الثلاثاء، 13 أغسطس 2019

(شمعة "منشورات") عبد الهادي سعدون: بغداد - مدريد، ذهاباً وإياباً

كأن جسوراً قد قُطعت بين الجزيرة الإيبرية والعالم العربي منذ سقوط غرناطة نهاية القرن الخامس عشر. كل طرف التفت إلى اتجاه في التاريخ والجغرافيا واللغة والأدب.
بقي الحال كذلك إلى زمن قريب، مع اكتمال جهاز الترجمة لينقل شيئاً مما يُكتب بالإسبانية إلى العربية، والعكس. من بين أبرز هؤلاء المترجم العراقي عبد الهادي سعدون، فبفضله بات الشعر الإسباني المعاصر، خصوصاً، متاحاً للقارئ العربي. لنذكر له أنه ترجم "الأغاني الغجرية" لـ فيدريكوغارثيا لوركا، ومختارات من شعر بيثنته ألكساندر صدرت بعنوان "الحجر ليس بريشة"، دون أن ننسى "مائة قصيدة وقصيدة من الشعر الإسباني الجديد"، و"رقة ماء يتبدد بين الأصابع - أنطولوجيا شعرية: 66 شاعرة إسبانية معاصرة".
وإذا كان الأدب الإسباني يتميّز بأعمال شعرية جميلة للغاية، فإنه يقترح أيضاً نصوصاً رائعة في السرد، بألعاب تخييلية رائقة وبنى تختلف عما تقترحه الآداب الأخرى. وإذا كان عبد الهادي سعدون المترجم قد ركّز على الشعر، فإنه لم يحرم القارئ العربي من النهل من عيون السرد المكتوب بالإسبانية، بشيء من الترجمة، ولكن خصوصاً حين كتب بنفسه أعمالاً سردية، تلك التي يستطيع قارئها أن يميّز نكهتها الخاصة.
ومن نتاجه السردي نذكر: "اليوم يرتدي بدلة ملطخة بالأحمر" (مجموعة قصصية)، ورواية "مذكرات كلب عراقي". ما أجمل أن نقرأ لكاتب في عيد ميلاده. 

مادة خاصة بمدونة "منشورات"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...