الثلاثاء، 10 ديسمبر 2019

(حديث في النشر) مع سعيد عبده – دار المعارف/ مصر

تعود صناعة نشر في العالم العربي إلى منتصف القرن التاسع عشر، غير أن مؤسسات قليلة للغاية استمرت إلى يومنا هذ، ومنها "دار المعارف" التي تأسست في 1890 ولا تزال تقدّم للقارئ العربي أعمل أساسية. "منشورات" التقا برئيس مجلس إدارتها الحالي، سعيد عبده، والذي هو أيضاً رئيس اتحاد الناشرين المصريين ورئيس اتحاد الموزعين العرب.

1. كمشرف على دار عريقة كدار المعارف يمتد تاريخها على أكثر من قرن، كيف تديرون هذا الرأسمال الرمزي؟
دار المعارف من أعرق المؤسسات على مستوى العالم العربي في عالم النشر ..أنشاها نبيل وشفيق متري في نهاية القرن التاسع عشر وتأممت سنة 1960 مع تأميم الصحافة وبعد ذلك أصدرت مجلة أكتوبر سنة 1976 وأًصبحت إحدى المؤسسات الصحفية التابعة للمجلس الأعلى للصحافة والتي هي الآن الهيئة الوطنية للصحافة . أنا أشغل منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف ومجلة أكتوبر منذ سنة 2015.

2. نشرت الدار مؤلفات أساسية في الثقافة العربية أهمها كتب طه حسين وسلامة موسى ودواوين الشعر العربي القديم. هل هناك خطط لإعادة نشر هذه الأعمال بانتظام، وأي اقبال عليها مع مرور أكثر من نصف قرن على طبعاتها الأولى؟
على مدار الـ130 سنة من عمرها، نشرت الدار العديد من المؤلفات لطه حسين والعقاد وعبد الحليم محمود والشعراوي ومصطفى محمود وشوقي ضيف وعلي الجارم وكامل الكيلاني في الأطفال ونشرنا لسان العرب، ومجلة الكتاب صدرت لمدة سنتين في الخمسينات وكان رئيس تحريرها عادل الغضبان .. من بين المنشورات التي تميزنا بها أيضا هي مجلة السندباد أول مجلة للطفل العربي على مستوى العالم العربي ودام إصدارها لمدة أربع سنوات ونحن الآن نحاول تجديدها لانها لفتت الانتباه العالمي وعرفت انتشارا واسعا في سويسرا وفرنسا ومصر وكان يشرف عليها الفنان بكار.. دار المعارف لم تكن محلية وانما عربية من النشأة وممكن تنشر لمؤلف من تونس أو المغرب أو الجزائر حتى المصممين والرسامين هم من بلدان مختلفة.

3. ماهي برأيك تحدّيات دار المعارف القادمة؟
تحدياتنا كمؤسسة عريقة تمر بفترات ازدهار وتواجهها مشاكل مثل المشاكل التي تواجه صناعة النشر كارتفاع تكاليف مستلزمات صناعة النشر من ورق وحبر وماكينات وأجور وانحصار الأسواق في الوطن العربي مثل غياب اليمن وليبيا والعراق وسوريا نظرا للاضطرابات السياسية الموجودة وتأثر سوق الجزائر.

4. اسم دار المعارف نجده لدى دور نشر كثيرة في العالم العربي. كيف تتعاملون مع ذلك؟
صحيح، نظرا لاسمها الكبير وكون اسمها علامة تجارية في حد ذاته، كانت توجد دور نشر كثيرة في فترة من الفترات بدأوا يسمون نفس الاسم على أنه سجلنا منذ زمن طويل اسم دار المعارف وشعارها الفنارة لكي لا يتم تقليد هذا الأمر وحماية العلامة التجارية المميزة التي عمرها 130 عام.

5. من أبرز نجاحاتكم، سلاسل المغامرات للأطفال واليافعين، كيف تتعاملون معها اليوم خصوصا كتب محمود سالم، وهل هناك استمرارية لهذا النوع من السلاسل اليوم؟
عندنا أيضاً سلاسل كامل الكيلاني واحمد عطية الابراشي ويعقوب الشاروني والعمالقة في كتابة الأطفال في الكتب الدينية وفي كتب المغامرات ومجالات أخرى من الكتابة، وعندنا القصص والروايات وعندنا الكتب التعليمية... الدار تتوفر على الكثير من السلاسل للأطفال تتميز بها دار المعارف وتعتبر علامة على مستوى الوطن العربي ... أنجزنا أيضً أعمال مشتركة مع الهند وفي سلسلتين ستصدر قريباً.

6. تشاركون في معارض عربية ولا تشاركون في أخرى، كيف تختارون المعارض التي تشاركون فيها؟
نختار المشاركة في المعارض على اساس الانتشار وحماية الكتاب من التزوير.

7. هل يدخل عنصر عراقة الدار في اختياركم للمؤلفين الجدد؟
عراقة الدار يفرض علينا الدقة في اختيار المؤلفين الجدد والكتّاب عموما ودورنا في تقديم وجوه جديدة ومؤلفين جدد للساحة العربية. هذا لا يعني أننا نقف في وجه الكتاب الجدد بل إننا نظمنا مسابقة العمل الأول للموهوبين مع وزارة الشباب ونقدم فيه العمل الأول لأي موهوب ولأي عمل جديد ومن ثم تصدره الدار وتتحمل أعباءه ونقوم باحتفال كبير وجوائز للخمسة الأوائل في الرواية والقصة القصيرة والشعر.

8. هل يمكن للكتاب العربي بوضعه الحالي أن يطمح لدخول أسواق غير عربية؟في دار المعارف لدينا إدارة خاصة بالتصدير وسلسلة مكتبات على مستوى الجمهورية كعلامة تجارية ومكتبات عريقة معروفة، طورنا العمل فيها وربطناها بالتقنيات الحديثة. دخلنا في أعمال جديدة مثل النشر الرقمي وعندنا مركز النشر الالكتروني والحمد لله استطعنا تحويل 5 آلاف كتاب ونحن بصدد تحويل الزخم الكبير الذي يمتد على 130 عام ويصل إلى اكثر من 26 الف عنوان إاضفة إلى 2600 أعمال اطفال.. نحن نخطط لدخول أسواق جديدة عربية وفي أفريقيا واوروبا وبصفتي رئيس اتحاد الناشرين المصريين بدأنا بتأسيس اتحاد الناشرين الأفارقة لدعم صناعة النشر في أفريقيا والتعامل مع الناشرين على مستوى القارة الافريقية لأنها صناعة تحتاج لتعاون وتكاتف كبير بين الناشرين.

مادة خاصة بمدونة منشورات/ أجرت الحوار: بثينة عبد العزيز غريبي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...