الثلاثاء، 20 أغسطس 2019

(كتب العالم) "بيتهوفن.. الثائر بلا هوادة" لـ جون كلوب

في عام 1816، رفع الموسيقار الألماني لودفيج فان بيتهوفن (1770 – 1827) دعوى للحصول على حضانة ابن شقيقه الراحل، وحين التبس اسمه على القضاة عُرضت القضية أمام محاكم النبلاء، قبل أن يكتشف الأمر ويحوّل مرّة أخرى إلى محكمة العامّة في ظلّ قانون لم تكن فيه المواطنة متساوية بين الجميع.
لم تشكّل هذه الحادثة سبباً أساسياً في رفض صاحب "السيمفونية التاسعة" للأنظمة الملكية في أوروبا آنذاك نتيجة اضطهادها السياسي والطبقي، بل كان تمردّه أسبق بكثير عبر تأييده للعديد من التيارات الثورية في عصره، وانعزاله في فترة متأخرة من حياته صالونات الطبقة البرجوازية.
"بيتهوفن: الثائر بلا هوادة" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن منشورات "دبليو. دبليو. نورتون آند كومباني" للباحث والمؤرخ الفني جون كلوب، الذي يعود إلى سنوات الشباب الأولى من حياة الموسيقار في مدينته بون حيث طغت الأفكار الراديكالية على حديث المقاهي والجامعات في تلك الفترة.
من الأجواء الليبرالية التي عاشتها بون إلى حدٍ كبير، آنذاك، انتقل صاحب "سوناتا ضوء القمر" إلى مدينة فيينا المحافظة. التي كانت عاصمة إمبراطورية هابسبورغ التي كان حكّامها يمارسون القمع السياسي تجاه معارضيهم ويفرضون رقابة شديدة على جميع سكّانها.
يربط المؤلّف بين موسيقى بيتهوفن وبين إيمانه بالتنوير ومبادئ الثورة الفرنسية وإعجابه بشخصية نابليون بونابرت وصعوده المتسارع في مواجهة الملكيات التي كان مؤمناً بزوالها وبزوغ جمهوريات تحترم مواطنيها على أساس من العدالة، لكن السعي إلى تأمين لقمة العيش حال دون أن يعبّر عن آرائه.
يحلل كلوب أفكار الموسيقار الألماني من أفكاره من خلال موسيقاه، وتحديداً السيمفونية الثالثة (أو سيمفونية البطولة) التي ألفها عام 1803، وتشير العديد من الروايات أنها كانت مخصّصة في البداية لنابليون، وكذلك العمل الأوبرالي الوحيد الذي ألّفه تحت عنوان "فيديليو" عام 1805.
كلا القطعتين تعتبران مؤلّفات ثورية في موضوعها وبنيتها الموسيقية قياساً إلى تلك الفترة، وبحسب العديد من المعطيات وتحليل بعض الحوادث، يخلص الكتاب إلى أن بيتهوفن توازي أفكاره الثورية ما قدّمه كلّ من فريدريك شيلر ويوهان غوته وجورج غوردون بايرون وألفيكونت دوشاتوبريان وفرانشيسكو غويا.


المصدر: العربي الجديد

الثلاثاء، 13 أغسطس 2019

(شمعة "منشورات") عبد الهادي سعدون: بغداد - مدريد، ذهاباً وإياباً

كأن جسوراً قد قُطعت بين الجزيرة الإيبرية والعالم العربي منذ سقوط غرناطة نهاية القرن الخامس عشر. كل طرف التفت إلى اتجاه في التاريخ والجغرافيا واللغة والأدب.
بقي الحال كذلك إلى زمن قريب، مع اكتمال جهاز الترجمة لينقل شيئاً مما يُكتب بالإسبانية إلى العربية، والعكس. من بين أبرز هؤلاء المترجم العراقي عبد الهادي سعدون، فبفضله بات الشعر الإسباني المعاصر، خصوصاً، متاحاً للقارئ العربي. لنذكر له أنه ترجم "الأغاني الغجرية" لـ فيدريكوغارثيا لوركا، ومختارات من شعر بيثنته ألكساندر صدرت بعنوان "الحجر ليس بريشة"، دون أن ننسى "مائة قصيدة وقصيدة من الشعر الإسباني الجديد"، و"رقة ماء يتبدد بين الأصابع - أنطولوجيا شعرية: 66 شاعرة إسبانية معاصرة".
وإذا كان الأدب الإسباني يتميّز بأعمال شعرية جميلة للغاية، فإنه يقترح أيضاً نصوصاً رائعة في السرد، بألعاب تخييلية رائقة وبنى تختلف عما تقترحه الآداب الأخرى. وإذا كان عبد الهادي سعدون المترجم قد ركّز على الشعر، فإنه لم يحرم القارئ العربي من النهل من عيون السرد المكتوب بالإسبانية، بشيء من الترجمة، ولكن خصوصاً حين كتب بنفسه أعمالاً سردية، تلك التي يستطيع قارئها أن يميّز نكهتها الخاصة.
ومن نتاجه السردي نذكر: "اليوم يرتدي بدلة ملطخة بالأحمر" (مجموعة قصصية)، ورواية "مذكرات كلب عراقي". ما أجمل أن نقرأ لكاتب في عيد ميلاده. 

مادة خاصة بمدونة "منشورات"

الاثنين، 12 أغسطس 2019

(شمعة "منشورات") طارق إمام.. عوالم بطعم الابتكار الأدبي

من خلال إضاءة سريعة، تشعل مدونة "منشورات" شمعة لكاتب عربي في يوم عيد ميلاده، عسى أن يشاركه قرّاؤه ومحبّون لحظة في حياته الشخصية كما يشاركونه عوالمه التخييلية



منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، بدأت ملامح جيل أدبي جديد تظهر في الساحة السردية في مصر. أصوات قريبة من أدوات الكتابة الحديثة التي نشأت في الأصل كاستجابة للتعبير عن تحوّلات الواقع وتعقيداته. 
ضمن هذا الإطار، ظهر طارق إمام من خلال جنس القصة القصيرة أولاً؛ "طيور جديدة لم يفسدها الهواء" (1995)، وهو جنس أدبي اختار أن يستمر فيه لفترة قبل أن يخوض التجربة الأوسع مع رواية "شريعة القطة" (2003)، وبعدها راكم الإصدارات، لعلّ أبرزها: "الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس" (2012)، و"مدينة الحوائط اللانهائية" (2018)، وقد نالت معظم هذه المؤلفات بجوائز، ولعلّ ما يحسب لطارق إمام يعرف أنه عرف كيف يكون كاتباً متجدداً على الرغم من موقعه كصاحب العديد من الجوائز الأدبية، والتي كثيراً ما كانت سبباً في طمأنينة البعض بالتوقف عن البحث عن أدب مختلف، عن الآخرين.. وعما كتبه بنفسه سابقاً. 
يحتفل اليوم طارق إمام بعيد ميلاده، كما يحتفي بإطلاق رواية جديدة منذ أيام، بعنوان "طعم النوم"، ورغم أنها مولود جديد إلا أنه صوتها عرف كيف يشقّ طريقه بين زحمة الروايات، نسمعه (أو بالأحرى نقرأه) في ردود أفعال إيجابية كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، ومن القرّاء الأوائل الذين يدعوننا إلى خوض تجربة العالم التخييلي الذي يقترحه إمام. ولعلّ أفضل ما نقدّمه لكاتب يوم عيد ميلاده أن نقرأه.

مادة خاصة بمدوّنة "منشورات"

(صوت القارئ) عن "تأملات عن الأدب الروسي" لـ فلاديمير ياكوفليفيتش لينكوف - عبدالله عواجي


أحب في البداية أن أنتهز هذه الفرصة في مقدمة المراجعة لتقديم جزيل الشكر و العرفان للمترجمين و عملهم، فمع أن النص هو نص الكاتب و لكن اللغة هي لغة المترجم (أي: العربية). أعمال الترجمة تبقينا على صلة واتصال بآخر النتاجات الثقافية العالمية فهي بذلك مهنة تستحق الإشادة و الدعم.
لماذا اخترت هذا الكتاب؟ السبب في اختياري قراءة "تأملات عن الأدب الروسي"* هو رغبتي في أن ألم بصورة موجزة عما وراء النصوص -بمجرد عن كونها نصوص أدبية / روائية و ما يقف خلفها من خلفية فكرية أدت لظهورها إلى السطح بهذا الشكل وبهذه التركيبة.
لأنّ قراءة الأدب قد تكون أحياناً قراءة عابرة تكتفي بالظاهر من النص الأدبي وتستمتع بالقصة وأحياناً ننتقل لأبعاد أكثر عمقاً فنحلل النص من ناحية لغوية بلاغية ونطيل التأمل في الحبكة  الأبطال والعقدة والحل؛ وتارةً نرغب في التعمق لدراسة الأيديولوجيا الفكرية التي تقف خلف النص وعقلية كاتبه وهذا ما رغبت فيه بالنسبة للأدب الروسي، خصوصاً لكوني لست منغمساً في القراءة الفعلية لهذا الأدب.
يتبع الكتاب منهجية تحليلية تفكيكية و تسلسلاً تاريخياً يبدأ من أقدم الأدباء الروس في القرن التاسع عشر وهو غوغول، و ينتهي بـ بونين، يحلل النصوص الأدبية للكتاب من خلال اقتباس أهم المقتطفات من الروايات التي كتبوها ثم يمزج ذلك بالعقيدة الفكرية التي كان يعتنقها هؤلاء وكيف أثرت على الحبكة الروائية لديهم ونوعية الحوارات وشخصيات الأبطال الرئيسية.
أهم ما يمكن استخلاصه من الكتاب هو تأثر نوعية الأدب بالأوضاع الفكرية والاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك في روسيا وانعكاس لتفكير النخب و العامة. لا يمكن فصل ذلك عن النصوص الأدبية التي ظهرت سواء في "الحرب و السلم" أو "الإخوة كارامازوف" كأهم عملين رئيسيين لتلك الحقبة - عن الحوارات المجتمعية و المخاضات الفكرية العسيرة التي كان يمر بها المجتمع الروسي آنذاك و التي بلا شك شكلت منعطفاً فارقاً بالنسبة للأيديولوجيات التي سيتبناها المفكرون الروس و من بعدهم السياسيون و عامة الناس في القرن اللاحق لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار الموقع الجغرافي لروسيا وكيف أن متاخمتها لحدود أوروبا الشرقية هي ما عجّل بانتقال الأفكار الأوروبية التي تم تداولها في عصر الأنوار في القرن الثامن عشر و في فلسفة هيغل وغيره من الفلاسفة الرائدين في ذلك العصر.
من ناحية ثانية كان الأدب آنذاك انعكاساً للأوضاع الاجتماعية من حيث الطبقية الموجودة و النظرة الدونية للآخر الأقل في المال والمقام وهذا واضح في مختلف الروايات. على سبيل المثال روايتي"*الفقراء" أو "مذلون مهانون" أو رواية "المغفلة" لتشيخوف. وتعرّض تولستوي في عمله الرئيس "الحرب و السلم" للطبقة الارستقراطية الروسية بشيء من التفصيل. كل ذلك يعكس العقلية المجتمعية الروسية آنذاك التي كانت الطبقية فيها شيئاً واقعياً و متقبلاً وكوضع طبيعي قائم كانت الروايات تشرحه مع بعض التلميحات لعدم صوابيته.
بوشكين الشاعر الفذ المنحدر من أصول أرستقراطية امتلك الشجاعة لينتقد الطبقية في أعماله الشعرية وفي رواياته التي اختار لزيجاته أبطالاً من طبقات غير متساوية كرواية "ابنة الضابط".
يدور أيضاً في المخاض الفكري الروسي العنيف كما يبدو والذي أظهره الأدب التقلبات بين الشك والايمان واليقين واللايقين كنتيجة للتأثر بالأفكار التي هبت من الشرق وهي أفكار عصر الأنوار كما أسلفنا، أفكار التمرد ضد الكنيسة واستبدادها والخروج من عباءتها و طرح السؤال حول حقيقة الإيمان مقابل فلسفة الوجودية / العدمية.
لقد حاول الكتاب الروس في تلك الفترة التصدي بالمعالجة لتلك الأفكار كما فعل ذلك تولستوي ودويستوفسكي اللذان حاولا أن يطعموا قصصهم ببعض الشذرات الدينية أو الأخلاقية. لا ننسى طبعاً أن فكرة أنه ليس بالضرورة أن يكون للأخلاق أساس ديني كانت حاضرة بقوة في تلك الفترة.
من الجيد أن نذكر و نضع هذا الجانب لمزيد من التحليل والتأمل أثر الأدب في سيرورة التاريخ بما يحمله من قوة تأثير على الفكر ومن ثم على السلوك وعلى خط التاريخ. لاحظنا كيف استطاعت الماركسية و الشيوعية التي استفادت كثيراً من العمل الأدبي أن تكون قوة ضاربة غيرت وجه التاريخ. كذلك بالمثل غيرها من الأفكار التي شكلت المخاض الفكري في القرن التاسع عشر.
إن الأفكار المنتصرة ستغير سيرورة التاريخ و سيكون الأدب وقودها في بعض الأحيان كما في حالة المجتمع الروسي.

* نقل هذا الكتاب إلى العربية المترجم العراقي تحسين رزاق عزيز، وقد صدر عن "ابن النديم" و"الروافد الثقافية" ضمن سلسلة "نديم الترجمة"

المصدر: غودريدز
غودريدز

الأحد، 11 أغسطس 2019

(ضيف منشورات) حيدر جمعة العابدي: مرايا للسرد العراقي

بعمليه اللذين صدرا في 2017؛ "الأنساق الواقعية والرمزية في الرواية العراقية ما بعد 2003"و"التمثلات الدلالية في القصة العراقية ما بعد 2003"(منشورات دار الفؤاد)، كأنها وضع الباحث العراقي حيدر جمعة العابدي موسوعة للسرد في عراق العقدين الأخيرين. كان العابدي قد نشر قبل ذلك بحوثاً ودراسات عديدة في مجالات علم  الاجتماع والمسرح والشعر والنقد الأدبي والثقافي، وهو إلى ذلك عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، وعضو اتحاد الصحفيين العراقيين، ومسؤول القسم الثقافي في المركز الثقافي العراقي في اليونان. مدوّنة "منشورات" استضافته في هذا الحديث.

* كيف تقدّم انشغالاتك كمؤلف؟
يمكن القول بأن الواقع الثقافي بشقيه المعرفي والجمالي في العالم العربي هو ما يشغلني، ومن وراء ذلك الواقع السياسي لما يشكله من تأثير اجتماعي ونفسي واضح على حياة الشعوب التي تعاني هي الأخرى من تمركزها خلف أنساق ثقافية ماضوية متحجرة أنتجت لنا نخباً سياسية غير قادرة على إنتاج واقع سياسي وثقافي سوي وفاعل لذا بات واقعاً يكتنز بالإشكاليات الثقافية والاجتماعية.

* لو تقدّم عمليك الذين صدر كلاهما في 2017؟
في كتاب "الأنساق الواقعية والرمزية للرواية العراقية ما بعد 2003" بينت أبرز الخصائص الفنية والجمالية والثقافية الجديدة التي ظهرت بها الرواية العراقية ما بعد 2003، وفيه ناقشت 25 عملاً روائياً. أما كتاب "التمثلات الدلالية للقصة العراقية الحديثة ما بعد 2003" فقد تناولت من خلاله 16 مجموعة قصصية حديثة بينت من خلاله التمثلات الدلالية الجديدة وكيفية تشكلها.

* كيف ترى هذين العملين اليوم؟
ربما شعرت في لحظة إصدارهما بالسعادة لكن سرعان ما تبدد هذا الإحساس وانتابني القلق من سؤال معرفي  أساسي في حياة كل كاتب يمتهن الثقافة المعرفية وهو وماذا بعد ذلك؟ لا اعتقد أن الوصول إلى درجة تلرضا مهما حقق العمل من نجاح عامل صحة للكاتب.

* هل تفكّر في كتاب قادم؟ 
غالبا سيكون في إطار البحث والتحليل عن المرجعيات الأدبية الحديثة للرواية العراقية والعربية.  

* هل تعتقد بوجود شخصية ثقافية أثرت فيك؟
هناك شخصيات كبيرة ومهمة أثرت بشكل مباشر على طريقة تصوري للثقافة إضافة إلى كونها شخصية تمكنت من تغيير وتطوير الوعي الإنساني والمعرفي، إنه أبو العلاء المعري. هو أكثر الشخصيات غموضا وأكثرهم حضورا أدبيا ومعرفيا من خلال شعريته التي تمزج الأدب في الفلسفة كما أن إرادة الحياة فيه تتجلى من خلال رؤيته المعرفية التي تخطت ضعفه. أعتبره أيقونة ثقافية لكل العصور. 

* إلى ماذا تتطلع من خلال جهدك الثقافي؟
أن تعي وتفهم كل شعوب العالم أن خلاصها هو هويتها الإنسانية الجامعة العابرة للحدود المادية والاجتماعية وملاذها الأخير من وحشية وأطماع المصالح البشرية الشخصية لذا أحلم بعالم بلا عصبيات عرقية ودينية وهو حلم ليس من الصعب تحقيقه لو علمنا حجم التطور المعرفي الحاصل.    

مادة خاصة بمدونة "منشورات"

(متساكن جديد في مدينة الكتب) "مجتمع القرن الرابع في مؤلّفات أبي حيّان التوحيدي" لـ وداد القاضي / دار المشرق

عن "دار المشرق"، صدر حديثاً كتاب "مجتمع القرن الرابع في مؤلّفات أبي حيّان التوحيدي"، للأكاديمية وداد القاضي بتحرير بلال الأرفه لي. يدور الكتاب حول الصورة التي رسمها أبو حيّان التوحيدي لمجتمعه في القرن الرابع الهجريّ/ العاشر الميلادي، وهي صورة شديدة الحيويّة، مليئة بالتفاصيل الدقيقة التي يتفنّن صاحب "الإمتاع والمؤانسة" في وصفها، قد باتت مرجعاً بالنسبة للمؤرخين على الرغم من أن مؤلفها لم يكن يبتغي وضع كتاب في التاريخ. ووفقاً للكاتبة، فقد ساعد التوحيدي على رسم تلك الصورة سفرُه بين مدن العراق والحجاز وبلاد فارس.

المصدر: العربي الجديد

الأربعاء، 7 أغسطس 2019

(النص من يد مترجمه) سعيد بوكرامي عن "رسائل السجن" لأنطونيو غرامشي

تحاول "منشورات" إضاءة تلك الغرفة المعتمة التي يشتغل فيها المترجم حيث تعود إليه لتسأله عن خياراته وتجربته مع هذا النص أو ذاك. هذه المرة نقدّم ترجمة سعيد بوكرامي مع "رسائل السجن" التي صدرت منذ سنوات عن "طوى" وتصدر لها طبعة جديدة قريباً عن "صفحة سبعة".



* كيف فكّرت في ترجمة هذا الكتاب؟
لم أكن أخطط في البداية لترجمة رسائل غرامشي، لكن بعد قراءتها واستغرابي غياب ترجمتها، قررت ترجمة الرسائل التي كان يرسلها إلى أمه. وبعدها بدأتُ بترجمة الرسائل الأخرى.

* كيف وجدت المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي من خلال رسائله؟ 
تعرّض غرامشي في 1926 للاعتقال من طرف النظام الفاشي الايطالي ووضع  أولا في سجن ريجينا كولي وبعده في سجن أوستيكا في عزلة تامة. ثم نقل في الأخير إلى تورينو وفورميا ليتنهي ميتاً في إحدى مصحات كويزيانا. خلال هذه الفترة كان يكتب رسائله، كانت قدراته الفيزيولوجية هشة، لكن روحه النبيلة وذهنه الوقاد كانا شعلتين من العطاء الفكري والانساني.

* كيف تقيّم حضور أعمال غرامشي في العربية؟
هناك حضور قوي لكتابات غرامشي، وترجمات قديمة وحديثة لدفاتره السياسية. كما أنجزت حول أعماله دراسات عديدة.

* هل تفكّر مستقبلاً في الترجمة لغرامشي من جديد؟قام المترجم السوري أمارجي بترجمة رسائل غرامشي عن الإيطالية. وأعتقد أنها أعفتني من مواصل ترجمة الرسائل الموجهة لأفراد عائلته وأصدقائه. أعتقد أنها ستكون جيدة، وبذلك فما من داع للاشتغال عليها مرة أخرى.

* كيف تقيّم تلقي القارئ العربي لرسائل غرامشي؟كانت التلقي رائعاً، كما أن ترجمتي نبّهت إلى وجود رسائل أخرى لغرامشي. وبذلك فقد حفزت الناشرين والمترجمين على استكمال ترجمتها وفي ذلك فائدة للقراء والدارسين المهتمين بكتابات غرامشي.


مادة خاصة بمدوّنة "منشورات"

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...