الجمعة، 25 أكتوبر 2019

(صدى المعارض) محمد البعلي - دار صفصافة من "فرانكفورت للكتاب"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب في إطار المشاركات العربية، ومنها أهم موعد سنوي للكتاب في العالم، والذي يقام في مدينة فرانكفورت الألمانية، وقد تميزت الدورة بتطور نسبي للمشاركة العربية، ومنها حضور "دار صفصافة" المصرية بجناح خاص، هنا حديث مع مديرها محمد البعلي حول هذه المشاركة.


1- شاركت منذ أيام في معرض فرانكفورت للكتاب، كيف وجدت حضور الكتاب العربي؟كان حضور الكتاب العربي في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بألمانيا ضعيفا للأسف، كانت هناك أجنحة عربية ضخمة، لكنها تركز على الدعاية لمعرض أو هيئة حكومية وليس للكتاب العربي، ولكن في المقابل، فإن هناك حضور متزايد للناشرين العرب المستقلين في المعرض، حضور يتزايد عددا ويتطور نوعا عاما بعد عام.


2
- يتهيّب الكثير من الناشرين العرب من الحضور في معارض عالمية نظرا للتكلفة العالية، كيف فكّرت في الإقدام على هذه الخطوة، ما هو تقييمك في نهاية المعرض لهذا الخيار؟سافرت أول عام لمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب مدعوا من إدارة المعرض ضمن برنامج مخصص للناشرين من العالم الثالث، ولكن التأثير القوي لمشاركتي في البرنامج والمعرض على رؤيتي لصناعة النشر جعلني أحرص على المشاركة سنويا لتحديث أفكاري ومعلوماتي عن عالم النشر، وتطوير علاقاتي وتعزيز شبكة العلاقات الدولية القائمة.


3- ما هي أهم أنشطة المعرض في رأيك بالنسبة لناشر عربي؟
معرض فرانكفورت هو سوق لحقوق النشر، وبالتالي فإن أهم الأنشطة فيه هي اللقاءات مع الناشرين والوكلاء الدوليين، لاقتراح العناوين العربية للترجمة، والبحث عن عناوين للترجمة للعربية بحسب خطة كل ناشر وبرنامجه.



4- مقارنة بحضور ثقافات أخرى، كثيرا ما يشار بأن الثقافة العربية قليلة الحضور في معارض عالمية مقارنة بموقعها وعراقتها. كيف تفسّر ذلك؟عند مقارنة المشاركة العربية في معرض فرانكفورت بمشاركة دولة واحدة مثل تركيا أو منطقة بنفس الاتساع لكنها أبعد جغرافيا عن أوروبا نكتشف أن الحضور العربي في فرانكفورت ليس فقط ضعيفا ولكنه يعجز عن مخاطبة الأوروبيين باللغة التي يفهمونها، وواقع تحت سطوة البترودولار.


5- ما هي المعارض العالمية التي ترى من الضروري أن يتموقع فيها الكتاب العربي؟أظن أن الثقافة العربية يجب أن تزيد حضورها وتعززه في معرض لندن الدولي للكتاب، لكونه سوقا مهمة للحقوق ونافذة على كل العالم، ولكني أيضا أظن أن الثقافة العربية يجب أن يكون فعالة في معارض مثل: جوتبرج للكتاب بالسويد لكونه نافذه على الدول الاسكندنافية التي تتزايد فيها الأقلية ذات الأصول العربية بسرعة، ومعارض آسيا وأمريكا اللاتينية، خاصة معارض كوريا الجنوبية والمكسيك.

مادة خاصة بمدونة "منشورات"

الاثنين، 21 أكتوبر 2019

(ضيف منشورات) شربل داغر: أفكار في مشغل الكتابة

1- تعددت إصداراتك بين أجناس كتابة متنوعة: شعر، رواية، بحث. كيف توازن بينها؟ وهل يؤثّر جنس الكتابة في اختيارك ناشر العمل؟هذا التعدد بات لا يزعجني كما في السابق. فقد كنت أتردد ما إذا كنت شاعرًا أم أكاديميًا أم مترجمًا وغيرها من الأساليب الكتابية التي قمت بها... كنت أفحص نفسي كما لو أنني مخلوق غير طبيعي، فيما تبينت بعد وقت أن هذا التعددد يحددني، وأنه يؤلف أوجه كتابتي. أما لجهة علاقاتي بالناشر، فهو سؤال مناسب، إذ إنني طرحته على نفسي منذ سنوات بعيدة، ورحت أعمل بمقتضاه: عهدت بكتبي في الفن إلى ناشر بعينه، وكتبي في درس الشعر إلى ناشر آخر، أما كتبي الشعرية فقد تنقلت بين أكثر من ناشر، طمعًا بالوصول إلى أكثر من بلد.


2-بعض كتبك تحولت إلى مراجع مثل "الشعرية العربية الحديثة" و"مذاهب الحسن"، كيف ترى هذه الأعمال اليوم على مسافة سنوات من تأليفها؟
هذا ما بلغتْه كتب مختلفة لي، حيث ظهرت الحاجة إلى إعادة طبعها، أو اختيرت للطبع ضمن كتب مختارة. أما الكتابان المذكوران فهما موصولان بأطروحتَي الدكتوراه اللتين حصلتهما: الأول في دكتوراه الأدب العربي الحديث، والثاني في فلسفة الفن. أما إلقاء النظر عليهما بعد هذه السنوات فهو ما أجريه في أكثر من لحظة أو موقف، إذ يمثل كل واحد من هذين الكتابين محاولة صاحبتها الكثير من المتاعب، بالمعنى المنهجي، أو لجهة تجميع المدونة. لهذا تبدو نظرتي عليهما نظرة من يرتاح بعد مشقات الوصول.




3 - هل تعتقد بأن الحضارة العربية الإسلامية أنتجت فكراً جماليا يمكن الاستناد إليه اليوم في فهم الفن؟
تتوافر، في الحضارة الإسلامية بالعربية، مدونة متفاوتة ومتباينة في مسألة "الحسن"، أو الجمالية بلغة اليوم. منها ما يصف أحوال الصناعات، بين إنتاجها، وانتشارها، وتداولها. ومنها ما يتصل بالحُكم عليها. ومنها ما يتصل بمنزلتها بالنسبة إلى غيرها، حيث إن للحسن "مذاهب"، و"مذاهب"، قد تظهر بين "الجمال" و"الجلال"، مثلما يميز بينها ابن العربي... المدونة متوفرة، وإن كانت معدودة في جوانب منها. إلا أن ما نفتقر إليها هو النظر الدارس والمناسب لهذه الفنون القديمة. فنرى الدارس يُسقطها أحيانا، أو يجعلها موافقة تمامًا لما آلت إليه الصناعات والفنون والنظر إليها في القرون الأخيرة... أعتقد أنننا لا نزال نفتقر إلى أسباب قيام مدرسة للفكر الجمالي في راهن ثقافتنا، سواء في ما يتعلق بالفنون القديمة أو الحديثة. هناك مجهودات أكيدة، هنا وهناك، إلا أنها لا تزال مبعثرة، وتحيط بها مشاكل عديدة.



4- لديك تجارب في الترجمة، إلى أي حد يفيدك ذلك في بقية انشغالاتك؟
الترجمة أستسيغها للغاية عندما أقرر الانصراف إليها. أستسيغها مثل من يطلب التلصص على غيره مما يحلو له، فكيف إن سعى إلى تملكه بنقله إلى لغته. كما أن ممارسة الترجمة تتيح لي الوقوف في "مشغل
الكتابة"، حيث تبدو الثقافات مثل اللغات تتوقف عن الاشتغال في أطرها الخاصة، وتنشط فيما بينها، بحيث يتحقق المترجم من تفاعلاتها ومصاعب حواراتها في بعض الأحوال.


5- تنشط كثيرا في السنوات الأخيرة كمحاضر، (انطلاقا من تعدد زياراتك لتونس)، كيف تجد تفاعل المبدعين مع ما يقدّم من أبحاث حول الأدب والفن؟
حللتُ في تونس أكثر من مرة، منها للمشاركة في مؤتمرات أو ندوات أكاديمية، أو في أمسيات شعرية، أو في زيارات جامعية للتدريس في أكثر من معهد عال للفنون فيها. وهي زيارات أتاحت لي التفاعل مع بيئات مختلفة، وكانت فرصة للتفاعل والتبادل حيث للأفكار أن تمتحن مدى قدرتها على الإقناع. وهو ما يسرني إذ يمكنني من أن أضع ما أكتبه، ما أفكر فيه، قيد التطارح والنقاش.



6- ماهي اهتمامتك الأساسية اليوم كقارئ سواء بالعربية أو بلغات أجنبية؟
لي قراءات متعددة ومختلفة، تبعًا لتعدد شواغلي. أمضي في هذه الأسابيع الأخيرة ساعات وساعات مشوقة في إعادة قراءة أبي العلاء المعري، من جهة، وفي قراءة مواد مختلفة حول فلسفلة الصورة، هنا وهناك.



7- كيف تجد متابعة منظومة النشر للحياة الفكرية والإبداعية في العالم العربي؟ هل تمثل عامل تنشيط أم عائقا لها؟
منظومة النشر تتكفل بجوانب أساسية من الإنتاج الإبداعي والفكري في ثقافتنا اليوم، لكنها غير كافية، على ما أتحقق من ذلك. وهي مسؤولية مشتركة تقع على دور النشر، بل على مراكز البحث خصوصًا في المعاهد والجامعات، وتقع أيضًا على الكتاب والباحثين. فهناك نواقص عديدة، ومهمات ملحة من دون أن يتكفل بها البحث أو الدرس أو الترجمة.



مادة خاصة بمدوّنة "منشورات"

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2019

(عودة إلى كتاب) يوسف نبيل عن "اللغز" - روافد للنشر

تعود هذه الزاوية إلى كتاب ليس حديث الإصدار، لكنه يظل راهنا، فتحاول أن تقرأ تلقيه من خلال مؤلفه، ومن خلال ذلك تضيء مجدداً عوالمه والصلات التي لا تزال حاضرة بين الكتاب وصاحبه. ضيفنا اليوم الكاتب المصري نبيل يوسف واخترنا أن نحدّثه عن كتابه "اللغز.. موجز تاريخ مدارس علم التفس".


على مسافة بضع سنوات من إصداره، كيف تجد استقبال كتاب "اللغز"؟الاستقبال كان جيدًا، ولكن من قِبل شريحة صغيرة من القراء، فلم يحظ الكتابة بأية دعاية أو مقالات ولم يتم توزيعه حتى بشكل جيد في المكتبات. وعادة ما لا تتم الإشارة أو التركيز على مثل هذه النوعية من الكتب.


لو قررت إعادة نشره، هل ستغيّر فيه؟كنت سأضيف إليه فصلا آخر عن مدارس أكثر معاصرة في علم النفس، لكني أشرت إلى فلسفتها الكبيرة على أية حال في الفصل الأخير، حيث تحدثت عن علم نفس عصبي، أي أن علم النفس يتحول رويدًا رويدًا إلى فرع من فروع طب الأعصاب.


كيف جاءت فكرة إنجازه، خصوصاً وأنك تقدّم نفسك بالأساس كروائي، ومترجم للسرد؟كوَّنت أنا وبضعة أصدقاء مجموعة قراءة جادة، وبدأنا بدراسة الفلسفة بشكل منهجي إلى حد ما، ثم اتفقنا على أن يقوم كل واحد منا بتلخيص المعالم الأساسية لعلم من العلوم في بحث يُسهِّل على الآخرين التعرف على هذا العلم. اخترت علم النفس لحبي له منذ فترة طويلة، وأثناء عملي على هذا البحث راودتني فكرة أن أُحوِّله إلى كتاب، لكني كنت في حاجة إلى رأي متخصص، لذا لجأت إلى د. بسمة عبد العزيز التي أثنت على الكتاب كثيرًا وكتبت مقدمته.


في الفترة الأخيرة، صدرت لك ترجمات كثيرة، كيف يستفيد المؤلف فيك من المترجم؟الاستفادة الأساسية تتلخص في الاهتمام اللغوي الشديد. في كتاب اللغز مثلا قدَّمت لي د. بسمة عبد العزيز ملاحظات لغوية في غاية الأهمية، ولم أكن حينها قد بدأت عملي بالترجمة بشكل مكثف. ساعدتني هذه الملاحظات، بالإضافة إلى انخراطي في عملية الترجمة، على الاقتراب أكثر من اللغة، وتحري الدقة والوضوح قدر الإمكان.


يمكن إدراج كتاب اللغز ضمن الأعمال التي تقدّم معرفة علمية للقارئ العادي، كيف تجد واقع هذا النوع من الكتابات في العالم العربي؟بشكل عام، نفتقد هذه النوعية من الكتب إلى حد ما. صحيح أن هناك الكثير من الكتب العلمية المبسطة، لكن هناك مشاكل كثيرة في أغلبها. في الفلسفة مثلا كثيرًا ما أجد أن كتابة الفيلسوف الأصلية أسهل وأوضح من الشروحات والتفاسير التي قدمها لاحقون لفلسفته. حتى الكتب التي قرأتها في علم النفس كمدخل له، تضمنت الكثير من المناطق الغامضة وغير المفهومة. كثيرًا ما تؤدي عمليات الترجمة العلمية إلى تشويه المعنى الواضح، خاصة إن كان المضمون جديدًا أو قد اكتسى بألفاظ ومصطلحات جديدة. في الأعوام الأخيرة بدأ عدد الكتب العلمية المبسطة يزداد إلى حد ما، لكننا في حاجة إلى المزيد والمزيد منها، وفي فروع مختلفة من العلوم الطبيعية والإنسانية على السواء.


مادة خاصة بمدونة "منشورات"

الأحد، 6 أكتوبر 2019

(ضيف منشورات) برهان شاوي: مداخل متعددة إلى "المتاهات"

لعلّك أحد أكثر الكتّاب إنتاجا في العراق والعالم العربي، كيف تنظر إلى هذا الكم اليوم؟ وهل تعتبر أنه قرئ بالشكل الذي ترضى عنه؟
لدي أربعون كتابًا منشورًا، بينها 12 رواية وسبع مجموعات شعر، وأربع مجموعات شعرية مترجمة عن الروسية، وثلاثة كتب أكاديمية في الإعلام والاتصال الجماهيري، وأربعة كتب في السينما، ومثلها في الفيزياء الكونية، وكتب أخرى في الفن التشكيلي، والفلسفة، والمقال الأدبي.. وإن كنت تقصدين رواياتي فلا يمكنني تحديد سعة انتشارها. لكني على بينة من إنها قُرأت بشكل عام من قبل المختصين ومن القراء الذين استهوتهم المتاهات، وتابعوها وناقشوها معي، بل بعضهم صار من شخصياتها.
رواياتي من ناحية الحجم وعدد الصفحات ضخمة، وتحتاج قارئًا صبورًا ليتابع رواية "المتاهات" التي في تسعة أجزاء، تسع متاهات. لكن مع ذلك، فهي تُدرّس في الجامعات ويُكتب عنها رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه..ولا أدري حدود وصولها وانتشارها بالضبط، فأنا شخصيا وزعت منها حسب الطلب آلاف النسخ  الألكترونية، وتصلني أصداء انتشارها في مدن وبلدان لم أتوقع وصولها إليها، من بينها مدن مقدسة لم أتخيل انتشار المتاهات في أوساطاها الجامعية وفي بيوتها أبدًا.


كثيرا ما جرت مقارنتك مع كافكا بسبب العوالم التخييلية التي تقترحها في رواياتك، كيف تجد هذه المقارنة؟
لا أدري كيف أجيب على هذا السؤال، فهذه المقارنة أطلقها الباحث المفكر السوري إبراهيم محمود في مقال له عن ندوة لي، وكتب في العنوان  (قريب من كافكا ومتأثر بدوستويفسكي..) وانتشرت هذه المقارنة نقديًا وإعلاميا. أما إلى أي حدّ هي دقيقة فهذا أمر متروك للآخرين، فأنا متأثر فعلا بدوستويفسكي وهو معلمي الأكبر إلى جانب ستندال وشكسبير ودانتي وزولا ولورنس ومحفوظ، وأحب كافكا وأتفق معه بأن الإنسان يجد نفسه مدانًا بلا سببب، وهي إحدى معالجاتي في المتاهات لفكرة الخطيئة..! لكن كما أرى إن الباحث القدير إبراهيم محمود كان يقصد العوالم الكابوسية الموجودة في متاهاتي ورواياتي الأخرى، لاسيما في "مشرحة بغداد" و" متاهة قابيل" .


حين تعيد نشر كتاب سابق لك، هل تفكّر في إعادة كتابته أم تفضّل أن يظل كما نشر أول مرة؟
أعيد تدقيقه بشكل أفضل..فدور النشر العربية تفتقر إلى المدقق والمحرر الأدبي للمخطوطة، وكثيرًا ما يحدث تداخل بعض الكلمات وسقوط بعض الحروف وبعض الأخطاء الطباعية والإملائية، لذا أعيد تدقيق المخطوطة وتضبيط ما سهوت عنه في الطبعة السابقة. إلا في روايتي الأولى " الجحيم المقدس" بطبعتها المصرية حيث أعدت ترتيب أسماء الشخصيات فيها. ليس من الصحيح أن ترى أخطاء في الطباعة وحين تعيد طباعة الكتاب تبقيها كما هي..! الكتاب يبقى مسؤولية الكاتب إلى آخر لحظة من عمره، وبعد رحيله تعتمد آخر طبعة له وتكون على ذمة التاريخ.


في الفترة الأخيرة إلى أين تتجه اهتماماتك كقارئ؟
أنا قارئ محترف..القراءة ضرورة وعادة، وبحكم تعدد تخصصاتي المهنية والأدبية فأنا أقرأ في كل المجالات: الأدب (الرواية والشعر والاعترافات واليوميات)، علم النفس، تاريخ الحضارات والشعوب، تاريخ الأديان المقارن، الانثربولوجيا، علوم الفضاء، الرياضيات..السينما.. وأحيانا أقرأ كتب متعددة في آن واحد.


كيف تجد حال الجوائز الأدبية العربية اليوم، وهل لها بالفعل دور إيجابي في تنشيط الإبداع؟
كثر الحديث عن الجوائز العربية، ويعاد الحديث كلما اقتربنا من موعدها. الجوائز جيدة وتشجع على القراءة، لكنها ليست معيارًا على الجودة الأدبية أبدًا، لكن مع الأسف الإعلام العربي والرأي العام يعيش حالة من الازدواجية، فمع استنكاره وعدم مصداقيته في الجوائز لكنه يتعامل معها باعتبار معيارًا للقيمة الأدبية، ومن ناحية أخرى هو يدين خضوعها للعلاقات الشخصية والتجارية والجغرافية والسياسية. وهذا الأمر لا يمس الجوائز العربية فحسب وانما يمس الجوائز العالمية، بما فيها جائزة نوبل.


ماهي مشاريعك القادمة ككاتب؟
ج: لدي مشاريع مؤجلة عديدة. منها مشروع عن مرجعيات العنف في النصوص "المقدسة". وأيضا إعادة ترتيب العديد من مقالاتي لإصدارها في كتاب نقدي انطباعي. وكذا تجميع حواراتي  وما كتب عن رواياتي لإصدارها في كتاب ففيها كشف عن تجربتي وإضاءة لكثير من الزوايا غير الواضحة في تجربتي الأدبية.


ترجمت أعمال مهمة من الروسية والألمانية، وهي لغات قليلة الحضور في العربية مقارنة بالفرنسية والإنجليزية، هل توجد أعمال تعتبر انها اليوم أولوية كي نعرّبها من الروسية والألمانية؟
نعم.. نحتاج إلى جيش من المترجمين لترجمة الكثير مما موجود في الروسية والألمانية، فمثلا يوجد شاعر روسي شبه مجهول في العربية بينما هو شاعر مهم جدًا وأقصد به "توتجف" الذي كان أحب شاعر إلى ليف تولستوي، لكن السلطة السوفيتية لم تروج له لأنه كان قيصريًا. وكذا هناك فلاسفة وشعراء في بداية القرن العشرين لا نعرف عنهم شيئا كالفيلسوف سولفيوف الذي لديه كتاب مهم عن فلسفة الحب. وقد اقتربت منه في روايتي "متاهة آدم". وفي اللغة الألمانية فما زلنا لا نعرف الروائي والشاعر ثيودور فوناتنه الذي تُعد روايته "إيف بريست" التحفة الألمانية التي تتناص مع "آنا كارنينا" لليف تولستوي.



مادة خاصة بمدونة "منشورات"/ حاورته: بثينة عبد العزيز غريبي

السبت، 5 أكتوبر 2019

(صدى المعارض) الكاتب أحمد الغمّاز من "عمّان الدولي للكتاب"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب العربية من خلال حوارات مع المشاركين فيها. ينطلق موسم معارض الكتب العربية الجديد من عمّان، ومن معرضها يحدّثنا الكاتب الأردني أحمد الغماز.


المشاركة في معرض عمان الدولي للكتاب اي خصوصية له؟
في الواقع إن معرض عمّان الدولي بنسخته التاسعة عشرة يمثل تجمعا حقيقياً للكاتب الأردني من خلال دور النشر المشاركة، وأرى أن المعرض قد شيد جسرا بين القارئ والكاتب حيث تفاعل الرواد اليومي بالشراء والاطلاع على آخر الإصدارات.
أما بالنسبة لي كمشارك في المعرض فقد وقعت روايتي "رسائل ماريا السبع" في جناح دار شهرزاد بحضور كبير من القراء.


كيف وجدت التفاعل مع روايتك في المعرض؟التفاعل كان مميزا لأن الرواية حملت فكرة جديدة بالفن الروائي حيث قلت بها كل قوانين تطوير الذات من خلال حدث رومانسي لذلك حظيت بإقبال كبير.

كيف ترى واقع المعارض العربية ؟حقيقة ان المعارض العربية حققت توازنا مهما مع القارئ. أيضا حققت تلك الجودة من خلال التنظيم والأشراف وتنوّع دور النشر.


مادة خاصة بمدونة "منشورات"

(صدى المعارض) الكاتب قاسم توفيق من "عمّان الدولي للكتاب"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب العربية من خلال حوارات مع المشاركين فيها. ينطلق موسم معارض الكتب العربية الجديد من عمّان، ومن معرضها يحدّثنا الكاتب الأردني قاسم توفيق.


المشاركة في معرض عمان، أي خصوصية لها مقارنة ببقية الأنشطة خلال العام ؟
خصوصية معرض الكتاب تتأتى من الشمولية والتجميع والتنوع، أي أنه مشروع عام للنشاط الثقافي في تنوع فعالياته؛ من بيع الكتب كعنوان أساس، إلى إقامة الندوات والحوارات، وكذلك حفلات التوقيع لإصدارت جديدة، محلية وعربية.
هذا على الصعيد المحلي، أما على الصعيد العربي والعالمي؛ فإن المعرض يقوم في كل سنة باستضافة بلد، يكون ضيف شرف المعرض، ويُعطى لهذا البلد أهمية خاصة. غني عن التذكير أن ضيف هذه السنة كانت تونس بلد الثقافة والفن والإبداع.



كيف وجدت نسبة الكتب الجديدة في المعرض؟لا يمكن تحديد نسبة الكتب الجديدة التي تطرح في المعرض، لكن الأكيد أن الإصدارات الجديدة في الدول المشاركة يكون لها النصيب الأكبر، إضافة للمنجزات المتنوعة التي يقبل على شرائها القارئ، بغض النظر عن جِدّة العمل، او إن كانت قد صدرت في الماضي.


كيف ترى واقع المعارض العربية عموما؟ظاهرة معارض الكتب ظاهرة حضارية، وهي حالة متقدمة في محاولة تذكير الجمهور بأهمية وضرورة الكتاب.
بتقديري أن الإنسان العربي إنسان قارئ بطبيعته، لكن حملة التجهيل التي تمارسها الحكومات، وإشغال المواطن بقضايا العيش، والهموم الكبيرة التي تنهك هذا الموطن، ومنها غلاء سعر الكتاب، هذه الأسباب وغيرها هي ما تجعل الإقبال على القراءة قليلاً أو شبه معدومة في بلادنا.


مادة خاصة بمدونة "منشورات"

الجمعة، 4 أكتوبر 2019

(صدى المعارض) أكرم سلامة - دار البيروني عن "عمّان الدولي للكتاب"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب العربية من خلال حوارات مع المشاركين فيها. ينطلق موسم معارض الكتب العربية الجديد من عمّان، ومن معرضها يحدّثنا السيد أكرم سلامة مدير "دار البيروني".


المشاركة في معرض عمّان، أي خصوصية لها مقارنة ببقية الأنشطة التي تقدمونها خلال العام ؟

معرض عمان الدولي للكتاب هو المعرض الوحيد تقريبا في الوطن العربي الذي يشرف عليه اتحاد الناشرين الأردنيين، فالمشاركة به تعني دعم لأنشطة الاتحاد وكيوننته كما أن أغلب مؤلفينا ومترجمينا يودّون أن يروا إنتاجاتهم في المعارض وتقريبا هو المعرض الوحيد المتاح أمامهم. لذلك للمشاركة في معرض عمّان خصوصية كما أن رعاية الناشرين لمعرضهم تسهم في تطويره عاما بعد آخر.


ماهي نسبة الكتب الجديدة التي تطرحونها بمناسبة المعرض؟

تعمل "دار البيروني للنشر والتوزيع" على مجموعة القراءة الهادفة والتي تسعى من خلالها لإغناء المحتوى العربي بشتى صنوف المعرفة والتي نعتقد بأنها مفيدة لمجتمعاتنا العربية حيث سعت الدار لترجمة مجموعة القراءة الهادفة وأغلبها كتب تتناول تاريخ العلوم في شتى الأصناف وطرحت أغلبها في هذا المعرض ووصل مجموع العناوين الجديدة بحدود الخمسين كتابا طرح أغلبها في المعرض وسنشارك فيها في المعارض القادمة حيث ستشارك دار البيروني في معرض الشارقة ومسقط والدوحة ومصر وربما الرياض في هذا العام.



المعرض فرصة للقاء بقية الناشرين العرب وكذلك المؤلفين والمترجمين، ماهي ابرز النقاط التي كانت مطروحة للنقاش مع ضيوفكم من العالم العربي؟

للأسف القليل من المعارض التي تتمتع بالكلمة بمعناها الواسع، قولا وفعلا، فالمعرض يفترض به أن يكون لعرض العينات وتبادل الخبرات والاتفاقيات مع الناشرين والمؤلفين والمترجمين ولكن في وطننا العربي أغلب المعارض تتحول إلى أسواق للكتب. وهذا هو السائد ولما كانت لجان الشراء للكتب جزءاً من واقعنا والمغرق في الفساد فإن واقع الكتاب يشهد فسادا مماثلا فلجان الشراء في أغلب مؤسساتنا غارقة في الفساد والمحسوبية.. قد تفاجؤون إن قلت أنه في كثير من المعارض لا نرى لجان المشتريات كما الناشرون المتعهدون للشراء ربما يمنعون اللجان من زيارة المعارض اذ هم من يقررون ممن يشترون وعمن يمنعون الشراء... هذا للأسف واقعنا ولكن أعتقد أن الجيّد في النهاية سيطرد السيئ ولكن الجيد سيعاني كثيرا حتى يمارس عملية الطرد هذه. ونحن نتمنى ونسعى لتجويد المحتوى العربي. رغم قناعتنا أن كم المحتوى لغاية الآن رديء وربما هذا يسبب بعض العزوف عن القراءة.



ماهي ابرز الأنشطة القادمة للدار ؟

تسعى الدار لإطلاق مشروع للقراءة المجانية ونتمنى أن نلاقي التجاوب المناسب من الجهات المعنية لنعلن عنه بأسرع وقت ممكن...



ماهي المعارض الأخرى التي ستشاركون فيها إن وجدت وتعتبرونها أنها تقدّم إضافة إلى مؤسستكم؟
من بين المعارض التي زرتها وقدمت لي فرصة حقيقية للقاء ناشرين من مختلف الجنسيات هو معرض الشارقة الدولي للكتاب وأعتقد أن إدارة المعرض تشتغل بشكل حقيقي على الكتاب وعلى المعرض ليكون ناجحا إضافة إلى منحة الترجمة التي تسعى لتجويد المنتج العربي والتواصل الحضاري علنا نكسر حالة التخلف التي نحيا ونلحق بركب الحضارة وتطوراتها المتلاحقة.


مادة خاصة بمدونة "منشورات"

الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

(صدى المعارض) يزن يعقوب من "كوبنهاغن للكتاب العربي"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب العربية من خلال حوارات مع المشاركين فيها. في السنوات الأخيرة، تعددت معارض الكتب الناطقة بالضاد خارج المنطقة العربية، ومنها "معرض كوبنهاغن للكتاب العربي"، وهنا تحدثنا مع السيد يون يعقوب مدير "صفحات للدراسات والنشر".



كيف تجد هذه الدورة من معرض كوبنهاجن للكتاب العربي؟هي الدورة الأولى لهذا المعرض ونعمل على أن تكون متميزة وـن يشارك فيها الكمّ الأكبر من دور النشر العربية، وبالتالي تحضر فيها أكثر العناوين.

وصول الكتاب العربي إلى أوروبا، هل أنه محفوف بالإشكاليات أو بالعكس يجد الكثير من التسهيل؟وصول الكتاب العربي إلى إوروبا مكلف نوعا ما، لكن في المقابل ليس هناك إي إشكال في وصوله، حيث يتم الاإخال وفق القوانين والأنظمة الجمركية، وهو لا يخضع لأي رقابة.

هل توجد اختلافات بين المشاركة في معرض كتاب في أوروبا وآخر في العالم العربي؟المشاركة في معرض الكتاب في أوروبا تختلف عما هو موجود في العالم العربي من حيث التنظيم والمشاركة وكم الجمهور. وأيضا بالعالم العربي تكون معظم المشاركات من قبل الدور بشكل مباشر وعلى مساحة كبيرة بصالات العرض. الوقع مختلف في أوروبا، حيث أن معظم المشاركات تكون عبر وكلاء فنحن الآن نمثل حوالي 60 داراً في المعارض التي نقيمها.

مادة خاصة بمدونة "منشورات"

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2019

(صدى المعارض) علاء البرغوثي من "كوبنهاغن للكتاب العربي"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب العربية. في السنوات الأخيرة، تعددت معارض الكتب الناطقة بالضاد خارج المنطقة العربية، ومنها "معرض كوبنهاغن للكتاب العربي"، وعنه يحدثنا السيد علاء البرغوثي، مدير المعرض.


كيف جاءت فكرة هذا المعرض؟
فكرة المعرض هي امتداد لعملنا الثقافي في السويد عبر العديد من الأنشطة الثقافية على مدار ما يزيد عن أربعة أعوام. من بين هذه الأنشطة معارض وفعاليات ثقافية أخرى متعلقة باللغة العربية كإصدار مجلة "ألوان أوروبا" وهي أول مجلة للأطفال باللغة العربية في أوروبا.
وفي إطار سعينا لنقل التجربة إلى البلدان المجاورة للسويد كانت المحطة الأولى هي العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، فتم اطلاق معرض كوبنهاغن  للكتاب العربي وهو معرض خاص بالدنمارك يتم الترتيب له برعاية من "مركز حمد بن خليفة الحضاري" وهو أحد اهم المراكز الثقافية في أوروبا.


كيف تجد جمهور القراء العربي في الدنمارك؟منذ إعلاننا عن انطلاق معرض كوبنهاغن للكتاب العربي لمسنا اهتماماً غير مسبوق من قبل المؤسسات الدنماركية ودور النشر العربية للمشاركة في فعاليات المعرض وذلك لأسباب عدة أهمها الموقع الجغرافي للمعرض حيث يقع في العاصمة الدنماركية التي تمتلك اهم المطارات في الدول الاسكندنافية بالإضافة لقربها من مدينة مالمو السويدية والتي تضم جالية عربية كبيرة.
العديد من المؤسسات الثقافية المرموقة في أوروبا تواصلت معنا لإقامة أنشطة ثقافية على هامش المعرض الامر الذي جعلنا نرتب لبرنامج ثقافي غني ومتنوع جدا سيتم الإعلان عنه قريبا.


تعددت معارض الكتب العربية في أوروبا. كيف تجد هذه الظاهرة؟لا شك أنها ظاهرة إيجابية ونحن فرحون بذلك فمنذ أن قدمنا للسويد وأوروبا كان همنا أن نحدث نوعاً من التغيير ولفت النظر للثقافة العربية، وجميع المعارض هي محل ترحيب وتقدير فكما يقال أن الكتاب خير سفير للأمم فنحن لا نتمنى فقط ان يصبح لكل بلد معرضها الخاص بل لكل مدينة، والعمل الثقافي دائما هو محل ترحيب طالما كان عملا تشاركيا وتبادليا بعيدا عن المناكفات او التحزبات.

هل يستفيد المعرض من دعم مؤسسات عربية؟منذ اليوم الأول للتخطيط لمعرض كوبنهاغن للكتاب العربي سعينا ان يكون المعرض مساحة للتشبيك بين المؤسسات والناشطين الثقافيين العرب في المهجر وكان ذلك، حيث يوفر المعرض شبكة من التواصلات والتشبيك بين المؤسسات الأوروبية الثقافية والتي سينعكس تنوعها على البرنامج الثقافي الذي سيعلن عنه خلال الأسابيع القادمة بالإضافة إلى التعاون مع دور النشر العربية التي ستساهم هي أيضاً في البرنامج الثقافي.

ماهي أهم فعاليات المعرض؟سيترافق المعرض مع برنامج ثقافي مميز كالعروض المسرحية لعدد من الفرق المسرحية بالإضافة ورش عمل تخصصية يعدّها عدد من كبار المختصين بالمناهج التعليمية وتعليم للغة العربية في المهجر.  كما سيشهد المعرض عشرات حفلات التوقيع للكتب والتي سيحضرها العديد من الكتاب البارزين في الأدب والفكر العربي. كما تم تخصيص يوم كامل للأنشطة الخاصة بالطفل وذلك لإدراك المعرض لأهمية نقل الثقافة العربية للاجيال الجديدة في المهجر، حيث سيتم تقديم عروض مسرحية وورش الرسم وتعليم اللغة العربية بالإضافة الى رواية القصص بالطريقة التراثية العربية للأطفال.




مادة خاصة بمدونة "منشورات"

(ناشر في الضوء) النوري عبيد - دار محمد علي، تونس

 على الرغم من كونهم شركاء في إنجاز كل عمل إبداعي، إلا أن الناشرين كانوا دائما بعيداً عن بقعة الضوء التي يجلس فيها المؤلف وحده عادة. مدونة "منشورات" تدعوهم لحديث في الضوء


كيف أصبحت ناشراً؟ دخلتُ عالم النشر منذ 1983 في فترة شهدت فيها الثقافة التونسية بداية التحرر من احتكار الدولة، لكن تزامن ذلك مع إفلاس مؤسسات الدولة في النشر وغلق أغلبها، وبداية ظهور المبادرات الخاصة في الاقتصاد، وفي الثقافة أيضا. كان وقتها قد مر على تخرّجي الجامعي قرابة عشر سنوات، وقد كنت من الناشطين في قيادات الحركة الطلّابيّة. ومن هذا المنطلق آمنت بضرورة إنجاز مهمّة ثقافيّة تستفيد من التحرّر النسبي وتواكب رغبة المثقفين في المعرفة وتساهم في بلورة وعي فكري شامل، لذا قرّرت تأسيس دار نشر بإمكانيات ماليّة متواضعة. ومع أول كتاب نشرته بان أن اِدّعاء التحرّر لم يكن سوى شعار فوقع حجز الكتاب، وكان لهذا الحدث الوقع الكبير ماديا وخاصة معنويا. لكن بمرور الزمن، استطعت مقاومة كل التعطيلات الأمنية والمالية وواصلت الإنجاز والدار اليوم تعدّ أكثر من 650 عنوانا وتضمّ قائمتها أكثر من 480 مؤلفا أغلبهم نشروا مع دار محمد علي أول منشوراتهم.  

هل تعتبر أن النشر مهنة مُهدَّدة؟بعد العمل في مجال النشر أكثر من 35 سنة وبعد نشاطي النقابي ضمن اِتّحاد الناشرين التونسيين ورئاسته مدّة عشريّة كاملة (2003-2013) وضمن مسؤوليتي في مجلس إدارة اِتّحاد الناشرين العرب إلى حدّ سنة 2013 وبعد أن ترأست الاتحاد المغاربي للناشرين مدّة دورتين، وبعد عملي صُلب جمعيّة دوليّة للناشرين "الرابطة الدولية للناشرين المستقلّين" التي تضمّ أكثر من 500 ناشر من كل العالم يدافعون عن النشر المستقل ضدّ الاحتكار والهيمنة والنمطية المفروضة بالمال والجاه وتهميش بعض الشعوب وبعض اللّغات وبعض أصناف الكتابة، بعد كل ذلك أستطيع أن أقول اليوم أنّ مهنة النشر تعيش اليوم عدة تهديدات، يبقى أبرزها انحسار القرّاء، واِرتفاع الكلفة، ووجود بدائل غير سهلة المنال. وتتضاعف هذه التهديدات أمام الناشر في العالم العربي بفعل الرقابة والحدود، وضيق السوق، وغياب مجالات تدعم القراءة، وإهمال الدول دورها وتخلّيها عن أهل المهنة، وغياب أفق يساعد على ظهور مشهد اِبداعي متعدد. مع ذلك لنا أن نضيف غياب هياكل علميّة ومهنيّة تساعد على بروز ناشرين مهنيين قادرين على التطوير والاِبداع للحفاظ على المهنة، وسيطرة الحكومات والسلطة على المشهد الثقافي إمّا باحتكاره أو بتهميشه، بدل الاِيمان بأنّ النشر هو مهنة تمارسها المؤسسات الخاصة ومن واجب الدولة الاِيمان بدورها في المحافظة على الثقافة وخاصة منها الكتاب. أخيرا أشير إلى غياب قرارات دعم دخول النشر مجال النشر الالكتروني بدل مظاهر القرصنة والتزوير.

تصوير: استبرق العايدي
كيف تختار المؤلفين؟ وهل توجد فئة منهم تفضّل عدم التعامل معها؟كنت دوما أعمل مع مؤلفين قرأت لهم وأقنعوني بالإضافة، سواء كان ذلك بالاستكتاب أو بالنقاش أو بالمراجعة أو بقبول المبادرات، فأنا أؤمن بأنّ العلاقة بين الناشر والمؤلف هي علاقة خاصّة تسمح لكل منهما بالتفاعل والاقتناع بأهميّة المخطوط وقدرته على اِقناع القارئ والاشعاع. وأنا أحاول الاِطلاع على مؤلفين أجانب لتوسيع المعرفة واختبار الغير.

هل تتابع ما يكتب عن كتب الدار في الصحافة العربية؟ وما هو تقييمك لهذه الكتابات؟ أُقِرُّ أنّ ما يكتب ضعيف ولعلّه غير مهني، خاصّة في تونس. ولذلك كثيرا ما نشعر أنّ الكتاب ولد ميتا وهو أمر محزن.
  
ماهي الخصوصية التي ترى أنها تميّز مؤسستك ضمن المشهد العربي؟عملت دار محمد علي للنشر مع عدّة دور نشر عربية في مجال النشر المشترك فحقّقت بذلك مزيد التعريف بالكتاب التونسي خارج تونس. ولقد ساهم هذا النشاط في دعم صِلَتِنَا ببعض الزملاء وانتماءاتنا إلى خطّ تحريري متشابه ومن بين هذه الدور نذكر:  دار الفارابي ، دار التنوير، دار الانتشار العربي في لبنان، دار العين المصرية، دار توبقال المغربية ودار تالة في الجزائر وغيرها. وقد عملنا معًا في إطار الرابطة الدوليّة للناشرين المستقلّين. ولعلّ النشر المشترك هو الذي مهّد لبعث مؤسّسة مشتركة تضمّ ناشرين من غير تونس ونحمل نفس الاسم في تونس ومصر ولبنان وهي دار التنوير التي هي صوت دار محمد علي وصوت الكاتب التونسي خارج تونس.



مادة خاصة بمدونة "منشورات"

(صدى المعارض) منى العطار من "كوبنهاغن للكتاب العربي"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب العربية. في السنوات الأخيرة، تعددت معارض الكتب الناطقة بالضاد خارج المنطقة العربية، ومنها "معرض كوبنهاغن للكتاب العربي"، وعنه تحدثنا مع السيدة منى العطار، مديرة "المكتبة العربية في السويد".


كيف تجدين هذه الدورة من معرض كوبنهاجن للكتاب العربي؟
أعتقد بأنها فكرة جميلة للغاية أن يقام معرض للكتاب العربي في مدينة كوبنهاغن.

وصول الكتاب العربي إلى أوروبا، هل أنه محفوف بالإشكاليات أو بالعكس يجد الكثير من التسهيل؟
بشكل عام، ليس من السهل وصول الكتاب العربي إلى أوروبا، حيث أنه يمرّ بحلقات متعددة من التعقيدات، مثل التدقيق الجمركي وضرائب البريد وأجور الشحن تكون عالية، وأحياناً هناك تأخير بالتسليم.

هل توجد اختلافات بين المشاركة في معرض كتاب في أوروبا وآخر في العالم العربي؟
بالطبع، وذلك يعود إلى أن المعارض في أوروبا محدودة ومقترنة بعدد قليل من دور نشر، ولها برنامج ثقافي محدود على عكس المعارض التي تقام في مدن عربية.

في نفس التوقيت، تقام معارض كتب في مدن عربية وأخرى أوروبية، كيف ترين ذلك؟
في الحقيقة، لا أجد لهذا التقابل في المواعيد تأثيراً كبيراً بسبب قلة دور النشر المشاركة في نفس الوقت في المعارض العربية والمعارض الأوروبية.

مادة خاصة بمدونة "منشورات"

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...