الخميس، 2 أبريل 2020

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة للكتاب وأصدرت أيضا "اللعبات التياترية" في 1987 وخصصت أعمالاً لمسرح إبراهيم رمزي وأمين صدقي ويونس القاضي، ولها أيضا كتاب التمصير في المسرح المصري وكتاب "شخصية العمدة فى المسرح المصري" – والتراث الشعبي في مسرح أبو خليل القباني ... الخ . ضمن هذا المشروع صدر كتابها الأخير "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" (الهيئة المصرية العامة للكتاب).



1. كيف بدأت فكرة إنجاز هذا الكتاب؟بدأت بعد تأليف كتابين حول مسرح يعقوب صنوع باعتباره رائدًا للمسرح المصري، وكنت قد جمعت مصادري في الكتابين من حفيدة يعقوب صنوع فى باريس، ومن د محمد يوسف نجم – رحمه الله – الذى كان يعمل وقتئذٍ في الجامعة الأمريكية ببيروت ، وطبعًا سافرت إلى باريس وبيروت وأنجزت الدراستين . وطلب مني د . سيد على مصادري في الكتابين فقدمت له صورة كاملة من صحف أبى نظارة وصورة من ألبوم أبو نظارة، ومن مسرحية لصنوع باللغة الإيطالية آملة أن يقدم دراسة جديدة، وأهديتهم – أيضًا – إلى دار الكتب المصرية فوجئت بالدكتور سيد على كتب محاكمة يعقوب صنوع الذى يعتمد على منهج المغالطات، ويرفض ريادة صنوع للمسرح المصري بحجة عدم وجود وثائق وهناك فرق بين عدم وجود وثائق وعدم البحث عن الوثائق، ولم أرد واعتبرت الرد إهدارًا لوقتي. هالني ما حدث في مهرجان المسرح العربي الذى انعقد بمصر يناير 2019 ؛ حيثُ حددت الندوة الفكرية بداية المسرح من 1905، وبالتالى يحذف خمس وثلاثين عامًا من مسرحنا المصري. ويقول د . سيد في المهرجان نفسه أتحدى وجود دوريات تثبت ريادة صنوع للمسرح المصري من 1870 إلى 1872 مصممًا على إضاعة خمس وثلاثين عامًا من تاريخ المسرح في مصر، وهو ما دفعني للبحث مرة أخرى وبعد أربعين عامًا في مسرح صنوع.

2- كيف كان إنجاز هذا الكتاب؟أوضحت في كتابي المتاعب التي واجهتني في البحث في الدوريات حتى عثرت على أخبار كثيرة عن مسرح يعقوب صنوع في هذه الفترة في جريدة الجوائب وأرفقت بعضها فى كتابى الجديد واتبعت الدراسة الإبيسمتولوجية فأقمت حوارًا علميًا، وقمت بنقد المبادئ والفروض ونتائج الدراسات السابقة من أجل تطوير المعرفة وتجنبًا لإحداث قطيعة معرفية بين السابقين واللاحقين فقدمت الوثائق التى تثبت بصورة نهائية وقاطعة الريادة لصنوع من 1870 وقدمت الكثير من المسرحيات المجهولة ونقدت كتاب محاكمة يعقوب صنوع وصححت كل المغالطات المعرفية فى هذا الكتاب.

3- ماهي أبرز معالم هذا الكتاب؟في الفصل الأول درست عالم يعقوب صنوع الفكري من خلال منهج حفريات المعرفة في عقله المكون من الدين – العادات – التقاليد الموروث – التأثر الغربى علاقته بالمعاصرين وعلاقته بالحكام، ثم انتقلت في الفصل الثاني إلى دراسة عالم صنوع فى مسرحياته ولعباته التياترية. أمّا عن تعريف اللعبات التياترية فبعد أن أغلق الخديوى إسماعيل مسرح صنوع لهجومه عليه وعلى الانكليز نفى صنوع إلى باريس وأسس صحيفة أبو نظارة واستلهم في هذه الصحف الأخبار الصحفية في مسرحيات صحفية قصيرة مصورة أو غير مصورة وقام برسم رؤيته الإخراجية أمام المشاهد فكانت هذه الرؤية عبارة عن صور استعاض بها عن خشبة المسرح بالصور، وحتى الأغانى قدم لها رؤية إخراجية وهو ما نسميه الآن (الكليب).

4- كيف تجدين الدراسات حول يعقوب صنوع في الثقافة العربية؟الدراسات حول يعقوب صنوع وفي التراث المسرحي بوجه عام في حاجة إلى مزيد من الدراسات كي نكتشف ما تتضمنه من قضايا مهمة. كثيرون لا يعلمون أن يعقوب صنوع ناقش في مسرحية (جيمس وما يقاسيه) إشكالية الفصحى والعامية في المسرح المصري ورأى أن العامية تصلح للكوميديا ثم قسم العامية فى المسرح إلى قسمين الأدبى العامية الدرامية تكتب بالنثر البسيط – تحتوى على الأغاني المحببة عند المتلقي – الأمثال الشعبية، وعامية أخرى وهى عامية القراء المتعلمين التي تميل إلى السجع . كما ناقش فى المسرحية ذاتها موضوع نمطية الشخصيات، وقد تأثر به كتاب المسرح فيما بعد؛ إذ عُرف مسرح بديع خيرى ونجيب الريحانى بشخصية العمدة كشكش النمطية والمكررة في معظم المسرحيات، وعرف مسرح على الكسار بشخصية بربرى مصر الوحيد المكررة فى معظم مسرحيات الكسار ... الخ.

5- على مستوى المسرح كيف أثر صنوع على من أتى بعده؟قام الكثير من المخرجين والمؤلفين المسرحيين فى مصر باستلهام مسرحيات صنوع ، وتم عرض مسرحيات مستلهمة من أعماله وسيتم قريبًا عرض مسرحية من إعداد د سامح مهران، والمخرج المعروف عصام السيد، مستلهمة من أعمال صنوع، كما يتم الآن الإعداد لندوات تحت عنوان المسرح المصرى فى 150 عامًا أى منذ 1870؛ أي باعتبار مسرح يعقوب صنوع تصحيحًا للأخطاء التاريخية.

6. ماهي أهم مميزات مسرح عصر النهضة لعربية وما أهمية استعادته اليوم؟أما عن عصر النهضة هل تقصد عصر النهضة فى المسرح المصرى ؟ الذى ارتبط بسلامة موسى وتتحرير المرأة وجريدة المقطم والصراع بين المصريين والشوام ؟، وبين الفصحى والعامية ومسرح توفيق الحكيم ليحل الصراع بين الفصحى والعامية إلى لغة ثالثة وهى لغة أنصاف المثقفين ، وقد ظهر فى العقد الأول من القرن العشرين كتاب فى المسرح المصرى مثل حسن مرعى الذى كتب (دنشواى – الأزهر وقضية حمادة باشا ...الخ).


مادة خاصة بمدونة منشورات


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...