الأحد، 6 أكتوبر 2019

(ضيف منشورات) برهان شاوي: مداخل متعددة إلى "المتاهات"

لعلّك أحد أكثر الكتّاب إنتاجا في العراق والعالم العربي، كيف تنظر إلى هذا الكم اليوم؟ وهل تعتبر أنه قرئ بالشكل الذي ترضى عنه؟
لدي أربعون كتابًا منشورًا، بينها 12 رواية وسبع مجموعات شعر، وأربع مجموعات شعرية مترجمة عن الروسية، وثلاثة كتب أكاديمية في الإعلام والاتصال الجماهيري، وأربعة كتب في السينما، ومثلها في الفيزياء الكونية، وكتب أخرى في الفن التشكيلي، والفلسفة، والمقال الأدبي.. وإن كنت تقصدين رواياتي فلا يمكنني تحديد سعة انتشارها. لكني على بينة من إنها قُرأت بشكل عام من قبل المختصين ومن القراء الذين استهوتهم المتاهات، وتابعوها وناقشوها معي، بل بعضهم صار من شخصياتها.
رواياتي من ناحية الحجم وعدد الصفحات ضخمة، وتحتاج قارئًا صبورًا ليتابع رواية "المتاهات" التي في تسعة أجزاء، تسع متاهات. لكن مع ذلك، فهي تُدرّس في الجامعات ويُكتب عنها رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه..ولا أدري حدود وصولها وانتشارها بالضبط، فأنا شخصيا وزعت منها حسب الطلب آلاف النسخ  الألكترونية، وتصلني أصداء انتشارها في مدن وبلدان لم أتوقع وصولها إليها، من بينها مدن مقدسة لم أتخيل انتشار المتاهات في أوساطاها الجامعية وفي بيوتها أبدًا.


كثيرا ما جرت مقارنتك مع كافكا بسبب العوالم التخييلية التي تقترحها في رواياتك، كيف تجد هذه المقارنة؟
لا أدري كيف أجيب على هذا السؤال، فهذه المقارنة أطلقها الباحث المفكر السوري إبراهيم محمود في مقال له عن ندوة لي، وكتب في العنوان  (قريب من كافكا ومتأثر بدوستويفسكي..) وانتشرت هذه المقارنة نقديًا وإعلاميا. أما إلى أي حدّ هي دقيقة فهذا أمر متروك للآخرين، فأنا متأثر فعلا بدوستويفسكي وهو معلمي الأكبر إلى جانب ستندال وشكسبير ودانتي وزولا ولورنس ومحفوظ، وأحب كافكا وأتفق معه بأن الإنسان يجد نفسه مدانًا بلا سببب، وهي إحدى معالجاتي في المتاهات لفكرة الخطيئة..! لكن كما أرى إن الباحث القدير إبراهيم محمود كان يقصد العوالم الكابوسية الموجودة في متاهاتي ورواياتي الأخرى، لاسيما في "مشرحة بغداد" و" متاهة قابيل" .


حين تعيد نشر كتاب سابق لك، هل تفكّر في إعادة كتابته أم تفضّل أن يظل كما نشر أول مرة؟
أعيد تدقيقه بشكل أفضل..فدور النشر العربية تفتقر إلى المدقق والمحرر الأدبي للمخطوطة، وكثيرًا ما يحدث تداخل بعض الكلمات وسقوط بعض الحروف وبعض الأخطاء الطباعية والإملائية، لذا أعيد تدقيق المخطوطة وتضبيط ما سهوت عنه في الطبعة السابقة. إلا في روايتي الأولى " الجحيم المقدس" بطبعتها المصرية حيث أعدت ترتيب أسماء الشخصيات فيها. ليس من الصحيح أن ترى أخطاء في الطباعة وحين تعيد طباعة الكتاب تبقيها كما هي..! الكتاب يبقى مسؤولية الكاتب إلى آخر لحظة من عمره، وبعد رحيله تعتمد آخر طبعة له وتكون على ذمة التاريخ.


في الفترة الأخيرة إلى أين تتجه اهتماماتك كقارئ؟
أنا قارئ محترف..القراءة ضرورة وعادة، وبحكم تعدد تخصصاتي المهنية والأدبية فأنا أقرأ في كل المجالات: الأدب (الرواية والشعر والاعترافات واليوميات)، علم النفس، تاريخ الحضارات والشعوب، تاريخ الأديان المقارن، الانثربولوجيا، علوم الفضاء، الرياضيات..السينما.. وأحيانا أقرأ كتب متعددة في آن واحد.


كيف تجد حال الجوائز الأدبية العربية اليوم، وهل لها بالفعل دور إيجابي في تنشيط الإبداع؟
كثر الحديث عن الجوائز العربية، ويعاد الحديث كلما اقتربنا من موعدها. الجوائز جيدة وتشجع على القراءة، لكنها ليست معيارًا على الجودة الأدبية أبدًا، لكن مع الأسف الإعلام العربي والرأي العام يعيش حالة من الازدواجية، فمع استنكاره وعدم مصداقيته في الجوائز لكنه يتعامل معها باعتبار معيارًا للقيمة الأدبية، ومن ناحية أخرى هو يدين خضوعها للعلاقات الشخصية والتجارية والجغرافية والسياسية. وهذا الأمر لا يمس الجوائز العربية فحسب وانما يمس الجوائز العالمية، بما فيها جائزة نوبل.


ماهي مشاريعك القادمة ككاتب؟
ج: لدي مشاريع مؤجلة عديدة. منها مشروع عن مرجعيات العنف في النصوص "المقدسة". وأيضا إعادة ترتيب العديد من مقالاتي لإصدارها في كتاب نقدي انطباعي. وكذا تجميع حواراتي  وما كتب عن رواياتي لإصدارها في كتاب ففيها كشف عن تجربتي وإضاءة لكثير من الزوايا غير الواضحة في تجربتي الأدبية.


ترجمت أعمال مهمة من الروسية والألمانية، وهي لغات قليلة الحضور في العربية مقارنة بالفرنسية والإنجليزية، هل توجد أعمال تعتبر انها اليوم أولوية كي نعرّبها من الروسية والألمانية؟
نعم.. نحتاج إلى جيش من المترجمين لترجمة الكثير مما موجود في الروسية والألمانية، فمثلا يوجد شاعر روسي شبه مجهول في العربية بينما هو شاعر مهم جدًا وأقصد به "توتجف" الذي كان أحب شاعر إلى ليف تولستوي، لكن السلطة السوفيتية لم تروج له لأنه كان قيصريًا. وكذا هناك فلاسفة وشعراء في بداية القرن العشرين لا نعرف عنهم شيئا كالفيلسوف سولفيوف الذي لديه كتاب مهم عن فلسفة الحب. وقد اقتربت منه في روايتي "متاهة آدم". وفي اللغة الألمانية فما زلنا لا نعرف الروائي والشاعر ثيودور فوناتنه الذي تُعد روايته "إيف بريست" التحفة الألمانية التي تتناص مع "آنا كارنينا" لليف تولستوي.



مادة خاصة بمدونة "منشورات"/ حاورته: بثينة عبد العزيز غريبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...