الأحد، 1 سبتمبر 2019

(المؤلف يقدّم نصّه) الطاهر أمين عن "المثقف النقدي.. درس إدوارد سعيد"

لماذا خصَّصْتَ هذا العمل لإدوارد سعيد بالذَّات؟
ضرُورة الوَفاء بدَيْنٍ لإدْوارد سعيد ظلَّ مُؤجَّلاً أرْبع سنواتٍ.  كان الفصْل الأخير من كتابي الرَّابع "الأفُق النَّقديّ الجديد" (صَدَر في تونس شهر سبتمبر 2014، وصدَر عن دار الحوار السُّوريَّة في شهْر جانفي 2017) يحْمِل عُنْوان "التَّفْكير في الغُمَّة" حيْثُ حَضَرَ إدوارد سعيد (وهشام شرابي وعبد الكبير الخطيبي وإلياس خُوري) بوصْفه مُقدِّمةً حقيقيَّةً لاسْتِكمال المشْرُوع النَّهْضويّ الذي وُلِدَ ناقِصًا سواءٌ في تجْربته الأولى أو الثَّانية. كان إدْوارد سعيد "آخر النَّهْضويّين" وِفْقَ توْصيف فوّاز طرابلسي (أحَد مُترْجِميه الكبار إلى العربيَّة، إذْ تَرْجم له ثلاثة كُتُب)، 

وكان "امْتِدادًا للمُثقّف التَّنْويريّ الذي أنْجَبه عصْرُ النَّهْضة الأورُوبّيّ، لا بمعْنى المضْمُون المعْرفيّ، بل بمعْنى الوظيفة، التي تُقْنِعُ المُثقّف بالتَّمَرُّد وتُمْلِي عليه أن يدْعُوَ غيْره إلى التَّمَرُّد أيْضًا"، كما قال فيصل درّاج سنة 2008 في مُحاضرته "إدوارد سعيد: المُثقّف، السِّياسة، السُّلطة". بهذا المعْنى، لم نعُدْ نمْلك سوى خِيَار مُواصلة واسْتِكْمال ما كان إدْوارد سعيد قد بَدَأه مُنذ أن كتَبَ مقالته الأولى بالعربيَّة "صُورة العربيّ" سنة 1968، أي مُنذ أن وعَى بشكْلٍ عَميقٍ دَرْس نكْبة 1967 (ألم يقُلْ: "لم أعُدْ الإنْسان ذاته بعد العام 1967"؟) إذْ لم تكُنْ حَرْب الأيَّام السِّتَّة جوان 67 مُجرَّد هزيمةٍ عسْكريَّةٍ مُخْزِيةٍ، بقدْر ما كانت إعْلانًا صارخًا عن انْهِيَار مرْحلةٍ تاريخيَّةٍ بأسْرها ارْتبطتْ بحُلم الانْبِعاث الحَضاريّ الذي شكَّلَ أسَاس مشْرُوع النَّهْضة العربيَّة، أو الحَداثة العربيَّة، أو اليَقَظَة العربيَّة.. إلى آخِر التَّسْميات. إنّ إضافة إدوارد سعيد العميقة هي أنّه نجَحَ في تعْميق وعْينا بعمليَّة التَّمْثيل التي قام بها الغرب لتبْرير اسْتِعْماره للشَّرق والسَّيْطرة عليه (قراءة الغرب لذاته، بمعْنى تفهُّم تجْربة العقْل الغربيّ)، طالما أنّ "المعْرفة الاسْتشْراقيَّة وظيفيَّة، بقَصْد وَعْي الهيْمنة". هذا العمل العظيم لكتابه "الاسْتشْراق" (1978) الذي كان مدِينًا لـ"صدْمة الحَرْب" (التي أعَادَتْه "إلى نُقْطة البداية، إلى الصِّراع على فلسطين"، كما قال في سيرته الذَّاتيَّة "خارج المكان: مُذكّرات"- 1998) يسْمح لنا بأن نُعيد اكْتشاف تاريخنا المحلِّي، من أجْل أن تسْتعيد الذَّات العربيَّة وعْيها التَّاريخيِّ بذاتها.
هذه المُقدِّمات التي أراها ضَرُوريَّةً تقُودُني إلى الإجابة عن سُؤالك ضمْن السِّيَاق الذي جرَى فيه اسْتِدْعَاء إدوارد سعيد تحْديدًا: كتابي الرَّابع "الأفُق النَّقديّ الجديد" كان بحْثًا عن أسْباب فَشَل مشْرُوع النَّهْضة العربيَّة الذي طُرِحَ مُنذ قرْنٍ ونصْفٍ تقْريبًا. قادَني البحْثُ إلى اكْتشاف أنّ المشْرُوع النَّهْضويِّ العربيِّ لم يكُن نقْديًّا، أي لم يكُن ذاتِيَّ النَّقد بسَبَبِ مُحاولته الجمْع بين النَّمُوذج التُّراثيِّ الماضَويِّ (الاتِّجاه السَّلفيِّ التَّقليديِّ) والنَّمُوذج الغربيِّ (الاتِّجاه التَّجْديديِ الحَداثيِّ)، وبسَبَبِ اكْتفائه برُدُود الأفْعال لمُواجهة التَّحدِّي الغربيِّ. هناك سبَبٌ آخر، وهو أنّ السُّلطة العربيَّة كانت قد نجَحَتْ في تدْمير الرُّوح النَّقْديَّة مُنذ لحْظتيْ علي عبد الرَّازق (الإسْلام وأصُول الحُكْم) وطه حسين (في الشِّعْر الجاهليِّ)، أي أنَّها لم تسْمحْ بأن ينْشَأَ هامِشٌ نقْديٌّ يطْرحُ أسْئلة السُّلطة والمُجْتمع والتَّاريخ الثَّقافيِّ. بهذا المعْنى، حضَرَ إدوارد سعيد بوصْفه دَرْسًا يُشدِّدُ على ربْط دَوْر المُثقّف بالوظيفة النَّقْديَّة، وهو دَرْسٌ يُعلِّمُنا الكثير عن معْنى الثَّقافة كمُمارسةٍ نقْديَّةٍ، وعن ضرُورة "نقْد الثَّقافة وعَدَم تقْديسها"، من أجْل أن تكُون قادِرةً على حمْل مشْرُوع التَّحرُّر الوطنيِّ. إنّ أهمِّيَّة دَرْسَ إدوارد سعيد تكْمُنُ في أنّه خاضَ حَرْب الثَّقافة العربيَّة الحقيقيَّة: الصِّراع على الحاضر التَّاريخيِّ داخل الإحْباطات الفلسطينيَّة والعربيَّة. النَّقْد هو حاجة الحاضر، أي "الكتابة في أرشيف الحاضر". النَّقْد ليس تَرَفًا، بل حاجة تاريخيَّة. إنَّه قراءةٌ، أي عمليَّةٌ تتأسَّسُ على التَّراكُم المعْرِفيِّ. إنَّه مُساءَلةٌ من داخل المعْرفة التي يجِبُ أن تُرَاكَمَ حوْل الوقائع للعالَم. لا يُمْكِنُ أن ينْطلِقَ النَّقْدُ من فرَاغٍ، بل من "الاعْتِراف بوُجُود العالَم الموْضُوعيِّ"؛ طالما أنّ كلَّ النُّصُوص دُنْيَويَّة أي تاريخيَّة. النَّقْد فعَاليَّةٌ إنْسانيَّةٌ: الإنْسانُ فاعِلٌ، وفعاليّتُه هي أرْضيَّةُ وُجُوده.


ما الذي تعْنيه بـ"دَرْس إدوارد سعيد" في العنوان؟

كلمة الدَّرْس، وهي مصْدر من الفِعْل دَرَسَ واضِحة الدَّلالة في اللُّغة العربيَّة: ما تكَرَّرتْ قراءتُه ليسْهُلَ حِفْظُه، ما نحْرِصُ على فهْمِه، ما نتعلَّمُ منه، ما نتَتَلْمذُ عليه. من معاني الكلمة أيْضًا: العِظَةُ والعِبْرة. والدِّراسةُ بمعْنى البحْث والتَّحْقيق. هذه التَّبْسيطيَّة التي تكْتفي بالاسْتِعْمال القامُوسيٍّ توْضيحيَّة لا غيْر. لاحظي أنّ صيغة "درْس إدوارد سعيد" هي عُنْوانٌ فرْعيٌّ؛ فالعُنْوان الرَّئيسيُّ هو "المُثقّف النَّقْديُّ" يطْرحُ مفْهُومًا لا يزال بحاجةٍ إلى جُهْدٍ تنْظيريٍّ كبير بوصْفه خَزَّانًا للتَّصوُّرات والأفْكار المُتعلِّقة بافْتِراضاتِنا عن المُثقّف: وظيفته، علاقته بالسُّلطة، مقُولة نهاية المُثقّف.. الخ، وهي مسائِل مُلْتبِسة جدًّا في ثقافتنا العربيّة، طالما أنّ خاصِّية الوُضُوح لا تكُون حاضِرةً في جميع المفاهيم، وهذا ليْس عَيْيًا في حدِّ ذاته. تعْرفين صُعُوبة تصْنيف إدوارد سعيد ضمْن خانةٍ مُحدَّدةٍ بسَبَب تعدُّد انْشِغالاته الفِكْريَّة وتنوُّع كتاباته، لذلك حاولْتُ أن أقدِّم أهمَّ وُجُوهه التي جَرَى حجْبُها داخل التَّلقِّي العربيّ المُصاب بأسْوأ الأمْراض: الانْتقائيَّة التي تجِد تبْريرها في الإحْساس بعُقْدة الغرب تحْديدًا. لقد دفَع إدوارد سعيد ثَمَن كتابه "الاسْتشْراق" الذي تمَّ توْظيفه من طرف الجميع في حُرُوبهم الخاسِرة. لم يكُن "الاسْتشْراق" أهمَّ كُتُبه. لديَّ قنَاعةٌ ثابتةٌ- بعْد مُعاشَرته حوالي سنةٍ كاملةٍ- بأنّ تبصُّراته وحُدُوساته المُتعلِّقة بالمُثقّف (مُحاضرات ريث 1993، التي تُرْجمَتْ إلى العربيَّة: "صُور المُثقّف"/ "تمْثيلات المُثقَّف"/ "الآلهة التي تفْشل دائمًا"/ "المُثقّف والسُّلطة") تظلُّ أعْمق دُرُوسه التي لم يعُدْ مُمْكِنًا أن تظلَّ ثقافتُنا العربيَّة خارجها. إنَّه دَرَسُ المُثقّف النَّقْديّ الذي حَكَم مُحاولة اسْتيعابي لفِكْر هذا "المُفكٍّر الكوْنيِّ المُحَلَّق خارج المكان"، كما وصَفَهُ صديقُه محمُود درويش.


كيف تجِدُ الكِتابات حوْل إدوارد سعيد في العربيَّة؟

أوَّلاً، لم تتِمَّ بعْد ترجمة أعْمال إدوارد سعيد بشكْلِ كاملٍ، فكتابه "مسْألة فلسطين" لا يزالُ مجْهُولاً لدى القارئ العربيِّ لأسْبابٍ خفيَّةٍ، وكذلك كتابه "بدايات: القصْد والمنْهج" (أطرُوحته للدُّكْتُوراه) ثانيًا، هناك فوْضى غريبةٌ تتعلَّقُ بالتّرْجمات التي بين أيْدينا اليوْم بسبب تعدُّد المُترْجمين: كمال أبو ديب الذي أسَاء كثيرًا بسَبَبِ ترْجمته المُعقَّدة لكتابيْ "الاسْتِشْراق" و"الثَّقافة والإمْبرياليَّة"/ ثائر ديب الذي ترْجم "تأمُّلات حوْل المنْفى ومقالات أخْرى"، بعْد أن فضَح مُغالطات ترْجمة كمال أبو ديب في مقالةٍ مُطوَّلةٍ وواسعة الاطِّلاع / صبحي حديدي الذي ترْجم "تعْقيبات على الاسْتِشْراق"/ هناك محمّد عناني الذي أعاد ترْجمة "الاسْتِشْراق" ، وترْجم أيْضًا "المُثقّف والسُّلطة"/ هناك أسعد الحسين الذي ترْجم مقالات إدوارد سعيد السِّياسيَّة تحت عُنْوانٍ مُضلِّلٍ "خيانة المُثقّفين: النُّصُوص الأخيرة"، وهي ترْجمة رديئةٌ/ هناك فوّاز طرابلسي الذي ترْجم "خارج المكان: مُذكّرات"، و"الأنْسنيَّة والنَّقْد الدِّيمُقْراطي"، و"عن الأسْلُوب المُتأخِّر: موسيقى وأدب عكْس التَّيَّار"؛ وهي ترْجماتٌ دقيقةٌ وعميقةٌ/ هناك حُسام خضور الذي ترْجم "الآلهة التي تفْشل دائمًا"/ هناك محمّد كرزون الذي ترْجم "تغْطية الإسْلام"/ هناك غسّان غُصْن الذي ترْجم "صُور المُثقّف"/ هناك عبد الكريم محْفُوض الذي ترْجم "العالم والنَّصُّ والنَّاقد".
المُفارقة هي أنّ الأعْمال الكاملة لإدوارد سعيد لم تصْدُرْ بعد، وهذا غيْر مُبرَّر على الإطْلاق رغم أنّه لا يزال يحْظى باهْتمامٍ كبيرٍ في الغرب. لا تزالُ التَّرْجمة عمَلاً فرْديًّا رغم وُجُود المُنظّمة العربيَّة للتَّرْجمة (بيروت)، والمشْرُوع القوْمي للتَّرْجمة (مصر)، ومشْرُوع كلمة (أبو ظبي)، والمركز الوطنيّ للتَّرْجمة (تونس).
 

هل أنّ هذا العمل جُزْء من مشروع كتاباتك السَّابقة أم يُحْدِث قطيعة معها؟
كتاب "المُثقّف النَّقْديّ: درْس إدوارد سعيد" هو امْتِدادٌ  لكتابي الرّابع "الأفُق النَّقْديّ الجديد" بوصْفه دَيْنًا كما أشرْتُ سابقًا. إنّه ينْدرِجُ ضِمْن الخطِّ الثَّابت: المسْألة النَّقْدية، أي أزْمة النَّقْد في ثقافتنا التي لم يعُدْ مُمْكِنًا تأجيلُها.



أيُّ صدى للكتاب بعد أشْهر قليلة من إصْداره؟

لا أعْرف تحْديدًا، فمسْألة نشْر كتابٍ ما مسْألةٌ مُعقَّدةٌ. أنا أكْتُبُ في صمْتٍ وأنْشُرُ في صمْتٍ. لم أعُدْ مُقْتنِعًا بجدْوى اللِّقاءات الفِكْريَّة مُنذ مُدَّةٍ طويلةٍ، طالما أنّ السَّاحة الثَّقافيَّة لا تهْتمُّ بإصْدارات الكُتَّاب بسَبَبِ الوضْع المأساويّ الذي تعيشُه دُور الثّقافة، وبسبَبِ بُؤْس المُؤسَّسة الثَّقافيَّة الرَّسْميَّة. هُناك أزْمة عميقةٌ تتعلَّق بنشْر الكتاب في تونس وبتوْزيعه داخل أزْمة القارئ. الكتابُ الفِكْريّ لا يمْلكُ قُرّاءه. هُناك أزْمةٌ أيْضًا في الإعْلام الثَّقافيّ بسَبَبِ جهْل غالبيَّة الصُّحفيّين بالكُتُب الصَّادرة (إنَّهم لا يقْرأون للأسف) وعَدَم قُدْرتهم على المُحاورة الجادَّة. الحقيقة، أنا لا أهْتمُّ بمصير كتابي طالما أنّني مُنْشغِلٌ بكتابٍ جديدٍ. سأكْتفي بآخِر عزاءات الكتابة: "لا يوجَدُ كتابٌ خارج قارئٍ ما".



تعُود إلى خيار النَّشر دُون المُرُور بدار نشْر، لماذا؟

لديَّ تجْربتان: الأولى في تونس حيْثُ نشرْتُ كتابيْن في دارَيْ نشْر تونسيَّتيْن (دار سحر ودار ورقة)، والثَّانية في سوريا مع داريْ نشْر (دار الحوار ودار دال). التَّجْربتان مُتشابهتان، إذْ لا فرْق بين النَّاشر التُّونسيّ والنَّاشر العربيّ: كلاهُما، في الغالب، تاجِرٌ ولصّ. ماذا تسْتطيعُ أن تقُولَ عندما تكْتشفُ أنّ ناشِرك التُّونسيّ لم يقُمْ بإيصال كتابك إلى مدينة صفاقس أو القيْروان؟ هل تتوقَّع أنّه جادٌّ في إيصاله إلى الجزائر أو بيروت؟ النَّاشرُون التُّونسيُّون ينْشُرُون كُتبَنا من أجْل بيْعها لوزارة الثَّقافة وللحُصُول على دعْم الورق رغْم أنّهُم لا يدْفعُون لك حُقُوق التّأليف. ماذا تسْتطيعُ أن تقُول عندما يُعْطيك أيّ ناشِرٍ عربيّ مئة نُسْخة من كتابك هي حُقُوق تأليفك كاملة مُقابل عَقْد مُدَّتُه ثلاث سنواتٍ كاملة؟ ماذا تفْعل بمئة نُسْخة: هل تُهْديها أم تحْتفظُ بها في مكتبتك؟ هل يُعْقَل أن تكُون مُحصَّلة تسْعة أشْهُر من العمل اليوْمي: مئة نُسْخة ورقيَّة لا تُكلِّف النَّاشر شيئًا؟ ليْس معْقُولاً أن يظَلَ الكاتب أسير لصٍّ وجاهِلٍ يدَّعي كذِبًا أنَّه أفْنى عُمْره في خدْمة الثَّقافة العربيَّة. وإلى أيْن يذْهبُ عُمْر الكُتّاب القصير جدًّا؟ يُؤْسِفُني أن أقُول هذا، ولكنَّها الحقيقة التي تفْضحُ جرائم النَّاشِرين العرب بحقِّ الثَّقافة العربيَّة. كيْف نُفسِّرُ هذا الوَلَع الغريب بالتَّرْجمة اليوْم؟ لا شيء سوى عقْليَّة الرِّبْح. فالتّرْجمة لا تعْكِسُ أيَّ همٍّ معْرِفيٍّ حقيقيِّ، ولا تتأسَّسُ على أيِّ طُمُوح نهْضويٍّ. اليوْم يجْري إغْراق سُوق الثّقافة العربيَّة بكمِّياتٍ مهُولةٍ من التَّرْجماتٍ المُتعجِّلةٍ وغير الدَّقيقةٍ للرِّوايات العالميَّة وللشِّعْر العالميّ يقُوم بها في مُعْظم الأحْيان شُعراء فاشِلون. إنّ شعار "وقديمًا ترْجَمُوا" يظَلُّ تضْليليًّا عندما لا يتأسَّسُ على معْرِفةٍ دقيقةٍ بالحاجة إلى ما يجِبُ ترْجمته وضِمْن مشْروعٍ ثقافيٍّ واضِح المعالِم.
في الصَّحْراء العربيَّة القاحِلة لا تسْتطيع الكتابةُ الفِكْريَّة خاصَّةُ أن تكُون مصْدر ثَرَاءٍ: عليْنا نحْن الكُتَّاب أن نُطلِّق هذا الوَهْم السَّخيف. عليْنا أن نجِدَ حُلُولا فرْديَّةً. هذا ما أقُومُ به مع كلِّ كتابٍ جديدٍ في ظِلِّ غياب سياسة نشْرٍ رسْميَّة، وفي ظِلِّ هيْمنة النَّاشِرين اللُّصُوص على سُوق وزارة الثّقافة المُسْتبَاحة التي لا تخْتلِفُ عن أيَّة سُوقٍ أخْرى تعُجُّ بالمُرابين والمُحْتكِرين.



مادة خاصة بمدونة "منشورات". حاروته: بثينة غريبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...