الأحد، 11 أغسطس 2019

(ضيف منشورات) حيدر جمعة العابدي: مرايا للسرد العراقي

بعمليه اللذين صدرا في 2017؛ "الأنساق الواقعية والرمزية في الرواية العراقية ما بعد 2003"و"التمثلات الدلالية في القصة العراقية ما بعد 2003"(منشورات دار الفؤاد)، كأنها وضع الباحث العراقي حيدر جمعة العابدي موسوعة للسرد في عراق العقدين الأخيرين. كان العابدي قد نشر قبل ذلك بحوثاً ودراسات عديدة في مجالات علم  الاجتماع والمسرح والشعر والنقد الأدبي والثقافي، وهو إلى ذلك عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، وعضو اتحاد الصحفيين العراقيين، ومسؤول القسم الثقافي في المركز الثقافي العراقي في اليونان. مدوّنة "منشورات" استضافته في هذا الحديث.

* كيف تقدّم انشغالاتك كمؤلف؟
يمكن القول بأن الواقع الثقافي بشقيه المعرفي والجمالي في العالم العربي هو ما يشغلني، ومن وراء ذلك الواقع السياسي لما يشكله من تأثير اجتماعي ونفسي واضح على حياة الشعوب التي تعاني هي الأخرى من تمركزها خلف أنساق ثقافية ماضوية متحجرة أنتجت لنا نخباً سياسية غير قادرة على إنتاج واقع سياسي وثقافي سوي وفاعل لذا بات واقعاً يكتنز بالإشكاليات الثقافية والاجتماعية.

* لو تقدّم عمليك الذين صدر كلاهما في 2017؟
في كتاب "الأنساق الواقعية والرمزية للرواية العراقية ما بعد 2003" بينت أبرز الخصائص الفنية والجمالية والثقافية الجديدة التي ظهرت بها الرواية العراقية ما بعد 2003، وفيه ناقشت 25 عملاً روائياً. أما كتاب "التمثلات الدلالية للقصة العراقية الحديثة ما بعد 2003" فقد تناولت من خلاله 16 مجموعة قصصية حديثة بينت من خلاله التمثلات الدلالية الجديدة وكيفية تشكلها.

* كيف ترى هذين العملين اليوم؟
ربما شعرت في لحظة إصدارهما بالسعادة لكن سرعان ما تبدد هذا الإحساس وانتابني القلق من سؤال معرفي  أساسي في حياة كل كاتب يمتهن الثقافة المعرفية وهو وماذا بعد ذلك؟ لا اعتقد أن الوصول إلى درجة تلرضا مهما حقق العمل من نجاح عامل صحة للكاتب.

* هل تفكّر في كتاب قادم؟ 
غالبا سيكون في إطار البحث والتحليل عن المرجعيات الأدبية الحديثة للرواية العراقية والعربية.  

* هل تعتقد بوجود شخصية ثقافية أثرت فيك؟
هناك شخصيات كبيرة ومهمة أثرت بشكل مباشر على طريقة تصوري للثقافة إضافة إلى كونها شخصية تمكنت من تغيير وتطوير الوعي الإنساني والمعرفي، إنه أبو العلاء المعري. هو أكثر الشخصيات غموضا وأكثرهم حضورا أدبيا ومعرفيا من خلال شعريته التي تمزج الأدب في الفلسفة كما أن إرادة الحياة فيه تتجلى من خلال رؤيته المعرفية التي تخطت ضعفه. أعتبره أيقونة ثقافية لكل العصور. 

* إلى ماذا تتطلع من خلال جهدك الثقافي؟
أن تعي وتفهم كل شعوب العالم أن خلاصها هو هويتها الإنسانية الجامعة العابرة للحدود المادية والاجتماعية وملاذها الأخير من وحشية وأطماع المصالح البشرية الشخصية لذا أحلم بعالم بلا عصبيات عرقية ودينية وهو حلم ليس من الصعب تحقيقه لو علمنا حجم التطور المعرفي الحاصل.    

مادة خاصة بمدونة "منشورات"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...