الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

(صدى المعارض) يزن يعقوب من "كوبنهاغن للكتاب العربي"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب العربية من خلال حوارات مع المشاركين فيها. في السنوات الأخيرة، تعددت معارض الكتب الناطقة بالضاد خارج المنطقة العربية، ومنها "معرض كوبنهاغن للكتاب العربي"، وهنا تحدثنا مع السيد يون يعقوب مدير "صفحات للدراسات والنشر".



كيف تجد هذه الدورة من معرض كوبنهاجن للكتاب العربي؟هي الدورة الأولى لهذا المعرض ونعمل على أن تكون متميزة وـن يشارك فيها الكمّ الأكبر من دور النشر العربية، وبالتالي تحضر فيها أكثر العناوين.

وصول الكتاب العربي إلى أوروبا، هل أنه محفوف بالإشكاليات أو بالعكس يجد الكثير من التسهيل؟وصول الكتاب العربي إلى إوروبا مكلف نوعا ما، لكن في المقابل ليس هناك إي إشكال في وصوله، حيث يتم الاإخال وفق القوانين والأنظمة الجمركية، وهو لا يخضع لأي رقابة.

هل توجد اختلافات بين المشاركة في معرض كتاب في أوروبا وآخر في العالم العربي؟المشاركة في معرض الكتاب في أوروبا تختلف عما هو موجود في العالم العربي من حيث التنظيم والمشاركة وكم الجمهور. وأيضا بالعالم العربي تكون معظم المشاركات من قبل الدور بشكل مباشر وعلى مساحة كبيرة بصالات العرض. الوقع مختلف في أوروبا، حيث أن معظم المشاركات تكون عبر وكلاء فنحن الآن نمثل حوالي 60 داراً في المعارض التي نقيمها.

مادة خاصة بمدونة "منشورات"

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2019

(صدى المعارض) علاء البرغوثي من "كوبنهاغن للكتاب العربي"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب العربية. في السنوات الأخيرة، تعددت معارض الكتب الناطقة بالضاد خارج المنطقة العربية، ومنها "معرض كوبنهاغن للكتاب العربي"، وعنه يحدثنا السيد علاء البرغوثي، مدير المعرض.


كيف جاءت فكرة هذا المعرض؟
فكرة المعرض هي امتداد لعملنا الثقافي في السويد عبر العديد من الأنشطة الثقافية على مدار ما يزيد عن أربعة أعوام. من بين هذه الأنشطة معارض وفعاليات ثقافية أخرى متعلقة باللغة العربية كإصدار مجلة "ألوان أوروبا" وهي أول مجلة للأطفال باللغة العربية في أوروبا.
وفي إطار سعينا لنقل التجربة إلى البلدان المجاورة للسويد كانت المحطة الأولى هي العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، فتم اطلاق معرض كوبنهاغن  للكتاب العربي وهو معرض خاص بالدنمارك يتم الترتيب له برعاية من "مركز حمد بن خليفة الحضاري" وهو أحد اهم المراكز الثقافية في أوروبا.


كيف تجد جمهور القراء العربي في الدنمارك؟منذ إعلاننا عن انطلاق معرض كوبنهاغن للكتاب العربي لمسنا اهتماماً غير مسبوق من قبل المؤسسات الدنماركية ودور النشر العربية للمشاركة في فعاليات المعرض وذلك لأسباب عدة أهمها الموقع الجغرافي للمعرض حيث يقع في العاصمة الدنماركية التي تمتلك اهم المطارات في الدول الاسكندنافية بالإضافة لقربها من مدينة مالمو السويدية والتي تضم جالية عربية كبيرة.
العديد من المؤسسات الثقافية المرموقة في أوروبا تواصلت معنا لإقامة أنشطة ثقافية على هامش المعرض الامر الذي جعلنا نرتب لبرنامج ثقافي غني ومتنوع جدا سيتم الإعلان عنه قريبا.


تعددت معارض الكتب العربية في أوروبا. كيف تجد هذه الظاهرة؟لا شك أنها ظاهرة إيجابية ونحن فرحون بذلك فمنذ أن قدمنا للسويد وأوروبا كان همنا أن نحدث نوعاً من التغيير ولفت النظر للثقافة العربية، وجميع المعارض هي محل ترحيب وتقدير فكما يقال أن الكتاب خير سفير للأمم فنحن لا نتمنى فقط ان يصبح لكل بلد معرضها الخاص بل لكل مدينة، والعمل الثقافي دائما هو محل ترحيب طالما كان عملا تشاركيا وتبادليا بعيدا عن المناكفات او التحزبات.

هل يستفيد المعرض من دعم مؤسسات عربية؟منذ اليوم الأول للتخطيط لمعرض كوبنهاغن للكتاب العربي سعينا ان يكون المعرض مساحة للتشبيك بين المؤسسات والناشطين الثقافيين العرب في المهجر وكان ذلك، حيث يوفر المعرض شبكة من التواصلات والتشبيك بين المؤسسات الأوروبية الثقافية والتي سينعكس تنوعها على البرنامج الثقافي الذي سيعلن عنه خلال الأسابيع القادمة بالإضافة إلى التعاون مع دور النشر العربية التي ستساهم هي أيضاً في البرنامج الثقافي.

ماهي أهم فعاليات المعرض؟سيترافق المعرض مع برنامج ثقافي مميز كالعروض المسرحية لعدد من الفرق المسرحية بالإضافة ورش عمل تخصصية يعدّها عدد من كبار المختصين بالمناهج التعليمية وتعليم للغة العربية في المهجر.  كما سيشهد المعرض عشرات حفلات التوقيع للكتب والتي سيحضرها العديد من الكتاب البارزين في الأدب والفكر العربي. كما تم تخصيص يوم كامل للأنشطة الخاصة بالطفل وذلك لإدراك المعرض لأهمية نقل الثقافة العربية للاجيال الجديدة في المهجر، حيث سيتم تقديم عروض مسرحية وورش الرسم وتعليم اللغة العربية بالإضافة الى رواية القصص بالطريقة التراثية العربية للأطفال.




مادة خاصة بمدونة "منشورات"

(ناشر في الضوء) النوري عبيد - دار محمد علي، تونس

 على الرغم من كونهم شركاء في إنجاز كل عمل إبداعي، إلا أن الناشرين كانوا دائما بعيداً عن بقعة الضوء التي يجلس فيها المؤلف وحده عادة. مدونة "منشورات" تدعوهم لحديث في الضوء


كيف أصبحت ناشراً؟ دخلتُ عالم النشر منذ 1983 في فترة شهدت فيها الثقافة التونسية بداية التحرر من احتكار الدولة، لكن تزامن ذلك مع إفلاس مؤسسات الدولة في النشر وغلق أغلبها، وبداية ظهور المبادرات الخاصة في الاقتصاد، وفي الثقافة أيضا. كان وقتها قد مر على تخرّجي الجامعي قرابة عشر سنوات، وقد كنت من الناشطين في قيادات الحركة الطلّابيّة. ومن هذا المنطلق آمنت بضرورة إنجاز مهمّة ثقافيّة تستفيد من التحرّر النسبي وتواكب رغبة المثقفين في المعرفة وتساهم في بلورة وعي فكري شامل، لذا قرّرت تأسيس دار نشر بإمكانيات ماليّة متواضعة. ومع أول كتاب نشرته بان أن اِدّعاء التحرّر لم يكن سوى شعار فوقع حجز الكتاب، وكان لهذا الحدث الوقع الكبير ماديا وخاصة معنويا. لكن بمرور الزمن، استطعت مقاومة كل التعطيلات الأمنية والمالية وواصلت الإنجاز والدار اليوم تعدّ أكثر من 650 عنوانا وتضمّ قائمتها أكثر من 480 مؤلفا أغلبهم نشروا مع دار محمد علي أول منشوراتهم.  

هل تعتبر أن النشر مهنة مُهدَّدة؟بعد العمل في مجال النشر أكثر من 35 سنة وبعد نشاطي النقابي ضمن اِتّحاد الناشرين التونسيين ورئاسته مدّة عشريّة كاملة (2003-2013) وضمن مسؤوليتي في مجلس إدارة اِتّحاد الناشرين العرب إلى حدّ سنة 2013 وبعد أن ترأست الاتحاد المغاربي للناشرين مدّة دورتين، وبعد عملي صُلب جمعيّة دوليّة للناشرين "الرابطة الدولية للناشرين المستقلّين" التي تضمّ أكثر من 500 ناشر من كل العالم يدافعون عن النشر المستقل ضدّ الاحتكار والهيمنة والنمطية المفروضة بالمال والجاه وتهميش بعض الشعوب وبعض اللّغات وبعض أصناف الكتابة، بعد كل ذلك أستطيع أن أقول اليوم أنّ مهنة النشر تعيش اليوم عدة تهديدات، يبقى أبرزها انحسار القرّاء، واِرتفاع الكلفة، ووجود بدائل غير سهلة المنال. وتتضاعف هذه التهديدات أمام الناشر في العالم العربي بفعل الرقابة والحدود، وضيق السوق، وغياب مجالات تدعم القراءة، وإهمال الدول دورها وتخلّيها عن أهل المهنة، وغياب أفق يساعد على ظهور مشهد اِبداعي متعدد. مع ذلك لنا أن نضيف غياب هياكل علميّة ومهنيّة تساعد على بروز ناشرين مهنيين قادرين على التطوير والاِبداع للحفاظ على المهنة، وسيطرة الحكومات والسلطة على المشهد الثقافي إمّا باحتكاره أو بتهميشه، بدل الاِيمان بأنّ النشر هو مهنة تمارسها المؤسسات الخاصة ومن واجب الدولة الاِيمان بدورها في المحافظة على الثقافة وخاصة منها الكتاب. أخيرا أشير إلى غياب قرارات دعم دخول النشر مجال النشر الالكتروني بدل مظاهر القرصنة والتزوير.

تصوير: استبرق العايدي
كيف تختار المؤلفين؟ وهل توجد فئة منهم تفضّل عدم التعامل معها؟كنت دوما أعمل مع مؤلفين قرأت لهم وأقنعوني بالإضافة، سواء كان ذلك بالاستكتاب أو بالنقاش أو بالمراجعة أو بقبول المبادرات، فأنا أؤمن بأنّ العلاقة بين الناشر والمؤلف هي علاقة خاصّة تسمح لكل منهما بالتفاعل والاقتناع بأهميّة المخطوط وقدرته على اِقناع القارئ والاشعاع. وأنا أحاول الاِطلاع على مؤلفين أجانب لتوسيع المعرفة واختبار الغير.

هل تتابع ما يكتب عن كتب الدار في الصحافة العربية؟ وما هو تقييمك لهذه الكتابات؟ أُقِرُّ أنّ ما يكتب ضعيف ولعلّه غير مهني، خاصّة في تونس. ولذلك كثيرا ما نشعر أنّ الكتاب ولد ميتا وهو أمر محزن.
  
ماهي الخصوصية التي ترى أنها تميّز مؤسستك ضمن المشهد العربي؟عملت دار محمد علي للنشر مع عدّة دور نشر عربية في مجال النشر المشترك فحقّقت بذلك مزيد التعريف بالكتاب التونسي خارج تونس. ولقد ساهم هذا النشاط في دعم صِلَتِنَا ببعض الزملاء وانتماءاتنا إلى خطّ تحريري متشابه ومن بين هذه الدور نذكر:  دار الفارابي ، دار التنوير، دار الانتشار العربي في لبنان، دار العين المصرية، دار توبقال المغربية ودار تالة في الجزائر وغيرها. وقد عملنا معًا في إطار الرابطة الدوليّة للناشرين المستقلّين. ولعلّ النشر المشترك هو الذي مهّد لبعث مؤسّسة مشتركة تضمّ ناشرين من غير تونس ونحمل نفس الاسم في تونس ومصر ولبنان وهي دار التنوير التي هي صوت دار محمد علي وصوت الكاتب التونسي خارج تونس.



مادة خاصة بمدونة "منشورات"

(صدى المعارض) منى العطار من "كوبنهاغن للكتاب العربي"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب العربية. في السنوات الأخيرة، تعددت معارض الكتب الناطقة بالضاد خارج المنطقة العربية، ومنها "معرض كوبنهاغن للكتاب العربي"، وعنه تحدثنا مع السيدة منى العطار، مديرة "المكتبة العربية في السويد".


كيف تجدين هذه الدورة من معرض كوبنهاجن للكتاب العربي؟
أعتقد بأنها فكرة جميلة للغاية أن يقام معرض للكتاب العربي في مدينة كوبنهاغن.

وصول الكتاب العربي إلى أوروبا، هل أنه محفوف بالإشكاليات أو بالعكس يجد الكثير من التسهيل؟
بشكل عام، ليس من السهل وصول الكتاب العربي إلى أوروبا، حيث أنه يمرّ بحلقات متعددة من التعقيدات، مثل التدقيق الجمركي وضرائب البريد وأجور الشحن تكون عالية، وأحياناً هناك تأخير بالتسليم.

هل توجد اختلافات بين المشاركة في معرض كتاب في أوروبا وآخر في العالم العربي؟
بالطبع، وذلك يعود إلى أن المعارض في أوروبا محدودة ومقترنة بعدد قليل من دور نشر، ولها برنامج ثقافي محدود على عكس المعارض التي تقام في مدن عربية.

في نفس التوقيت، تقام معارض كتب في مدن عربية وأخرى أوروبية، كيف ترين ذلك؟
في الحقيقة، لا أجد لهذا التقابل في المواعيد تأثيراً كبيراً بسبب قلة دور النشر المشاركة في نفس الوقت في المعارض العربية والمعارض الأوروبية.

مادة خاصة بمدونة "منشورات"

الاثنين، 30 سبتمبر 2019

(صدى المعارض) مع الكاتبة الأرنية جلنار من "عمّان الدولي للكتاب"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب العربية من خلال حوارات مع المشاركين فيها. ينطلق موسم معارض الكتب العربية الجديد من عمّان، ومن معرضها تحدّثنا الكاتبة جلنار (رشا الديرية).

المشاركة في معرض عمّان، أي خصوصية لها مقارنة ببقية الأنشطة التي تقدمونها خلال العام ؟

المعرض فرصة جميلة للقاء حيث يجتمع الكتاب الجدد والمخضرمون معاً والناشر والبائع. الجميع يلتقي في مكان واحد فهي فرصة لمناقشة ومتابعة كل ما يخص الكاتب ومستجدات النشر، كما أن الفعاليات الثقافية التي تصاحب المعرض تضيف إليه جمالية خاصة للمهتمين بالأدب والفكر والشعر.

كيف وجدت الكتب الجديدة في المعرض، وهل يهمك أن يكون لك دائما عمل جديد؟

لا أفضل أن يتم ربط عملي بزمن محدد لأن الرواية وهي النوع الأدبي الذي أكتبه تحتاج إلى وقت وإلى بحث لا يمكن أن ينتج العمل بصورة أخيرة جيدة إلا إذا أخذ العمل الوقت الكافي. ولكن لا يمكن إنكار فرصة انعقاد المعرض كظاهرة ثقافية يمكنها أن تضيف الشيء الكثير للكاتب لو تم نشر الكتاب بالتزامن مع المعرض.

ماذا تقدم معارض الكتب غير مساحة البيع، وكيف ترين واقع المعارض العربية عموماً؟
كما نوهت سابقاً هي فرصة للقاء كتاب وناشرين من بلدان مختلفة، جميعنا لدينا هم عربي واحد ولكن لكل دولة خصوصيتها وهذا يظهر بشكل جليّ في الإصدارات المختلفة لا يمكن لزائر المعرض أن يخرج منه إلا وبحوزته كتب مختلفة ومتنوعة جداً. غالباً ما يتم بحث سبل التعاون والتبادل الثقافي ونشر الكتب وتوزيعها في العالم العربي.

الأحد، 29 سبتمبر 2019

(المؤلف يقدّم نصّه) علي ثويني عن "العمارة والمكان"

نجد أثر اختصاصات متنوعة في عملك الأخير "المكان والعمارة". إلى أي حد ترى أن هذا التنوع بات ضرورة للبحث المعماري؟ يظن كثير من الناس بأن العمارة علم واختصاص دقيق والخروج عن (هندازه) أو حدوده، أو ربطه بسياقات خارجيه أمر غير وارد..لكن الحقيقة تشير إلى أن العمارة والتخطيط الحضري في تماس مع علوم أخرى حتى شكلت حافات التماس علوم أخرى مثل العلاقة بين الجغرافية والعمارة التي تمخضت عن التخطيط الحضري، وبينها وبين الفن الجميل ولدت علوم الفنون المعمارية، وثمة تدخلات في العمق مع علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات..الخ، والأهم في ذلك المجتمع ، أي أن تلك العلاقة المرهفة ولدت مفهوم متداخل أسمه (عمارة/ثقافة Architecture\culture) ،وحسبي أن المعمار الذي لا يفهم المجتمع فهو محدود الملكات والمواهب، لا بل تنقصة الحصافة وبعد النظر، ومنتجه واهن، وبعيد عن فرص النجاح، فليكوربوزييه السويسري الفرانكوفوني مثلا أشاع الكثير من الأفكار، كثير منها سقيم وغير واقعي كونه لم يكن شخصا اجتماعيا واعتمد التقانة الصلبة أكثر من الوعي المرهف الطري.. ثمة حقيقة مفادها أننا معشر المعماريين نبني للناس وإذا لم نفهم هؤلاء فإن ثمة حوار طرشان يسري بيينا، يجعلنا في برج عاجي لا يتلمس الواقع والوقائع، ويبني بحسب الحاجات..
العمارة ثوب يرتدى على المقاس كما جاء في تراثنا العربي، وهو من صنع الإنسان الذي تعلمه من الحيوان واضاف له لبابته وعمق تفكيره وتدبيره. والعمارة عملية ذات مردود متعاكس أي أن الإنسان يبني العمارة"أي نعم"، لكن العمارة بدورها تبني الإنسان من ناحية ذوقه وراحته ومزاجه ومشاعره وحتى مديات إدراكه.. لذا فالعملية المعمارية ليست كما يعتقدها البعض، قلم وورق ووضع مربعات و"تسفيط" عناصر إنشائيه هندسية، تحشى بوظائف معمارية، ثم تقام لها الواهات وتضاف إليها ممارسات فنية تكمل دورها الرباعي(الوظيفة-المتانة-الإقتصاد-الجمال)، وأحيانا تكون تلك الممارسة مقصد في تغطية وهن المحتوى كحالة نفسية متعددة التطبقات..أي أن المبالغات الفنية والتزويقية تعكس وهن داخلي في حبكة التصميم الوظيفي.. لذا كل تلك العمليات المعقدة والدقيقة والمعادلات تحتاج إلى وعي متعدد المرجعيات غير الإنسان والنفس والثقافة، يتعلق بالهندسة والإنشاء والحيل (الميكانيك) وخامت البناء وفيزياءها وخصوصية أدائها ومناسبة توظيفها في مجمل تلك الحبكة للوصول إلى ذروة المعادلة بين (فكر/عمارة).
كل ذلك يحتاج إلى وعي ثقافي يتعلق بالموروث التراكمي  والعقلية والأعراف والطبيعة البشريه والإقتصاد والسياسة والفن، وكلها روافد للطروحات الثقافية التي تحرك ساكن أو آسن الوعي وتثير التساؤل النقدي الذي نسعى له في مرحلة مابعد الإنبهار والصدمة الثقافية والتقليد الأعمى الذي أخذ منا قرن من السنين التي تهنا بها وتخبطنا، ومازلنا، ونحن في حالة إنقياد أكثر من قيادة..
هذا يعني أن كتابي "المكان والعمارة" هو إحدى محاولاتي لربط الوعي المعماري بالوعي الثقافي العام والخاص ويشمل كل ثقافة محلية.. فحدود الثقافات وخصوصيتها معلومة ومرسومة، وأن التقت في نقاط فهو إثراء لتوسيع مشتركاتها وأنساق تواصلها مثلما الإسلام واللغة العربية وبعض أعرافنا، التي هي ميراثنا المشترك وجامعنا، ومذلل تواصلنا. فإن أحتفظت الثقافات ببعض ملامح تخصها فإن الأمر يحتاج من المعمار أن يكون مطلع عليها ومحلل لمعطياتها، وينبي لكل ثقافة عمارتها ولا يملي عليها كما هو واقع(المركزية الغربية) التي أرادت إلغاء الآخر وتكريس ذاتها المتعالية المغرورة على حساب الثقافات ولكن لم ولن تفلح، ليس عنادا أو سلبية، ولكن لكل ثقافة معطيات أملتها بيئاتها الإجتماعية والجوية والأرضيه..وهذه الإملاءات تعني العمارة مجازا.



ماهي أبرز أطروحات هذا الكتاب؟
ثمة إشكالية في مفهوم المكان الذي يعني الجغرافية والتي قال عنها المعمار العراقي المرحوم محمد مكيه(1914-2015) بأنها الصفر المعماري، أي منها تنطلق العمارة وإليها تعود، فلا تبنى العمارة بالخيال والأساطير والهواء. فالأرض (جيو-جوه في اللغات الأكدية والكنعانية المورثة للعربية)، هي المكان والأم التي مازال وقع مفهومها مبهم في الثقافة العربية التي أخذت من البداوة حصتها الراسخة والمتشعبة والمتوارثة، فالبدوي لا يحب المكان كونه يكبله ويحد من حريته في الترحال وراء الكلأ والماء والمطر.. وهذا ما خلق لديه عقليه كارهة للانتماء المكاني، ونشط لديه الانتماء الزماني والخيال الشعري على حساب المكاني والمعماري. وهذا ما جعله في تناشز مع الحضارة التي ناقشتها الجدلية الخلدونية الحصيفة التي أسست لوعي مازلنا لم نستوعبه بعد ستة قرون، بأن البدوي يكره المدينة ويزدريها، بل وطمع بها وتاقت نفسه للاستحواذ عليها وحكمها مع حذر مشوب بخوف من الانغماس بها. فهاجمها وفرض سطوته وعقليته عليها، و خلخل توازنها البنيوي، وهذا ما لمسناه من أثر السلطات البدوية التي انقظت بالانقلاب العسكري والتحايل والعمالة للأجنبي، على سدة السلطات في البلدان العربية، وفرضت عقليتها المزدرية والمحتقرة للمكان المديني وأهله، ضمن تراكمات وأعراف متواترة جاءت بها من أصولها ، جعلتها بالنتيجة تفرض حلها الشمولي الذي عاد وبال على المجتمعات الحضرية . وهذا الفتق لم يرتق بين مجتمعات تواقة للارتقاء وسلطات كابحة له. ومكث الإشكال الأكثر إبهاما هو أن تلك السلطات دعت للوطنية الشاملة، لكنها مارست الإنتماءات الصغرى كالدينية والمذهبية والعرقية والعشائرية والجهوية والفئوية...الخ.. وهذا دحض فكرة الانتماء للأرض الشاملة والعامة، والتي تعني بكلمة أخرى (المواطنة). ونجد حتى دول الخليج والجزيرة العربية التي نشأت من نظام مشايخ بدوية فإنها جنحت في العقود المتأخرة لأن تكرس مفهوم المواطنة المملى في جمع الناس، فالتشرذم أدى إلى وبال وهدد السلطات نفسها، وأضعف شوكة الدولة التي هي وسيلتهم وغايتهم.
وبعيدا عن السياسة والاجتماع، فإن مفهوم المكان جوهري في الإدراك والموائمة المعمارية. فللمكان ذاكرة وروح لا يمكنها قبول الدخيل عليها، لذا نعد العمارة المؤتمن الأهم على سلامة وصيانة ثقافة المجتمعات واستدامتها ، بل أمست سدها المنيع أمام جارف التغيير الفوضوي وغير محسوب الخطى والتداعيات. ويحضرني في هذا السياق ما كتبه الصوفي الأندلسي /الدمشقي محيي الدين بن عربي(المكان إذا لم يكن مكانة لا يعول عليه).
وبعيدا عن الفقه الديني وشجونه التأويلية المؤرقة وتجاذباته المسيسة، لكن ثمة حقيقة تشير إلى أن  الإسلام كان في جوهره دين حضري دحض البداوة وحارب شعرائها الذين شطحوا بخيالاتهم الزمانية وافتخروا بالعشيرة وأمسوا سمة خطابها الخيلائي، فتحول هذا الخطاب إلى مغاز مكانية لوحدة الجماعة تسنى لها أن تبني حضارة مرنة تحترم الثابت الثقافي في الأقطار، وبالنتيجة أنتجت مدن عامرة كدمشق وبغداد والقاهرة والقيروان وفاس وقرطبة. ومكث (إعمار المكان) المقصد الثاني في المقاصد الإسلامية، وهذا إستثناء في الخطاب الديني العام لكل ما أنتجته البشريه من أديان.. وتحضرني مقولة تنسب للنبي عيسى(ع) ذكرها إبن حزم الأندلسي: (الدنيا قنطرة فاعبرها ولا تبني عليها). أو حتى الرسالة الموسوية التي نحت نحو رفض البناء على عكس الإسلام، وهذه حقيقة لا يدركها حتى المتاجرين بالدين الذين فضلوا الحل البدوي على النزعة المدينية للدين. لذا فإن ميراثنا الإسلامي لا يمكن إلغاءه كونه لا يروق لنفر من المتفذلكين المتدينين والعلمانيين المسيسين والسائرين في ركب المصالح ولعق أصبع من قصعة مريبة المصدر..
إن مادة الكتاب متضمنة شجون للبحث عن العاطفة التي ربطت الإنسان بالمكان، فالبدوي لم يكترث أن يدفن أباه وأمه في خلاء الأرض دون شاهد يعرفه ليعود إليه أو يجعله دائب الزيارة له في متسع أرض البادية. وهكذا روج لمقولة مفتراة عن النبي محمد (ص) قوله (خير القبور الدوارس) وهو محض مغالطة منهجية جوهرها معاشي وإقتصادي يتعلق بوجود الإنسان وإستدامة نوعه. لذا نجد عمائر القبور والأضرحة عند المجتمعات الفلاحية تكتسي حضوة وتعني في بواطنها العميقة تبجيل للأرض التي وهبت الإنسان الغلة وأدامت وجوده. لذا فالقبور وقدسيتها هي تبجيل للمكان من عمق المفهوم أكثر من ظاهرها المتداول والساذج.
تناولت كذلك المكان البيئي ونحن في حالة سجال بشأن البيئة، التي قوضنا ملكاتها بأنانية مفرطة ورعونة جلية، فالتراث العربي كان حريص على مرهف العلاقة بين الإنسان والعمران وشجون البيئة، التي عاملها كروح أكثر من مادة وخامات وإستغلال مفرط. وأن معاملتها بعنف يصنف ضمن الكفر الذي أهمله "المتدينون" . وناقشت في الكتاب مفهوم التراث المكاني وإمكانيات إستغلال ملكاته في التنمية الإقتصادية. وموقفنا من التراث وتطويره والمحافظة عليه كونه ملك للأجيال وليس حكر على جيلنا ومن سبقه أو تلاه..فالإنسان بطبيعته كائن (تراثي) أي أنه يستلم ما ورث من سابقيه ويعمل ليترك تراث لمن يأتي من بعده، وهذا يتطلب منه الحيطة والإنتباه لما ينجز ويترك خلفه.
كذلك ناقشت الثمن الأغلى الذي يدفعه التراث في حالة الإحتراب الداخلي والخارجي ، فما حدث بالعراق وسوريا وليبيا واليمن يعد جرائم بحق التراث الذي أستبيح من طرف عناصر جاهلة. وفي تونس شهدت أن بن علي بنى مسجده على أطلال قرطاج وكأنه يريد أن يخلد كما هو حال الطغاة مثل صدام الذي بنى قصره المنيف فوق تلة لأطلال بابل الخالدة. لذا فموضوع المحافظة على الموروث وعي لا يرتقي له المتناطحون على اشلاءه. وأبديت وجهة نظري بما تؤول إليه مفاهيم التراث وكيف تتصاعد. فإسبانيا يؤمها أكثر من 60 مليون سائح سنويا، نصفهم يذهب لما تبقى من الأرث المعماري والعمراني الإسلامي، رغم ان الأندلس  كانت هامش جغرافي إسلامي، لكن الإسبان كانوا أكثر حصافة من العرب في تسويقه ميراثها كسلعة، وروجوا له، بل أمسى هويتهم المعلنة في لجة تنافس الثقافات للجذب والإنتباه، ومصدر رزق لملايين من شعبهم.



كيف ترى واقع التأليف ضمن التنظير المعماري في العالم العربي بشكل عام؟
التنظير الثقافي "على العموم" شحيح في  الثقافة العربية، ولذلك أسباب تتعلق بالأوضاع القلقة في بلدان تلك الثقافة وخشية السلطات من المثقف أصلا، وتسابق المتهافتين والانتهازيين واللاعقين لتبوأ مقدمة الصفوف ارتزاقا. وهذا ناتج من طبيعة الأنظمة السياسية التي بنت مجتمعات هشة أخلاقيا، السبق فيها لأصحاب المواهب "البهلوانية" والعيارين. ولدينا في العراق البعثي نموذج وقبلها مصر الناصرية، حيث طفت فقاعات من قليلي الوعي لتبوأ المشهد، كونهم تزلفوا للسلطة التي آثرت الولاء على الموهبة، لذا لا يمكن أن تكون الظاهرة الثقافة عندنا صحية حينما تسلك منهجا لا أخلاقي.
وحسبي ان السلطات السابقة للشمولية البعثية والناصرية و(الزينية) في تونس، كانت قد أفرزت طبقات من المبدعين أكثر حصافة وواقعية وأعمق أثر. ففي العراق مثلا لم تنتج ثقافته مثقف عضوي  حقيقي غير علي الوردي الذي لجمه البعثيون وحجموه، بعدما كان دالة حركت آسن الوعي في مرحلة مخاض ثقافي مفصلي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وأنتجت حراك فكري حقيقي.
لذا وفي قراءة المشهد العام للثقافة العربية،  فإن الغث زاد على السمين، والحشو كثر على الصلب والهامش كثر على المتن.. وحسبنا أن لا يعول كثيرا على المنتج النشري إذا لا يكن له تأثير في حراك وعي الناس. وحسبي أن الثقافة العربية تمر بمخاض خطير على كيانها ووجودها اليوم يسترعي الحيطة لما يراد لها من طمس رغم ثراء مكنونها.
أما المنتج التنظيري المعماري فهو شحيح حتما في ثقافة تعاني الكسل والتخبط وفشل في إختيار المسلك المناسب. فالتأليف يحتاج إلى محفزات معنوية ومادية غير متوفرة في بلداننا على عكس الدول الغربية ، وانشغال المثقف (بمعمعة القفه) يشغله ويشتت تركيزه ، ولا يهبه الجو المناسب للكتابة بعمق. وثمة ظاهرة التلاص المعرفي أي السرقات من المبدعين التي تمارسها جهات عدة. ففي إحصائية قرأتها قبل عامين بأن 90% مما ينشر في مصر هو محض سرقات أدبية، اي أخذ منتج الآخرين وإبدال أسم المؤلف وعنوان الكتاب، أو حتى شراء منتجه من صاحبه الفقير بباخس المال. وثمة ظاهرة  السرقات دون رقيب أو قانون يحمي المؤلف. وحدث لي شخصيا أن تركت سويعات لنص (معجم العمارة الإسلامية) الذي عملت عليه لست سنوات (1999-2005) عند دار نشر تدعى(حوران) في دمشق ولم أتفاهم بعيدها مع الناشر، فسحبت نسختي وسافرت للسويد، لكن فاجأني بانه نشر كتابي وشارك به في معارض الكتاب دون العودة لي أو الإتفاق معي.. وهكذا هو حال الكثيرين بغياب القانون الرادع، وما يتداعى من حالة إحباط وخيبة أمل لدى المؤلف. أقول التنظير المعماري يحتاج إلى جهود كبيرة ووعي من المعماريين وليس الصحفيين والمدبجين والحشويين، بل أصحاب الشأن، الذين لديهم ما يدلوه في هذا الموضوع الهام الواقع في صلب الثقافة.



كيف تجد تعامل دور النشر مع المؤلفات التي تبحث في المعمار؟
لم تظهر في كل الثقافة العربية دار نشر باختصاص واضح ومؤطر.. فكتب الفن والعمارة تحتاج إلى ناشر حصيف متخصص يستشعر قيمة الكتاب ويعرف أين يسوقه، وهذا ما لم نجده في الثقافة العربية للأسف. أتذكر بأنه كان شخص يعمل مع زوجته فقط في بيروت، وتوفى إلى رحمة الله قبل أربع سنين اسمه (مصطفى القبيسي) ودار النشر التي ملكها أسمها (قابس) وأختص بالكتب المعمارية حصرا، وطبع لي أحد كتبي (مبادئ التصميم المعماري) 2010، والذي وجد صداه، وسوقه الرائجة. ورغم أن الرجل تاجر، اي يفكر في الربح والخسارة، ويشترط الاقتضاب في النصوص كي تكون مربحة له، لكنه بادر وقدم وجزاه الله خيرا. لذا أتمنى أن تأتلف مجموعات من المثقفين العرب من منظري العمارة والفنون في تجمع غير ربحي لطبع منتجهم وما يجود به زملائهم وتعميمه وتسويقه، فهو مشروع يجد صداه لدى الكثيرين.. كون أعداد المعماريين والمهتمين بالثقافة المعمارية تتوسع دائرتهم، وهو مؤشر رائع، لذا لابد من الاستفادة من تلك المعطيات لترسيخ عملية نشر معماري واعي، وتوعوي لتحريك ساكن الفكر وخلق تيارات نقدية، يمكنها أن تشكل مرشح للحكم على مانينيه اليوم. فنحن نبني ونسوق العمائر دون أن يعرف الناس جودتها وقيمتها وسط تهافت المال وتسابق مؤشرات أسواقه والمتاجرات والبحث عن الربح السريع. لذا لا بد من تصاعد الوعي المعماري الذي أعده مؤشر لوعي الناس ومستواهم الحضاري في كل مراحل التأريخ.



ماهي تطلعاتك التأليفية المقبلة؟ 
حقيقة أدائي التأليفي لم يكسبني المال لكنه أكسبتني الجاه ومحبة الناس والتواصل والرجاء والقناعة بالأداء وراحة الخاطر، وحسبي أنه الأهم في حياتنا كبشر نسعى ونؤدي مهامنا ونحن مسافرون في حياة قصرت أو طالت ، لكنها تبقى عابرة، ويهمنا أن نترك الأثر النافع لمن يرد بعدنا. وهذا هو هاجسي في الكتابة الذي أعده تفريغ لتراكمات معرفية وهبني الله إياها ،حينما أكسبني الغربة التي هي ثراء معرفي ،و الحياة الكريمة وكتب لي السلامة حينما كان ومكث  بلدي يحترق منذ أربع عقود على الأقل .
لقد أخرجت 12 مؤلف في الاختصاص المعماري وخارجه كان أهمها (معجم العمارة الإسلامية) بغداد 2005، وهو مادة معجميه على 1000 صفحة. ثم كتبت ناقدا الحداثة (العمارة الإسلامية...سجالات في الحداثة -2009 بيروت). وكتبت عن المدائن العراقية وعن علي الوردي وثمة مؤلف لي عن (الألسنة العراقية) وهو جرد لتطور الظاهرة اللسانية في الثقافة التراكمية، كونها تشكل دالة على اقدم محاولة بشرية في نقل الكلام إلى رموز ترقن لتبقى تحتفظ بأطر الفكر وتوضح طرائق الحياة .فقد شهد العراق أقدم كتابة حوالي 3200 ق.م وهو زمن مبكر في الارتقاء البشري من الوحشية للحضارة، لأجردها في سفري المتواضع، خلال الانتقالات اللسانية بين الأكدية والآشورية والبابلية ثم الآرامية(النبطية) ثم العربية حتى دارجة اليوم، وهي سلسلة تصاعدية لأصل لساني واحد مشترك.
لدي نصوص جاهزة اليوم أهمها أربع: اللغة والعمارة وهي علاقة محسوسة وغير ملموسة في تداخل اللغة والعمارة في الثقافة العربية. والثاني هو (التأريخ المعماري.. المدرك والمستدرك) ويتعلق بطرق الثابت والمتغير المعماري ،وكشف الزيف والمبالغات وحتى الكذب الذي أملته المركزية الغربية على ثقافتنا وصداها عند بعض العرب، ولاسيما في مصر والشام، ولاسيما كشف عمليات تزوير التأريخ المعماري. وأتمنى أن تكون مادته بعد النشر مسار ودالة توعوية لدارسي تأريخ العمارة والمثقفين، ودحض لتوجهات  ذوي نزعة (عقدة الخواجة) الذي زرعوا الدعة فحصدوا الضياع .
الكتاب الثالث هو (الفنون في العمارة الإسلامية) وهو رصد تحليلي لمنبع الفنون التي مورست في عهود الإسلام وجذورها الأعمق في كل الثقافات التي أمست إسلامية فيما بعد. ويحمل الكتاب الكثير من شجون تنظيريه وتطبيقية في هذا المجال. والكتاب الرابع هو (الأخلاق والعمارة)، كون العمارة ممارسة ثقافية واجتماعية ينعكس عليها واقع أخلاق القوم، لذا وفي حالتنا ونحن نبتعد من المكارم، حري بنا أن نرصد هذا النأي من خلال رصد المنتج أو الممارسة المعمارية.
ولدي مسودات لكتب أخرى تتعلق بالمدينة وشجونها والاستشراق والعمارة وكذلك علم الجمال المعماري الذي لم يطرق ولاسيما في ثقافتنا العربية.. والله ندعوه السداد والتوفيق لكم ولنا.



* علي ثويني: دكتور معمار عراقي مغترب منذ 44 عام. يقيم في السويد منذ 30 عام. مواليد بغداد 1957 ويعمل في الإنتاجية المعمارية والتنظير والتدريس كخبير لليونسكو في الترميم الحضري والمعماري، وعمل في الجزائر والعراق والأردن والسويد وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية. درس العمارة في بوخارست وباريس وستوكهولم وبودابست وله عدة مؤلفات.


مادة خاصة بمدونة "منشورات"/ حاورته: بثينة عبد العزيز غريبي

الأحد، 22 سبتمبر 2019

(شمعة منشورات) الصافي سعيد.. الكاتب مع معادلاته

من خلال إضاءة سريعة، تشعل مدونة "منشورات" شمعة لكاتب أو ناشر عربي في يوم عيد ميلاده، عسى أن يشاركه قرّاؤه ومحبّون لحظة في حياته الشخصية كما يشاركونه عوالمه التخييلية وانشغلاته واختياراته

لم تُخفِ صفة المرشّح الرئاسي أو رجل السياسة صفة الكاتب لدى الصافي سعيد، بل إنه يبدو وقد دعم الثانية بالأولى حين قدّم برنامجه الرئاسي في كتاب بعنوان "المعادلة التونسية"، وهو عمل يمكن أن نعتبره خلاصة تتقاطع فيها انشغالاته الكثيرة في التاريخ والعلاقات الدولية والجغرافيا السياسية وعلم المستقبليات، بل أنه كثيراً ما يوظّف خياله كروائي في هذا الكتاب أيضاً. 
ومع "المعادلة التونسية"، لنا أن نذكر - بعد أيام من رحيل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي - رواية الصافي سعيد "سنوات البروستاتا"، ألم تتحدّث عن "صانع التغيير" وهو يغادر السلطة والدنيا وقد صدرت أياما بعد نهاية حكمه.
ومع هذين العملين لنا أن نذكر "خريف العرب.. الصومعة والبئر والجنرال" كعمل موسوعي حول تاريخ العرب الحديث، أو رواية "الإغواء الملكي" التي تعيد الاعتبار لجزء منسي من تاريخ تونس (العصر الحسيني)، أو "الكيتش 2011" التي تعيد تفكيك ثم تركيب الربيع العربي. 
اليوم هو عيد ميلاد الصافي سعيد، وليس أجمل أن نذكره من خلال كتبه، ومعها لنا أن نقطع مسافات طويلة من "بن بلة يتكلم" إلى "بورقيبة سيرة شبه محرّمة"، ومن "الحمى 42" إلى "المانيفسو"، أو من "عودة الزمن الإمبراطوري" إلى "جيوبولتيك الدم".

مادة خاصة بمدونة "منشورات"

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...