الاثنين، 3 فبراير 2020

(ضيف منشورات) زهية جويرو: الترجمة والدور التنويري لتونس

عُرفت الجامعية والباحثة التونسية زهية جويرو من خلال دراساتها ضمن الإسلاميات، وضمنها نشرت عدة مؤلفات مثل: "الإسلام الشعبي" (2007)، و"مؤسسة الإفتاء بين سياج المذهب وإكراهات التاريخ" (2014)، و"الوأد الجديد: مقالات في الفتوى وفقه النساء" (2019)، إضافة لعدة مقالات. مؤخراً، جرى تعيين جويرو على رأس "معهد تونس للترجمة". عن جميع هذه الانشغالات تحدّثت إلى مدونة "منشورات".



كتابك الأخير بعنوان "الوأد الجديد" صدر عن منشورات مسكلياني، لو تحدّثيننا عنه؟هو مجموعة من المقالات تدور حول ظاهرة ليست وليدة هذا العصر إنما هي ظاهرة قديمة، وهي توظيف الدين من أجل تثبيت السيطرة على النساء. كان غرضي في هذه المجموعة من المقالات أن أبين كيف تم توظيف الدين لإحكام السيطرة على النساء، ومن جهة خرى أن أبيّن أن هذه السيطرة وهذا الاستبداد لا يشرّعهما الدين في حد ذاته بقدر ما يشرّعهما الفهم البشري والاستخدام البشري للدين.

أليس هناك إشكاليات حين تكتب المرأة حول مسائل الدين؟ليس هناك صعوبات علمية أو معرفية خاصة يمكن الإشارة إليها، وهي صعوبات من طبيعة البحث. لكن الصعوبات الأهم متأتّية عن التلقي فكثير ما يواجه العمل المنشور في مجالات البحث في مسائل الدين بردود تكون في بعض الأحيان حادة وعنيفة لاعتبارين: الأول أن هذه الكتابات تعالج مواضيع لم يستوعب العقل الإسلامي بعد أنها مواضيع جدالية والآراء فيها مختلفة وأنها مواضيع قابلة لأن تناقش، ومصدر الصعوبة الثاني هو أن يكون البحث صادراً عن امرأة. أي ردة الفعل السلبية تجاه هذه الدراسات تكون مزدوجة عندما تكون من إنجاز عن نساء.

من خلال تجاربك السابقة، هل تعرضت لحالات من "عنف" التلقّي؟
أذكر أن أول كتاب نشرته كان بعنوان "الإسلام الشعبي" ضمن سلسلة أشرف عليها الأستاذ عبد المجيد الشرفي (سلسلة الإسلام واحداً ومتعدداً، عن در الطليعة في لبنان) وكان أوّل رد على هذه السلسلة خاصة بالمصادرة فظل هذا الكتاب مصادراً لمدة سنتين تقريبا ثم بعد ذلك أفرج عنه. 

هل من مشروع كتاب جديد تشتغلين عليه استعداداً لمعرض تونس الدولي للكتاب في شهر أفريل المقبل؟لست بصدد إعداد مشروع كتاب جديد، ولكنني أشتغل حاليا على مجموعة من المقالات هي حصيلة مشاركات في ندوات علمية وبعضها سيصدر في أعمال جماعية. هناك أيضاً عمل أشتغل عليه وهو يمثل حلماً رافقني منذ سنوات؛ كتاب يدور حول نقد العقل الفقهي.

بين التأليف وإدارة المعهد الوطني للترجمة وانشغالات علمية أخرى، كيف توازنين بين كل ذلك؟بكثير من الإرهاق. أبذل جهدا كبيراً للتوفيق. إلى حدود أكتوبر الماضي كنت بالأساس أستاذة جامعية وباحثة ثم توليت إدارة معهد تونس الترجمة وهي مسؤولية فيها أيضاً جانب علمي وليست مسؤولية إدارية فحسب. أعتقد أنه لا بد أن تكون هناك برامج حول الكتب المترجمة وأن يكون هناك مشروع فكري تتنزل في إطاره الأعمال المترجمة، دون أن ننسى أنه يوجد جانب إداري مرهق، كما أنني ما زلت ملتزمة في الجامعة مع الطلبة الذين أدرسهم والدروس التي التزمت بتدريسها. يصعب التوفيق بين كل ذلك، ولكن بما أن الجانب العلمي يغلب على هذه الأنشطة فذلك ما يخفف نوعاً ما من وطأتها.

ماهي التصوّرات والبرامج التي ننتظرها منك في معهد تونس للترجمة؟معهد تونس للترجمة عبرة عن جسر يصل بين الثقافات وهذا هو الأصل في وجود هذه المؤسسة. أعتقد أن لتونس دوراً مهما في الترجمة لعدة اعتبارات أولها أن تونس كانت ولازالت نقطة التقاء لثقافات عديدة وأنا أنزل دور معهد تونس الترجمة ضمن هذا الدور التاريخي الذي نهضت به تونس على مر التاريخ. الاعتبار الثاني يتعلق بأن تونس بحكم نظامها التعليمي وبحكم موقعها كانت دائما قادرة على أن تكون أحد أقطاب الترجمة في منطقتنا. التونسيون يتقنون أكثر من لغة وهذا ما يمكن أن يكون عاملا مساعدا على توفر كفاءات قادرة على أن تترجم بما ينفع الثقافة العربية التي تنتظر منا هذا الدور. من جنب آخر، أرى أن لتونس دور تنويري عليها أن تنهض به، وأعتقد أن الترجمة مهمة لكي تنهض تونس بدورها التنويري الذي بدأته في القرن التاسع عشر.


مادة خاصة بمدوّنة منشورات/ حاورتها: بثينة عبد العزيز غريبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...