الثلاثاء، 8 أكتوبر 2019

(عودة إلى كتاب) يوسف نبيل عن "اللغز" - روافد للنشر

تعود هذه الزاوية إلى كتاب ليس حديث الإصدار، لكنه يظل راهنا، فتحاول أن تقرأ تلقيه من خلال مؤلفه، ومن خلال ذلك تضيء مجدداً عوالمه والصلات التي لا تزال حاضرة بين الكتاب وصاحبه. ضيفنا اليوم الكاتب المصري نبيل يوسف واخترنا أن نحدّثه عن كتابه "اللغز.. موجز تاريخ مدارس علم التفس".


على مسافة بضع سنوات من إصداره، كيف تجد استقبال كتاب "اللغز"؟الاستقبال كان جيدًا، ولكن من قِبل شريحة صغيرة من القراء، فلم يحظ الكتابة بأية دعاية أو مقالات ولم يتم توزيعه حتى بشكل جيد في المكتبات. وعادة ما لا تتم الإشارة أو التركيز على مثل هذه النوعية من الكتب.


لو قررت إعادة نشره، هل ستغيّر فيه؟كنت سأضيف إليه فصلا آخر عن مدارس أكثر معاصرة في علم النفس، لكني أشرت إلى فلسفتها الكبيرة على أية حال في الفصل الأخير، حيث تحدثت عن علم نفس عصبي، أي أن علم النفس يتحول رويدًا رويدًا إلى فرع من فروع طب الأعصاب.


كيف جاءت فكرة إنجازه، خصوصاً وأنك تقدّم نفسك بالأساس كروائي، ومترجم للسرد؟كوَّنت أنا وبضعة أصدقاء مجموعة قراءة جادة، وبدأنا بدراسة الفلسفة بشكل منهجي إلى حد ما، ثم اتفقنا على أن يقوم كل واحد منا بتلخيص المعالم الأساسية لعلم من العلوم في بحث يُسهِّل على الآخرين التعرف على هذا العلم. اخترت علم النفس لحبي له منذ فترة طويلة، وأثناء عملي على هذا البحث راودتني فكرة أن أُحوِّله إلى كتاب، لكني كنت في حاجة إلى رأي متخصص، لذا لجأت إلى د. بسمة عبد العزيز التي أثنت على الكتاب كثيرًا وكتبت مقدمته.


في الفترة الأخيرة، صدرت لك ترجمات كثيرة، كيف يستفيد المؤلف فيك من المترجم؟الاستفادة الأساسية تتلخص في الاهتمام اللغوي الشديد. في كتاب اللغز مثلا قدَّمت لي د. بسمة عبد العزيز ملاحظات لغوية في غاية الأهمية، ولم أكن حينها قد بدأت عملي بالترجمة بشكل مكثف. ساعدتني هذه الملاحظات، بالإضافة إلى انخراطي في عملية الترجمة، على الاقتراب أكثر من اللغة، وتحري الدقة والوضوح قدر الإمكان.


يمكن إدراج كتاب اللغز ضمن الأعمال التي تقدّم معرفة علمية للقارئ العادي، كيف تجد واقع هذا النوع من الكتابات في العالم العربي؟بشكل عام، نفتقد هذه النوعية من الكتب إلى حد ما. صحيح أن هناك الكثير من الكتب العلمية المبسطة، لكن هناك مشاكل كثيرة في أغلبها. في الفلسفة مثلا كثيرًا ما أجد أن كتابة الفيلسوف الأصلية أسهل وأوضح من الشروحات والتفاسير التي قدمها لاحقون لفلسفته. حتى الكتب التي قرأتها في علم النفس كمدخل له، تضمنت الكثير من المناطق الغامضة وغير المفهومة. كثيرًا ما تؤدي عمليات الترجمة العلمية إلى تشويه المعنى الواضح، خاصة إن كان المضمون جديدًا أو قد اكتسى بألفاظ ومصطلحات جديدة. في الأعوام الأخيرة بدأ عدد الكتب العلمية المبسطة يزداد إلى حد ما، لكننا في حاجة إلى المزيد والمزيد منها، وفي فروع مختلفة من العلوم الطبيعية والإنسانية على السواء.


مادة خاصة بمدونة "منشورات"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...