف غير مرغوب فيه يوضّح ملامح القبح والخراب من خلال الكتابة، لذا
توضح الرواية مستقبل بغداد من وجهة نظر سماوية وعبر ما سجلته كاميرات الملائكة التابعين لغرفة رئيس الكونترول المسؤول عن كل شاردة وواردة في هذا العالم وهي بذلك تقترب للروايات التي كتبت من قبلها، ففي عام 1863 قدم الكاتب الفرنسي الكبير جول فيرن رواية "باريس في القرن العشرين"، وضمنها ظهرت باريس في عصر تتقدم فيه التكنولوجيا كثيرا وتتراجع الثقافة. كما قدم رائد الخيال العلمي هربرت جورج ويلز روايته "آلة الزمن" عام 1895، وهي مصدر إلهام للعديد من الروايات في ما بعد، حيث أعطت صورة متقنة لمستقبل بالغ الشناعة ينقسم فيه البشر إلى صنفين: الصنف الأول "مورولوك" وهم الطبقة العاملة التي تسكن الأنفاق وتحيا حياة بائسة، والصنف الثاني "الإيلوي" الذين ينعمون برغد العيش، ويعتمدون اعتماداً كلياً على الآلات والتكنولوجيا. لذا فالديستوبيا ليست اتجاها فنيا فحسب بل واقع نعيشه عبر التاريخ الإنساني، حيث يعد القرن العشرون العصر الذهبي للديستوبيا الحقيقية على ارض الواقع، ديستوبيا دول فاسدة وحروب ودمار.



* كيف وجدت استقبال الرواية، وبشكل عام كيف ترى مقروئية الرواية العراقية في العراق نفسه وفي الوطن العربي؟
بداية يمكن القول إن الرواية العربية بشكل عام حققت في 150 عام ما لم يحققه الشعر في 2000 عام، وذلك باعتبار أن العرب امة شعرية منذ القدم، لكن ولأن الرواية التي دائما ما أصفها بأنها جنس أدبي يفترس كل ما يقع أمامه من شعر، قصة، أسطورة، خرافة، مقال ونثر لذا فهو جنس متطور يسع كل شيء، وحقق حضورا على مستوى عالمي لا سيما بعد وصول كتاب عرب لنيل جوائز عالمية وإقليمية ومحلية. وفيما يخص الرواية العراقية فقد سجلت حضورها في المشهد العربي والعالمي وذلك من بعد عام 2003 الذي أعطى حرية في الكتابة من غير قيود على الكاتب، لا سيما أن هذه الفترة شهدت أكثر من 700 عمل روائي عراقي وبذلك حققت هذه الفترة إنجازاً لم تحققه في الفترات السابقة. وربما يرى البعض أن هذا الرقم هو رقم كبير بالنسبة لنوعية الرواية وجودتها وهناك استسهال في إصدار الروايات لكن يمكن الإجابة على ذلك بأن فرنسا في العام الواحد يصدر فيها أكثر من 700 رواية لكتاب من كلا الجنسين وبأعمار مختلفة. وبخصوص رواية "كاميرات وملائكة" فهي عملي الأخير وقد سبقته رواية "تكسي كراون" عام 2015، ورواية "قارئ الطين" في 2016، ومجموعة قصصية بعنوان "حدائق الصمغ" صدرت في 2017. ألاحظ أن رواية "كاميرات وملائكة" تحقق مبيعات جيدة في شارع المتنبي الذي يعد شارع الثقافة ببغداد.

(مادة خاصة بالمدوّنة)

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...