الخميس، 2 أبريل 2020

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة للكتاب وأصدرت أيضا "اللعبات التياترية" في 1987 وخصصت أعمالاً لمسرح إبراهيم رمزي وأمين صدقي ويونس القاضي، ولها أيضا كتاب التمصير في المسرح المصري وكتاب "شخصية العمدة فى المسرح المصري" – والتراث الشعبي في مسرح أبو خليل القباني ... الخ . ضمن هذا المشروع صدر كتابها الأخير "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" (الهيئة المصرية العامة للكتاب).



1. كيف بدأت فكرة إنجاز هذا الكتاب؟بدأت بعد تأليف كتابين حول مسرح يعقوب صنوع باعتباره رائدًا للمسرح المصري، وكنت قد جمعت مصادري في الكتابين من حفيدة يعقوب صنوع فى باريس، ومن د محمد يوسف نجم – رحمه الله – الذى كان يعمل وقتئذٍ في الجامعة الأمريكية ببيروت ، وطبعًا سافرت إلى باريس وبيروت وأنجزت الدراستين . وطلب مني د . سيد على مصادري في الكتابين فقدمت له صورة كاملة من صحف أبى نظارة وصورة من ألبوم أبو نظارة، ومن مسرحية لصنوع باللغة الإيطالية آملة أن يقدم دراسة جديدة، وأهديتهم – أيضًا – إلى دار الكتب المصرية فوجئت بالدكتور سيد على كتب محاكمة يعقوب صنوع الذى يعتمد على منهج المغالطات، ويرفض ريادة صنوع للمسرح المصري بحجة عدم وجود وثائق وهناك فرق بين عدم وجود وثائق وعدم البحث عن الوثائق، ولم أرد واعتبرت الرد إهدارًا لوقتي. هالني ما حدث في مهرجان المسرح العربي الذى انعقد بمصر يناير 2019 ؛ حيثُ حددت الندوة الفكرية بداية المسرح من 1905، وبالتالى يحذف خمس وثلاثين عامًا من مسرحنا المصري. ويقول د . سيد في المهرجان نفسه أتحدى وجود دوريات تثبت ريادة صنوع للمسرح المصري من 1870 إلى 1872 مصممًا على إضاعة خمس وثلاثين عامًا من تاريخ المسرح في مصر، وهو ما دفعني للبحث مرة أخرى وبعد أربعين عامًا في مسرح صنوع.

2- كيف كان إنجاز هذا الكتاب؟أوضحت في كتابي المتاعب التي واجهتني في البحث في الدوريات حتى عثرت على أخبار كثيرة عن مسرح يعقوب صنوع في هذه الفترة في جريدة الجوائب وأرفقت بعضها فى كتابى الجديد واتبعت الدراسة الإبيسمتولوجية فأقمت حوارًا علميًا، وقمت بنقد المبادئ والفروض ونتائج الدراسات السابقة من أجل تطوير المعرفة وتجنبًا لإحداث قطيعة معرفية بين السابقين واللاحقين فقدمت الوثائق التى تثبت بصورة نهائية وقاطعة الريادة لصنوع من 1870 وقدمت الكثير من المسرحيات المجهولة ونقدت كتاب محاكمة يعقوب صنوع وصححت كل المغالطات المعرفية فى هذا الكتاب.

3- ماهي أبرز معالم هذا الكتاب؟في الفصل الأول درست عالم يعقوب صنوع الفكري من خلال منهج حفريات المعرفة في عقله المكون من الدين – العادات – التقاليد الموروث – التأثر الغربى علاقته بالمعاصرين وعلاقته بالحكام، ثم انتقلت في الفصل الثاني إلى دراسة عالم صنوع فى مسرحياته ولعباته التياترية. أمّا عن تعريف اللعبات التياترية فبعد أن أغلق الخديوى إسماعيل مسرح صنوع لهجومه عليه وعلى الانكليز نفى صنوع إلى باريس وأسس صحيفة أبو نظارة واستلهم في هذه الصحف الأخبار الصحفية في مسرحيات صحفية قصيرة مصورة أو غير مصورة وقام برسم رؤيته الإخراجية أمام المشاهد فكانت هذه الرؤية عبارة عن صور استعاض بها عن خشبة المسرح بالصور، وحتى الأغانى قدم لها رؤية إخراجية وهو ما نسميه الآن (الكليب).

4- كيف تجدين الدراسات حول يعقوب صنوع في الثقافة العربية؟الدراسات حول يعقوب صنوع وفي التراث المسرحي بوجه عام في حاجة إلى مزيد من الدراسات كي نكتشف ما تتضمنه من قضايا مهمة. كثيرون لا يعلمون أن يعقوب صنوع ناقش في مسرحية (جيمس وما يقاسيه) إشكالية الفصحى والعامية في المسرح المصري ورأى أن العامية تصلح للكوميديا ثم قسم العامية فى المسرح إلى قسمين الأدبى العامية الدرامية تكتب بالنثر البسيط – تحتوى على الأغاني المحببة عند المتلقي – الأمثال الشعبية، وعامية أخرى وهى عامية القراء المتعلمين التي تميل إلى السجع . كما ناقش فى المسرحية ذاتها موضوع نمطية الشخصيات، وقد تأثر به كتاب المسرح فيما بعد؛ إذ عُرف مسرح بديع خيرى ونجيب الريحانى بشخصية العمدة كشكش النمطية والمكررة في معظم المسرحيات، وعرف مسرح على الكسار بشخصية بربرى مصر الوحيد المكررة فى معظم مسرحيات الكسار ... الخ.

5- على مستوى المسرح كيف أثر صنوع على من أتى بعده؟قام الكثير من المخرجين والمؤلفين المسرحيين فى مصر باستلهام مسرحيات صنوع ، وتم عرض مسرحيات مستلهمة من أعماله وسيتم قريبًا عرض مسرحية من إعداد د سامح مهران، والمخرج المعروف عصام السيد، مستلهمة من أعمال صنوع، كما يتم الآن الإعداد لندوات تحت عنوان المسرح المصرى فى 150 عامًا أى منذ 1870؛ أي باعتبار مسرح يعقوب صنوع تصحيحًا للأخطاء التاريخية.

6. ماهي أهم مميزات مسرح عصر النهضة لعربية وما أهمية استعادته اليوم؟أما عن عصر النهضة هل تقصد عصر النهضة فى المسرح المصرى ؟ الذى ارتبط بسلامة موسى وتتحرير المرأة وجريدة المقطم والصراع بين المصريين والشوام ؟، وبين الفصحى والعامية ومسرح توفيق الحكيم ليحل الصراع بين الفصحى والعامية إلى لغة ثالثة وهى لغة أنصاف المثقفين ، وقد ظهر فى العقد الأول من القرن العشرين كتاب فى المسرح المصرى مثل حسن مرعى الذى كتب (دنشواى – الأزهر وقضية حمادة باشا ...الخ).


مادة خاصة بمدونة منشورات


الثلاثاء، 31 مارس 2020

(ورقة تعريفية) دار الكتاب الجديد المتَّحدة ودار المدار الإسلاميّ لـ سالم أحمد الزريقانيّ

دار الكتاب الجديد المتَّحدة ودار المدار الإسلاميّ مؤسَّستان مستقلَّتان يُديرُهُما سالم أحمد الزريقانيّ.
وللدارَينِ عنوانٌ واحدٌ (هو: لبنان – بيروت – الصنائع - شارع جوستينيان - سنتر أريسكو - الطابق الخامس)، وهاتفٌ واحدٌ: (هو: 00961-1-750304-5)، وبريدٌ إلكترونيٌّ واحدٌ (هو: szrekany@inco.com.lb)، وموظَّفون مشتركون، ويُمكِنُ البحث عن كتب الدارينِ معًا في الموقع الإلكترونيِّ المشترك: www.oeabooks.com، وفي صفحة (سالم أحمد الزريقانيّ) في الفيسبوك، ثمَّ إنَّ شعار [لوغو] دار الكتاب الجديد المتَّحدة مُثَبَّتٌ في الأغلفة الخلفيَّةِ لكتب دار المدار الإسلاميِّ.
فهما إذَن دارانِ شقيقتان، بيدَ أنَّ لكلٍّ منهما وِجهَةً خاصَّةً ومسارًا مُحَدَّدًا، إذ استهدفَ مؤسِّسُهما بإنشائهما أَن يُحقِّقَ في واقِعِ النَّشرِ التَّكامُلَ المَنشودَ بَينَ التُّراثِ العَرَبِيِّ الإسلامِيِّ الأَصيلِ، فكانَ أَن أَسَّسَ دارَ المدارِ الإسلامِيّ لِتُعنى بِهِ تَأليفًا وتَحقيقًا وتَرجَمَةً، وبينَ الدِّراساتِ الحَديثَةِ في مُختَلِفِ حُقولِ العِلمِ وفُنونِ المَعرِفَةِ تَأليفًا وتَرجَمَةً، معَ مَزيدِ اهتِمامٍ بِالجانِبِ التَّرجَمِيِّ هُنا؛ لأَنَّهُ أَمثَلُ السُّبُلِ وأَقصَرُها لِلوُصولِ إلى ثَقافاتِ الآخَرِينَ وعُلومِهِم، فكانَ أَن أَسَّسَ دارَ الكِتابِ الجَديدِ المُتَّحِدَةَ لِتَضطَلِعَ بِتِلكُم المُهِمَّةِ الخَطيرَةِ الأَثَرِ والجَسيمَةِ الخَطَرِ. فتكامُلُ الدارَينِ بتخصُّص كلٍّ منهما في توجُّهٍ معيَّنٍ عاملُ قوَّةٍ تقوى به الدارانِ ويفتقر إليه معظمُ الدور الأُخرى.
- مجالاتُ عَمَلِ الدارَين:
1. التأليف: إذ تحرِصُ الدارانِ على نشر أَعظمِ الكتب والأطاريح التي قدَّمَت إضافاتٍ مهمَّةً وطرحت أفكارًا جديدةً.
2. الترجمة: إذ تتعاقد الدارانِ في كلِّ سنةٍ مع دور نشرٍ أجنبيَّةٍ على ترجمة كتبٍ جديدةٍ في المحاور التي تُعنَيانِ بها، وتنالانِ الحقوقَ الحصريَّةَ لترجمة تلك الكتب ونشرها وتوزيعها في الدول العربيَّةِ وفي العالم أجمع، وجميعُ ترجماتهما يُراجِعُها ويُدَقِّقُها أساتذةٌ متخصِّصون مُتقِنون للُّغتينِ المترجم منها وإليها، ولها أرقامٌ مسجَّلةٌ في دار الكتب الوطنيَّة [أرقامٌ محلِّيَّةٌ، وأرقام ردمك]، وهي أرقامٌ سليمةٌ تستندُ إلى مراسلاتٍ مخصوصةٍ مع الجهات المَعنيَّة.
3. التحقيق: إذ يحرِصُ مديرُ الدارَينِ على اقتناصِ المخطوطات النادرة التي لم تَرَ النورَ من قبلُ لنشرها أوَّلَ مرَّةٍ محقَّقَةً تحقيقًا علميًّا أكاديميًّا.
- التخصُّصاتُ التي تُعنى بها دار الكتاب الجديد المتَّحدة:
أهمُّ ما عُنِيَتْ به الدارُ منذُ ظُهورِها: اللسانيّات واللغة العربيَّة، وتجديد الدرس البلاغيِّ والمعجميِّ، والفلسفة المعاصرة، ونظريّات القراءة، والتأويل، وترجمة سلاسل صغيرةٍ مفيدةٍ للقارئ العربيِّ. وقد التَفَتَت الدارُ في السنوات الماضية إلى تخصُّص فلسفة الدين وكذلك إلى فرعٍ دقيقٍ من فروعها هو اللغة الدينيَّة.
- التخصُّصاتُ التي تُعنى بها دار المدار الإسلاميّ:
أهمُّ ما عُنِيَتْ به الدارُ منذُ ظُهورِها: الدراسات المعاصرة للفكر الإسلاميّ، والدراسات العثمانيَّة، والدراسات المعاصرة للشريعة والفقه وأصوله، والاستشراق، والدراسات الأندلسيَّة. وقد التَفَتَت الدارُ في السنوات الماضية إلى الدراسات القرآنيَّة المعاصرة، والدراسات النظريَّة الجديدة للتاريخ الحَوليِّ والذاكريِّ، والدراسات المهمَّة عن التصوُّف الإسلاميِّ.
وكان الهدفُ الأساسيُّ الذي وَضَعَتْهُ الدارانِ لأَنفُسِهِما من وراءِ ذلكَ كلِّهِ بناءَ أُنموذجٍ مختلفٍ للكتاب العربيِّ عمّا هو عليه حاليًّا.
ويظلُّ الطُّموح قائمًا وكبيرًا، ويظلُّ القائمونَ على مشروعِ الدارَينِ يبذلونَ في سبيل إنجاحه كلَّ ما يمكن أن تبذله مؤسَّسةٌ مستقلَّةٌ تمامًا تعملُ بإمكاناتها ومواردها الخاصَّة، ولا تقفُ وراءها أيُّ جهةٍ، ولا يُحَفِّزُها سوى رغبتها في تنوير العقل العربيِّ والحرص على تقديم معرفةٍ بديلةٍ تتوافر فيها كلُّ الشروط والمعايير العلميَّة.

(من صفحة دار الكتاب الجديد في فيسبوك)

الخميس، 13 فبراير 2020

(حديث في النشر) رفيق طيبي، دار خيال - الجزائر

1- عدد من إصداراتكم الأخيرة، يحتفي بالحراك الجزائري. من موقعك كناشر، هل ترى بأن الحراك دفع قطاع النشر إلى الأمام أم العكس؟
الراهن حرّك الكتابة السياسية والإبداعية بشكل عام في الجزائر، من حيث إنتاجها وطباعتها ونشرها، وفي نفس الوقت كنا ننتظر أن تقابل هذه الحركة بمرافقة قرائية وإقبال جماهيري، لكن ذلك لم يحدث، قد يكون لكتب الحراك مفعول لاحقا من باب أنها وثّقت للحراك وقاربته من زوايا متعدّدة سيعود إليها الباحثون في اللحظة المناسبة لفهم ماذا حدث بالضبط.

2- بشكل عام، كيف ترى واقع النشر اليوم في الجزائر وانفتاح دور النشر الجزائرية على العالم العربي؟
ل تزال تفصلنا مسافة كبيرة عن النشر بمفهومه المحترف الذي نجده في الغرب أساساً، ربما تقلّصت الفجوة في السنوات الأخيرة خاصة وأننا نملك في العالم العربي دورا منضبطة تجاه معايير وقيم النشر، في الجزائر هناك محاولات للتواجد ضمن الصفوف الأولى لهذه المهنة القلقة والشاقة، لكن هذه المحاولات تحتاج وقتا.

3- معرض الجزائر الدولي للكتاب يشكل الموعد الأساسي لتنشيط عالم الكتاب في الجزائر. هل ترى بأن هذا الموعد يقوم بدوره بالشكل الكافي؟
كموعد لاقتناء الكتب وحضور الفعاليات الثقافية هو موعد جيد، قد يحتاج لمراجعة بعض التفاصيل منه لكنه يؤدي دورا مهما في تقريب الكتاب والمؤلفين من الجمهور وتحريك المشهد الثقافي من خلال الندوات والجلسات التي تقام، ربما بعض السلبيات  تحتاج لمراجعة لكنها لا تؤثر على كون المعرض فرصة سنوية مهمة جدا للجمهور والكتاب.

4- ما هي أكثر معارض الكتب العربية التي تعتبر بأنها تخدم فكرة تطوير سوق الكتاب العربي؟
معرض الشارقة الذي لم أزره لكن تصلني أصداء مهمة عنه.

5- كيف تجد رزنامة معارض الكتب العربية؟
تزامن معرض الشارقة ومعرض الجزائر أضرّ بالناشرين، ولابد من إيجاد مخرج لهذا الأمر.

6- ما هي طموحاتك لتطوير "خيال للنشر"؟
أسعى لاستقطاب أسماء مهمة في عالم الإبداع، ولإطلاق برامج نشر وصيغ تمكننا من دعم المبدعين الشباب.

7 - أي معايير تعتمدونها في استقطاب كتّاب الدار؟
الجمال والجدية.

8- من المعروف اليوم أن الرواية هي أنشط 
قطاعات الكتاب، هل تعتقد أن نوعية أخرى من الكتب لها قدرة على منافستها قريبا؟

ربما الكتب الفكرية التي قد تسهم في تفكيك ومقاربة أزماتنا التي لا حدود لها.

مادة خاصة بمدونة "منشورات"/ حاورته بثينة عبد العزيز غريبي

الاثنين، 3 فبراير 2020

(ضيف منشورات) زهية جويرو: الترجمة والدور التنويري لتونس

عُرفت الجامعية والباحثة التونسية زهية جويرو من خلال دراساتها ضمن الإسلاميات، وضمنها نشرت عدة مؤلفات مثل: "الإسلام الشعبي" (2007)، و"مؤسسة الإفتاء بين سياج المذهب وإكراهات التاريخ" (2014)، و"الوأد الجديد: مقالات في الفتوى وفقه النساء" (2019)، إضافة لعدة مقالات. مؤخراً، جرى تعيين جويرو على رأس "معهد تونس للترجمة". عن جميع هذه الانشغالات تحدّثت إلى مدونة "منشورات".



كتابك الأخير بعنوان "الوأد الجديد" صدر عن منشورات مسكلياني، لو تحدّثيننا عنه؟هو مجموعة من المقالات تدور حول ظاهرة ليست وليدة هذا العصر إنما هي ظاهرة قديمة، وهي توظيف الدين من أجل تثبيت السيطرة على النساء. كان غرضي في هذه المجموعة من المقالات أن أبين كيف تم توظيف الدين لإحكام السيطرة على النساء، ومن جهة خرى أن أبيّن أن هذه السيطرة وهذا الاستبداد لا يشرّعهما الدين في حد ذاته بقدر ما يشرّعهما الفهم البشري والاستخدام البشري للدين.

أليس هناك إشكاليات حين تكتب المرأة حول مسائل الدين؟ليس هناك صعوبات علمية أو معرفية خاصة يمكن الإشارة إليها، وهي صعوبات من طبيعة البحث. لكن الصعوبات الأهم متأتّية عن التلقي فكثير ما يواجه العمل المنشور في مجالات البحث في مسائل الدين بردود تكون في بعض الأحيان حادة وعنيفة لاعتبارين: الأول أن هذه الكتابات تعالج مواضيع لم يستوعب العقل الإسلامي بعد أنها مواضيع جدالية والآراء فيها مختلفة وأنها مواضيع قابلة لأن تناقش، ومصدر الصعوبة الثاني هو أن يكون البحث صادراً عن امرأة. أي ردة الفعل السلبية تجاه هذه الدراسات تكون مزدوجة عندما تكون من إنجاز عن نساء.

من خلال تجاربك السابقة، هل تعرضت لحالات من "عنف" التلقّي؟
أذكر أن أول كتاب نشرته كان بعنوان "الإسلام الشعبي" ضمن سلسلة أشرف عليها الأستاذ عبد المجيد الشرفي (سلسلة الإسلام واحداً ومتعدداً، عن در الطليعة في لبنان) وكان أوّل رد على هذه السلسلة خاصة بالمصادرة فظل هذا الكتاب مصادراً لمدة سنتين تقريبا ثم بعد ذلك أفرج عنه. 

هل من مشروع كتاب جديد تشتغلين عليه استعداداً لمعرض تونس الدولي للكتاب في شهر أفريل المقبل؟لست بصدد إعداد مشروع كتاب جديد، ولكنني أشتغل حاليا على مجموعة من المقالات هي حصيلة مشاركات في ندوات علمية وبعضها سيصدر في أعمال جماعية. هناك أيضاً عمل أشتغل عليه وهو يمثل حلماً رافقني منذ سنوات؛ كتاب يدور حول نقد العقل الفقهي.

بين التأليف وإدارة المعهد الوطني للترجمة وانشغالات علمية أخرى، كيف توازنين بين كل ذلك؟بكثير من الإرهاق. أبذل جهدا كبيراً للتوفيق. إلى حدود أكتوبر الماضي كنت بالأساس أستاذة جامعية وباحثة ثم توليت إدارة معهد تونس الترجمة وهي مسؤولية فيها أيضاً جانب علمي وليست مسؤولية إدارية فحسب. أعتقد أنه لا بد أن تكون هناك برامج حول الكتب المترجمة وأن يكون هناك مشروع فكري تتنزل في إطاره الأعمال المترجمة، دون أن ننسى أنه يوجد جانب إداري مرهق، كما أنني ما زلت ملتزمة في الجامعة مع الطلبة الذين أدرسهم والدروس التي التزمت بتدريسها. يصعب التوفيق بين كل ذلك، ولكن بما أن الجانب العلمي يغلب على هذه الأنشطة فذلك ما يخفف نوعاً ما من وطأتها.

ماهي التصوّرات والبرامج التي ننتظرها منك في معهد تونس للترجمة؟معهد تونس للترجمة عبرة عن جسر يصل بين الثقافات وهذا هو الأصل في وجود هذه المؤسسة. أعتقد أن لتونس دوراً مهما في الترجمة لعدة اعتبارات أولها أن تونس كانت ولازالت نقطة التقاء لثقافات عديدة وأنا أنزل دور معهد تونس الترجمة ضمن هذا الدور التاريخي الذي نهضت به تونس على مر التاريخ. الاعتبار الثاني يتعلق بأن تونس بحكم نظامها التعليمي وبحكم موقعها كانت دائما قادرة على أن تكون أحد أقطاب الترجمة في منطقتنا. التونسيون يتقنون أكثر من لغة وهذا ما يمكن أن يكون عاملا مساعدا على توفر كفاءات قادرة على أن تترجم بما ينفع الثقافة العربية التي تنتظر منا هذا الدور. من جنب آخر، أرى أن لتونس دور تنويري عليها أن تنهض به، وأعتقد أن الترجمة مهمة لكي تنهض تونس بدورها التنويري الذي بدأته في القرن التاسع عشر.


مادة خاصة بمدوّنة منشورات/ حاورتها: بثينة عبد العزيز غريبي

الاثنين، 20 يناير 2020

(حديث في النشر) مع حافظ بوجميل - دار نيرفانا، تونس

في شهر مارس المقبل، تحتفل دار نيرفانا للنشر بذكرى إنشائها العشرين، واستعدادا لهذه المناسبة تصدر العديد من العناوين المهمة، وعلى هذه الخلفية جمعنا لقاء بمديرها وباعثها حافظ بوجميل.
1. لو تعطينا نبذة عن دار النشر نيرفانا؟
هي دار متخصصة بالأساس في كل ما هو بحوث ودراسات في الإنسانيات، خاصة أنه بعد الثورة أصبح مسموحا بنشر عناوين كانت ممنوعة في السابق. نحن متخصصون أكثر في ما هو تاريخ وتراث تونسي وفي الكتاب الفني أيضاً. وعندنا حوالي 40 عنوان في مجالات الأركيولوجيا، وفي التاريخ، وفي الفن التشكيلي، وفي التراث اللامادي.
2. كيف بدأت حكايتك مع مجال النشر؟
تجربتي الأولى كانت في مجال الصحافة، وتكويني أنغلوفوني . بدأت كمترجم في مجلة تصدر في العالم العربي باللغة الإنغليزية وكنت أترجم من اللغة الانغليزية إلى العربية. ومن بعد أصبحت مسؤولاً عن النشر في المجلة، ثم أنشأت مؤسسة أولى لمدة أربع سنوات ضمن شراكة، وبعدها أسست مشروعي "نيرفانا".



3. تعتبر ناشرا شاهدا على جزء كبير من تاريخ النشر المستقل في تونس، أي فترة تعتبرها الأفضل في تاريخ الكتاب التونسي؟ بالتأكيد هي فترة ما بعد الثورة التي فتحت الباب مجددا للناشرين كي يصدروا ما يحبون نشره. مثلا أنا بعد الثورة نشرت ثلاث مجلات: مجلة الفكر الحر، والثانية مجلة موجهة للشباب الهدف منها كيف جذب الشباب إلى الثقافة بعد أن غزتهم التكنولوجيات الحديثة وكان مشروعا جيدا ولكنه لم يجد الدعم المناسب للمواصلة والآن نحن بصدد الاشتغال على المشروع الثالث (يضحك) يبدو أننا لم نتب من فشل المشاريع السابقة.

4. ماهو المشروع الثالث؟
Revue tunisienne de sciences politique أول مجلة في تونس تتحدث عن العلوم السياسية وأصدرنا الآن عددين وهي تصدر مرتين في السنة واللجنة العلمية من تونس وجنوب إفريقيا وفرنسا ورئيس تحريرها هو أستاذ العلوم السياسية في جامعة تونس حاتم مراد، وفي اللجنة الموسعة حمادي الرديسي ورجاء بن سلامة. ومن أعضاء فريقها التحريري باحثون من ألمانيا وإيطاليا.
5. تشتغلون كثيرا على التاريخ التونسي رغم صعوبة البحوث وحساسيتها؟
أعتقد بأن تاريخ تونس الحديث منبع ثري. توجد مواضيع كثيرة قابلة للطرح، ومن المهم أن تعمل دار نشر على هذا الجانب وتساهم في نقل موروثنا الشعبي. نشرنا كتاباً عن البخور وما يحمله من أبعاد في الموروث الشعبي. إنها هذه تفصيلة صغيرة من عالم كبير ثري جدا. كما قمنا بإصدار كتب عن شخصيات تاريخية كأحمد بن صالح والحبيب بورقيبة...
6. بسبب الصعوبات التي يشهدها القطاع، هل حصل وفكرت في الابتعاد عن النشر؟
النشر صعب وأذكر أنني في بداياتي أسست شركة اتصال بالتوازي مع النشر لتغطية بعض المصاريف. الصعوبات جعلتني أتمسك بالنشر واليوم نحن من أهم دور النشر في تونس.
7. شاركت "نيرفانا" منذ فترة قصيرة في معرض الكتاب التونسي، ماهو تقييمكم لمشاركتكم في الدورة الثانية؟
تغيير الموعد أحدث إرباكا. كان المعرض يقام في شهر أكتوبر وتنظيمه في شهر ديسمبر وخلال عطلة مدرسية لم يكن له النتائج المرجوة على مستوى المبيعات.
8. ماهي استعداداتكم لمعرض تونس الدولي للكتاب في شهر أفريل المقبل؟
بصدد تحضير عناوين ستخلق فارقا في مجال النشر ومنها المفاجئ.

مادة خاصة بمدونة "منشورات"/ حاورته: بثينة عبد العزيز غريبي


الأحد، 29 ديسمبر 2019

(ضيف منشورات) حسنين بن عمو: زمن الرواية التاريخية في تونس

أولا هنيئا بالجائزة التي حصلت عليها منذ أيام ضمن فعاليات معرض الكتاب التونسي. ما وقع هذه الجائزة ضمن تجربة طويلة مع الكتابة ؟
أجد أن هذه الجائزة ذات أهمية وهي عبارة عن تتويج لتجربة أربعين سنة من العمل على الرواية التاريخية ومن المعلوم أنه ليس من السهل إصدار كتب تاريخية. يجب ن تكون مستعدا لها استعداد كبيرا فالبحث التاريخي يتطلب وقتاً وصبرا وإمكانيات، ثم بعد ذلك الجمع بين الكتابة الدرامية والأحداث التاريخية. رواية "باب العلوج" انطلقت من سؤال ذات جولة حيث راودني السؤال لم سمي هذا الباب بـ باب العلوج؟ ومن هنا بدأت في البحث عن الجزئيات التاريخية وفي كل مرة أحاول التعمق أكثر إلى ان استهوتني المغامرة، وتتالت من بعد ذلك التجارب والروايات التاريخية.


بعد مرور سنوات طويلة على إصدار روايات "باب العلوج" و"رحمانة" و"باب الفلة" أعدت طباعة هذه الكتب. لم اخترت هذا التوقيت لتعود النشر؟
سابقا كنت أقوم بالطباعة على حسابي الخاص ولكن فيما بعد وجدت أن الأمر مرهق فلا يمكن أن أكون الكاتب والناشر في ذات الوقت رغم أن المسالة مربحة. وهنا وجدت كامل الترحاب من دار نقوش عربية. بالنسبة لرواية "عام الفزوع" وهي آخر ما كتبت فقد جاءت بعد أن اتصل بي كل من المنتج السينمائي نجيب عياد والمخرج شوقي الماجري وطلبا مني الكتابة عن ثورة علي بن غذاهم ولكني وجدت أن العمل يتطلب مجهودا ضخما فقررت أن أكتب من منظوري وكما أريد أن أفهم التاريخ.


كيف تجد تلقي القراء لأعمالك؟جيد جدا. عندما أقول جيد جدا فإنني أعني ما أقوله. يمكن قياس ذلك من خلال المبيعات ونسبة الإقبال على حفلات التوقيع. وفي النهاية لابد للتاريخ أن يصل لكل الأجيال. من سوء الحظ أنه لم يكن موضوعا في المقام الذي يجب أن يكون عليه في تونس والتي أعتقد أنه فيها شغفاً كبيرا بالرواية التاريخية.


كيف ترى واقع الرواية التاريخية في تونس؟للأسف، أرى نفسي اليوم وحيدا في كتابة الرواية التاريخية في تونس.


ماهي مشاريعك القادمة؟بصدد وضع آخر اللمسات على عمل حول الموريسكيين، وأبحث له عن غلاف جيد. 


مادة خاصة بمدونة "منشورات"/ حاورته: بثينة عبد العزيز غريبي



الخميس، 19 ديسمبر 2019

(ضيف منشورات) سنية مدوري: الشعر والنشر يلتقيان في "الفردوس"




1. كيف هي علاقتك بالناشرين؟بداية، شكرا لكم على اللفتة الكريمة. أنا مازلت في بداية المشوار من حيث النشر وعلاقتي بالناشرين حقيقة بدأت وأنا شاعرة قبل أن أكون مديرة دار نشر منذ أول كتاب نشرته سنة 2014. علاقة هي في العموم طيبة وكما تعلمين أغلب أصحاب دور النشر هم في الأصل أدباء لذلك تجدين العلاقة بينهم تسمو عن كونها سوق شغل ومنافسة بالمعنى التجاري للكلمة لتسمو إلى علاقة عائلة بعضها ببعض. لا أنكر أنني في بداية تأسيس دار الفردوس للنشر والتوزيع استعنت بخبرة الأصدقاء الذين سبقوني في الميدان ولم يبخلوا عليّ بالنصائح والمعلومات وأذكر منهم الصديق شوقي العنيزي صاحب دار مسكلياني للنشر والصديقة فاطمة بن فضيلة صاحبة دار وشمة للنشر كذلك الصديقة الشاعرة المغربية ليلى ناسيمي عن نفس الدار. أنا حتى الآن لم أجد من أصحاب دور النشر سوى النصيحة والمحبة المتبادلة. أرجو أن تكون دائما كذلك في قادم الأيام. فنحن في النهاية نؤسس لنفس الهدف وهو السمو بالإبداع ومساعدة الكتاب الحقيقيين على الانتشار داخل تونس وخارجها.

2. بشكل عام، كيف تجدين علاقة دور النشر بالشعر؟كما أخبرتك منذ قليل أن أغلب أصحاب دور النشر أدباء يعني شعراء وروائيين ونقاد لذلك تجدين علاقتهم بالأدب وطيدة خاصة الشعر لأنه الحقل الأدبي الأكثر اعتناقا للإحساس والتعبير عن الذات. فهم يسعون إلى نشره وحتى إلى البحث عمن يترجم أعمال بعض الشعراء المتميزين لنشرها هي الأخرى.

3


. ماهي أكثر دور النشر التي تلفتك في العالم العربي، ولماذا؟
هناك عدة دور نشر في تونس والعالم العربي نحتت اسما لها ونجحت في استقطاب القراء عبر جودة أعمالها من حيث نوعية الطباعة وانتقائها للأعمال الجيدة ثم والأهم البحث عن طرق للتوزيع والتعريف بالكتاب. أذكر على سبيل المثال دار الآداب ببيروت ودار المعارف المصرية وعندنا في تونس دار مسكلياني التي اكتسحت الوطن العربي بجودة أعمالها وانتهاجها مسارا ناجحا وهو ترجمة الأدب العالمي.


4. هل تعتبرين أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت في إيصال صوت الشعراء أم العكس؟ما من شك أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت على إيصال صوت الشعراء عبر العالم. أصبح للشعراء مجال شاسع للتعريف بأنفسهم وبمنتجاتهم الشعرية حتى قبل أن ينشروها. رغم السلبيات التي ولدتها وسائل التواصل الاجتماعي من تكريس سوء استعمالها لغرضها الذي جاءت من أجله إلا أنها تبقى صاحبة فضل كبير في تكوين شبكة علاقات متينة بين الأدباء من كافة أنحاء العالم.

5. حين تحضرين إلى معارض الكتب العربية، ماهي أبرز الفعاليات التي تثير اهتمامك؟حضرت مرات عديدة معارض الكتب داخل تونس وخارجها. وأبرز ما يلفت انتباهي تلك الأنشطة الثقافية التي تكون بالتوازي مع المعرض. أي لا يكتفي الزائر باقتناء الكتب بل يلتقي مباشرة بأصحابها في حفلات توقيع ويلتقي أيضا بالمثقفين والأدباء ويستطيع أن يكوّن علاقات ثقافية فاعلة. الكتب نجدها في كل مكان ولكن الإضافة في المعارض تكون تلك الفسحة الروحية للقاء المباشر بين الكاتب والقارئ.

6. ماهي مشاريعك الإبداعية القادمة؟أنا الآن أعمل على إعداد مجموعة من الكتب لعدة أدباء من تونس وخارج تونس، فيها الذي تم نشره وفيها كتب تنتظر دورها في المطبعة وذلك للمشاركة في فعاليات المعرض الدولي للكتاب هذه السنة 2020. كما أنني سأنشر كتابي خلال أيام وأرجو أن ينال حظه في القراءة والنقد والجوائز.


مادة خاصة بمدونة منشورات/ حاورتها: بثينة عبد العزيز غريبي

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...