الخميس، 19 ديسمبر 2019

(المؤلف يقدّم نصّه) الزهرة إبراهيم عن "أهازيج إبراهيم الحَمَوِيّ".. إضاءات على واقع النشر العربي




1. كيف تقدّمين "أهازيج إبراهيم الحَمَويّ" للقارئ؟هذا النص الدرامي عودة إلى سفينة التاريخ العربي لفحص ثقوبها ووضع اليد على مسارب الماء التي تمعن في إغراق الإنسان العربي بالسقطات. تاريخ ينتج الهزائم بلا توقف، ويحن إلى مأساة بغداد ودمشق وغرناطة. هكذا شكلت النص عبر ثلاثة مواويل وسبعة أنغام:
1-     نغم السؤال عبارة عن استهلال؛
2-     موال بغداد: نغم الشعر ونغم العزاء؛
3-     موال غرناطة: نغم الغواية ونغم الجزر؛
4-     موال دمشق: نغم أَزادي ونغم الخلود.
سألني صديق قارئ يكتب للمسرح: هل حصل تحويله إلى عرض مسرحي؟ ضحكت، قلت: ليس بعد... قال: ولِمَ؟ أجبت: حين يجد مخرجا قادرا على تسديد نظرة جريئة إلى عيون الأنظمة العربية...


2. متى كتب النص وما دوافعه؟
النص وكغيره من نصوص سردية وشعرية بدأتْ كتابتها في لا وعيي منذ صرت أعي فساد العالم الذي وُجِدتُ فيه دون إذني. لكن، حين يتوفر الشرط التاريخي للتعبير عن مقصدياتي حول قضية ما، فإن حروفي سرعان ما تنطُّ إلى بياض الورقة بكل حرية وصدق وترقص رقصتها المناوِئة... ولعل ارتجاج الخرائط في العالم العربي منذ نهاية 2010 كان مثيرا قويا ليقطر الحبر وبعده الحبر... قد يتوقف أحيانا، لكنه مرابط في قلاع الكتابة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.  "أهازيج إبراهيم الحموي" هي الكتابة العزاء والكتابة البديل في واقع الاستسلام العربي. زواج أرثدوكسي مع الفن الملتزم حين يفتح صدره عاليا لرصاص الأنظمة. اجتمعت في هذا النص مناحة لم يخفت بعد نشيجها.. سال الحبر بعد أن دُقَّت أصابع الكاريكاتوريست علي فرزات، وحين اقتلع النظام السوري حنجرة منشد الثورة إبراهيم قاشوش وألقوا جثته في نهر العاصي... هل توجد همجية أكثر من هذا في حق الفن والفنانين حين يثورون من أجل كرامة الإنسان وحقه في الحرية والعدالة والعالم يعيش في زمن آخر فصم عراه بالاستعباد التقليدي وعبادة أوثان السلطة... وهل يوجد سبب أكبر من هذا لامتطاء صهوة الكتابة الجامحة ضدا عن الكتابة المروَّضة.



3. في تدوينة لك على فيسبوك، أشرت في تقديم هذا الكتاب الجديد إلى إقصاء ممنهج من طرف الناشر؟يرتبط الأمر بواقع النشر في الوطن العربي عموما. بداية من دور النشر المغربية التي تضظرّنا نحو وجهات قد تكون مأمونة أحيانا، ومُريبة أحيان أخرى. لقد عانى ويعاني معظم المؤلفين والكتاب من مشاكل النشر والتوزيع بسبب جشع دور النشر، أولا، حيث إنها تتحجج دوما، بارتفاع سعر الورق في السوق العالمية، وكذا تزايد الضرائب، وكساد القراءة، وثانيا، لأن الاعتمادات المخصصة لنشر الكتاب من لدن الجهات الوصية عليه، لا تلبي، حاليا، مجموع الطلبات، يضاف إلى المشهد انتشار المحسوبية والعلاقات في هذه العملية. ويؤسفني أن يتورط في هذا الفعل أكاديميون وجامعيون تحولوا، بين عشية وضحاها، من ضحايا النشر ومتذمرين من شروطه المجحفة في حق الكتَّاب، إلى أباطرة يصولون ويجولون، ويبحثون في كل ربع ووادي عن نهزة لا ترحم جيوب المبتدئين ولا المكرسين، اللهم إلا إذا كانوا من دائرة المقربين، فروح وريحان وجنات نعيم، فلا تظل أعمالهم في طوابير الانتظار كما حصل للمسرحيتين السيزيفيتين (نسبة إلى سيزيف) مع دار نشر مغربية بعد رحلتهما التعيسة الأولى في دار الجندي للنشر، ونفس الأمر حدث لديواني الشعري الموجه للصغار "معبدُ الفَراش تقاسيم للوطن وللأطفال" في طبعة ثانية مفترضة مع دار نشر مغربية، نفسها. يحدث هذا طبعا، مع وجود بعض الاستثناءات التي استطاعت أن تطبق نموذج العقود المتعامل بها في الدول الراقية في هذا الباب، وانطلاقا من تجربتي، كما هو الحال بالنسبة إلى "دائرة الثقافة والإعلام" بالشارقة، و"دار المتوسط" بميلانو؛ لكن الوضع شبه العام داخل العالم العربي ما زال يتخبط في كثير من الفوضى واستغلال أصحاب الحقوق، حتى صرنا، على سبيل العد لا الحصر، نتداول في نقاشنا "حكاية الألف نسخة التي لا تنتهي" ونضحك بمرارة.
وهي أفظع طريقة لانتهاز الكاتب حيث لا يستفيد -إن كان هناك استفادة فعلية أصلا- سوى مرة واحدة. هنا نطرح سؤالا جوهريا: هل تملك الجهات المعنية بنشر الكتاب في العالم العربي آليات مراقبة الناشرين لضبط هذا الغش والاستغلال البشع لأصحاب الأقلام؟ أما عن حكايات الناشرين الذين يسرقوننا تحت مسمى "تقديم الدفعة الأولى من تكلفة الطبع" ثم لا يعودون إلى المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، فتلك حكاية عاشها كثير منا بمرويات مختلفة. حدث لي هذا منذ 2015 حين قصدت مدير دار الجندي للنشر بالقدس، كي ينشر لي نصين مسرحيين صعدا إلى القائمة القصيرة في مسابقة التأليف المسرحي سنة 2014؛ الأول للصغار بعنوان "قناديل البَرِّ المُطفأة"، والثاني للكبار بعنوان "أهازيج إبراهيم الحمويّ". وكان علي انتظار ثلاث سنوات من التسويف والكذب والتمطيط والتهرب... لأكتشف أن هذا الناشر له سمعة غير مريحة، وأنه يوظف القضية الفلسطينية لتحقيق مآرب شخصية خلال معارض الكتاب العالم العربي، أقلها الحصول على رواق مجانا يروج فيه رواياته وهو يعلق راية الأرض المباركة ليبتز شعور العرب والمغاربة تعاطفا معه... وفي معرض 2018، يعود إلي بثلاثين كتابا بئيسا، سحبه في ورّاقة خلال تواجده بمعرض القاهرة للكتاب يومين قبل التحاقه بمعرض الدار البيضاء، وهذا (الكتاب) ليس أكثر من رزمات أوراق منسوخة بالطابعة العادية، كتلك الموجودة في بيتي، وبغلاف شوَّه فيه اختياري لوحة أمضيت أياما لانتقائها من مواقع الفن التشكيلي. كل هذا يحدث للكتاب والمبدعين لأننا نعيش داخل أنظمة يأكل فيها القوي الضعيف بلا رقيب ولا حسيب. ولأنني لا أُهْزَمُ، ولا أركعُ، ولا أساوم... قررت أن أطبع المسرحيتين، منفصلتين هذه المرة، على نفقتي الخاصة، وبالإخراج الذي يروقني. والحمد لله توفقت في ذلك.

4. إذن فإن خيار النشر على الحساب الخاص أقرب إلى موقف من منظومة النشر العربية والمغربية.
أعتبره فعلا ثوريا، ومستوى من النضال المشروع والواجب حتى يحيا المسرح فينا ونحيا به. ولن أنحني لأعاصير الإقصاء، فعشق الكتابة والمسرح أكبر عندي وأفضل من عشق المبالغ المالية التي يقتضيها النشر على نفقة المؤلف، وهذا هو الفرق بين رُسُل الكتابة وأنبيائها وبين لصوص الحروف وسماسرتها.


5. تراوحين في هذ العمل بين النثر والشعر. كيف كانت هذه المزاوجة؟
تراوح القصيدة مكانها بين حوارات المواويل، وكلما امتلك الشعر حيزا معتبرا داخل النص الدرامي كلما عدنا بالمسرح إلى منابعه البكر. صدقا، لا يسعفني النثر كثيرا في كتابة ردود أفعالي حول القضايا التي تخلخل وجود البشر الآمنين، الكتابة بالنسبة إلي، بعد الصدمة، هي بحث عن إعادة توازن لذاتي وللأشياء والعالم حولي، ولا أكتب أبدا قصيدة أو قصة أو نصا دراميا إذا لم يكن متدفقا من جوانيتي ومن مادتي الرمادية بكل ما يتطلب التوليف بينهما من مفاوضات وتواؤمات. لقد وجدت مأساة بغداد وغرناطة ودمشق، ماضيا وحاضرا، أكبر من أن تستوعبها حوارات النثر، ومن غير أن أرهن حروفي إلى خط واحد من الكتابة، وجدتني مسكونة بوجيب الشعر، ورعشة الاستعارات الفاتنة لأحكي قرونا من المآسي في مقاطع شعرية، هي في الوقت ذاته، حوارات بين شخوص المسرحية: "غصن البان" و"شهاب الشاعر"، يقول في بعض حواراته:
يا أيتامَ سُومرَ الحَيارى
لا تَمُزُّوا تلكُم الأنْخاب
سُمٌّ في بطونكم ولائمُ بغداد
سُلافُ فُراتها رُعاف
وكأسُ دجلةَ زُعاف
وضفافُها الفيحاءُ ما عادتْ تَلمُّ الأحباب
تَئِنُّ التَّواشيحُ في عرسِك الدَّمويّ
فسَفَّاحوكِ تَبَّلوا لحمَكِ للكلاب
رَفَعوا للهَمَجِ ساقيكِ طوْعا
وتبادلوا العزاءَ فيكِ يا بغداد...
وبين "ما لم يُنْشَر في حلم" و"فينوس"، تقول:
سآتي إليكَ... طبقُ حنَّاءٍ في يَدِي
أعْبرُ إلى الساحات... إلى أقبيةِ دِرْعا
أتعثَّرُ بين شِلْوٍ وشِلْو
تَستعْطِفُني عيونُ الموْتى
أُغلِقُ جفونَهم.. فالنملُ يَقتاتُ المآقي
أمرقُ إلى حُمْصَ ليلاً... نقيمُ صلاةَ الغائب
ثمَّ نَمضي...


6. تراوحين أيضاً بين النقد والتأليف، كيف يفيد أحدهما الآخر؟
أجدها تجربة ذات قيمة نوعية في الفعل الإبداعي، لأنه يصبح نوعا من الممارسة العالمة، من جهة، وفي البحث الأكاديمي والنقد، من جهة ثانية، لأنه يهيء شروطا موضوعية للتجريب في الكتابة، كما يبلور، هذا التجاذب بين النقد والإبداع، منظورات التلقي، ويوسِّع دوائر مطاردة المعنى أو اللامعنى في مجموع الكتابات التي تخص عوالم المسرح. وتظل هذه التجربة ورشا مفتوحا على الاستقصاء وجسر أسئلة المسرح وقضاياه وانتظاراته بمختلف الحقول المعرفية التي يثرى بها ويُثْريها. إن رهاني الثقافي يكبر  في حضنهما يوما بعد آخر.

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2019

(حديث في النشر) مع سعيد عبده – دار المعارف/ مصر

تعود صناعة نشر في العالم العربي إلى منتصف القرن التاسع عشر، غير أن مؤسسات قليلة للغاية استمرت إلى يومنا هذ، ومنها "دار المعارف" التي تأسست في 1890 ولا تزال تقدّم للقارئ العربي أعمل أساسية. "منشورات" التقا برئيس مجلس إدارتها الحالي، سعيد عبده، والذي هو أيضاً رئيس اتحاد الناشرين المصريين ورئيس اتحاد الموزعين العرب.

1. كمشرف على دار عريقة كدار المعارف يمتد تاريخها على أكثر من قرن، كيف تديرون هذا الرأسمال الرمزي؟
دار المعارف من أعرق المؤسسات على مستوى العالم العربي في عالم النشر ..أنشاها نبيل وشفيق متري في نهاية القرن التاسع عشر وتأممت سنة 1960 مع تأميم الصحافة وبعد ذلك أصدرت مجلة أكتوبر سنة 1976 وأًصبحت إحدى المؤسسات الصحفية التابعة للمجلس الأعلى للصحافة والتي هي الآن الهيئة الوطنية للصحافة . أنا أشغل منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف ومجلة أكتوبر منذ سنة 2015.

2. نشرت الدار مؤلفات أساسية في الثقافة العربية أهمها كتب طه حسين وسلامة موسى ودواوين الشعر العربي القديم. هل هناك خطط لإعادة نشر هذه الأعمال بانتظام، وأي اقبال عليها مع مرور أكثر من نصف قرن على طبعاتها الأولى؟
على مدار الـ130 سنة من عمرها، نشرت الدار العديد من المؤلفات لطه حسين والعقاد وعبد الحليم محمود والشعراوي ومصطفى محمود وشوقي ضيف وعلي الجارم وكامل الكيلاني في الأطفال ونشرنا لسان العرب، ومجلة الكتاب صدرت لمدة سنتين في الخمسينات وكان رئيس تحريرها عادل الغضبان .. من بين المنشورات التي تميزنا بها أيضا هي مجلة السندباد أول مجلة للطفل العربي على مستوى العالم العربي ودام إصدارها لمدة أربع سنوات ونحن الآن نحاول تجديدها لانها لفتت الانتباه العالمي وعرفت انتشارا واسعا في سويسرا وفرنسا ومصر وكان يشرف عليها الفنان بكار.. دار المعارف لم تكن محلية وانما عربية من النشأة وممكن تنشر لمؤلف من تونس أو المغرب أو الجزائر حتى المصممين والرسامين هم من بلدان مختلفة.

3. ماهي برأيك تحدّيات دار المعارف القادمة؟
تحدياتنا كمؤسسة عريقة تمر بفترات ازدهار وتواجهها مشاكل مثل المشاكل التي تواجه صناعة النشر كارتفاع تكاليف مستلزمات صناعة النشر من ورق وحبر وماكينات وأجور وانحصار الأسواق في الوطن العربي مثل غياب اليمن وليبيا والعراق وسوريا نظرا للاضطرابات السياسية الموجودة وتأثر سوق الجزائر.

4. اسم دار المعارف نجده لدى دور نشر كثيرة في العالم العربي. كيف تتعاملون مع ذلك؟
صحيح، نظرا لاسمها الكبير وكون اسمها علامة تجارية في حد ذاته، كانت توجد دور نشر كثيرة في فترة من الفترات بدأوا يسمون نفس الاسم على أنه سجلنا منذ زمن طويل اسم دار المعارف وشعارها الفنارة لكي لا يتم تقليد هذا الأمر وحماية العلامة التجارية المميزة التي عمرها 130 عام.

5. من أبرز نجاحاتكم، سلاسل المغامرات للأطفال واليافعين، كيف تتعاملون معها اليوم خصوصا كتب محمود سالم، وهل هناك استمرارية لهذا النوع من السلاسل اليوم؟
عندنا أيضاً سلاسل كامل الكيلاني واحمد عطية الابراشي ويعقوب الشاروني والعمالقة في كتابة الأطفال في الكتب الدينية وفي كتب المغامرات ومجالات أخرى من الكتابة، وعندنا القصص والروايات وعندنا الكتب التعليمية... الدار تتوفر على الكثير من السلاسل للأطفال تتميز بها دار المعارف وتعتبر علامة على مستوى الوطن العربي ... أنجزنا أيضً أعمال مشتركة مع الهند وفي سلسلتين ستصدر قريباً.

6. تشاركون في معارض عربية ولا تشاركون في أخرى، كيف تختارون المعارض التي تشاركون فيها؟
نختار المشاركة في المعارض على اساس الانتشار وحماية الكتاب من التزوير.

7. هل يدخل عنصر عراقة الدار في اختياركم للمؤلفين الجدد؟
عراقة الدار يفرض علينا الدقة في اختيار المؤلفين الجدد والكتّاب عموما ودورنا في تقديم وجوه جديدة ومؤلفين جدد للساحة العربية. هذا لا يعني أننا نقف في وجه الكتاب الجدد بل إننا نظمنا مسابقة العمل الأول للموهوبين مع وزارة الشباب ونقدم فيه العمل الأول لأي موهوب ولأي عمل جديد ومن ثم تصدره الدار وتتحمل أعباءه ونقوم باحتفال كبير وجوائز للخمسة الأوائل في الرواية والقصة القصيرة والشعر.

8. هل يمكن للكتاب العربي بوضعه الحالي أن يطمح لدخول أسواق غير عربية؟في دار المعارف لدينا إدارة خاصة بالتصدير وسلسلة مكتبات على مستوى الجمهورية كعلامة تجارية ومكتبات عريقة معروفة، طورنا العمل فيها وربطناها بالتقنيات الحديثة. دخلنا في أعمال جديدة مثل النشر الرقمي وعندنا مركز النشر الالكتروني والحمد لله استطعنا تحويل 5 آلاف كتاب ونحن بصدد تحويل الزخم الكبير الذي يمتد على 130 عام ويصل إلى اكثر من 26 الف عنوان إاضفة إلى 2600 أعمال اطفال.. نحن نخطط لدخول أسواق جديدة عربية وفي أفريقيا واوروبا وبصفتي رئيس اتحاد الناشرين المصريين بدأنا بتأسيس اتحاد الناشرين الأفارقة لدعم صناعة النشر في أفريقيا والتعامل مع الناشرين على مستوى القارة الافريقية لأنها صناعة تحتاج لتعاون وتكاتف كبير بين الناشرين.

مادة خاصة بمدونة منشورات/ أجرت الحوار: بثينة عبد العزيز غريبي




الجمعة، 6 ديسمبر 2019

(ناشر في الضوء) إبراهيم صحراوي - دار التنوير/ الجزائر

 على الرغم من كونهم شركاء في إنجاز كل عمل إبداعي، إلا أن الناشرين كانوا دائما بعيداً عن بقعة الضوء التي يجلس فيها المؤلف وحده عادة. مدونة منشورات تدعوهم لحديث في الضوء...

* كيف أصبحت ناشرا؟شخصيا أصبحت ناشرا بالصدفة، فأنا أستاذ جامعي أولا... الدار التي أشرف عليها حاليا أسّسها المرحوم أخي عبد الحفيظ بن محمد صحراوي في بداية الألفية الجارية، وعندما وافته المنية رحمه الله بعد مرض لم يمهله طويلا، وجدت نفسي مضطرا للإشراف عليها وتسيير أمورها لحين النّظر في مصيرها.. لذلك لا أعتبر نفسي ناشرا محترفا ولا ماهرا في المجال، لكنني أقوم بما أقدر عليه..


* هل تعتبر أنّ النشر مهنة مهدّدة؟السؤال يحتمل إجابتين نعم ولا. نعم في ظل التطور المتنامي والسريع لتقنيات التواصل ووسائله الحديثة والبدائل التي تقترحها في مجالات عدّة ومنها الكتب الرقمية مثلا من جهة، والانصراف -نتيجة لذلك- عن المطالعة والكتاب ووسائل النشر التقليدية من جهة أخرى.. ولا، لأنّ الكتاب -بشكله التقليدي- كان على مرّ التاريخ وسيبقى الخزانة الأمثل لحفظ المعارف والعلوم والآداب والتجارب الإنسانية وسيبقى ديوان الحياة الخالد الذي لن تزحزحه مختلف التقنيات والاختراعات الحديثة في مجال نقل المعارف والعلوم والتقنيات والمعلومات....الخ. ومن ثم، لا أعتقد شخصيا أنّ مهنة النشر مهدّدة.


* ما هي الخصوصية التي ترى أنّها تميّز مؤسّستك في مشهد النشر العربي؟مؤسّستنا تسعى جاهدة لأن يكون لها موقع قدم في المجال في مستوى العالم العربي بانتقائها لمنشوراتها بدقّة وعناية وتركيزها على الكتاب العلمي في التخصصات الإنسانية والاجتماعية وانفتاحها على منتجي الفكر والقيم في كلّ اقطار العالم العربي ومشاركتها ما أمكنها ذلك في المعارض العربية ومحاولة الوصول إلى القارئ في كل مكان..


* كيف تختار المؤلفين، وهل توجد فئة منهم تفضل عدم التعامل معها؟عندما يقترح علينا مخطوط ما، أقرأه، وأدقّق ما استطعت فيه شكلا (أي لغة وأسلوبا) إن كان في حاجة لذلك وأستعين من حيث مضمونه ببعض الزملاء في التخصّص الذي يندرج ضمنه موضوعه، قد يثيرني موضوع ما أو رواية أو ترجمة أو ما إلى ذلك فأنشره بدون تردّد .. ليست لي إجابة عن الشقّ الثاني من السؤال.


* هل تتابع ما يكتب عن الدّار في الصحافة العربية؟لا. ولا أعتقد شخصيا أن أحدهم/إحداهن كتبت عن دارنا، قد يكون حدث ذلك دون أن أنتبه له، ثمّ إنّ دارنا حديثة وليست بحجم كبريات دور النشر المعروفة في الساحة العربية، قد يحدث ذلك مستقبلا إن شاء الله.


* بم تشعر حين يقرصن كتاب أصدرته الدار؟أشعر بالألم والمرارة والغيظ، ذلك أن القرصنة اعتداء مادي ومعنوي. شخصيا نشرت كتبا من تأليفي أو ترجمتي -في الدار وعند ناشرين آخرين- قبل تولي الإشراف على الدار ورأيت بعض عناويني محمّلة على النت في غوغل أو في مواقع بعينها تدّعي أنّها تساعد القراء والطلبة والباحثين وهي إنّما -وبكلّ بساطة- تسرق جهود الآخرين .. دونما استشارتهم مسبقا والتماس الإذن منهم.


* ما نوع الكتب التي تقرأها بعيدا عن العمل؟أقرأ في مختلف المجالات الإنسانية والاجتماعية، وفي مجال تخصصي الأكاديمي: الأدب وما تعلق به. كما (كنت) أقرأ الرواية والشعر والمذكّرات أشياء أخرى وأشياء أخرى في مختلف التخصصات مما يعجبني ويثير انتباهي.


* أي دور النشر تعتبرها أكثر تميزا؟هناك دور كثيرة متواجدة في الساحة (عربيا ودوليا) منذ عقود قدّمت خدمات جليلة للإنسانية وللمعارف والعلوم في شتى المجالات، وسأعفي نفسي من تسمية بعضها، ذلك أنها أوضح وأجلى من أن تُذكَر.


مادة خاصة بمدونة منشورات/ أجرت الحوار: بثينة عبد العزيز غريبي

السبت، 30 نوفمبر 2019

(صدى المعارض) مع الناشر محمد عبد المنعم - دار سما من "الكويت الدولي للكتاب"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب العربية، ومنها معرض الكويت الدولي للكتاب الذي تختتم فعالياته اليوم، ومنه يحدّثنا الناشر محمد عبد المنعم (دار سما).

1
. ماهي أهم عناصر مشاركتكم في معرض الكويت؟
نشارك بمجموعة كتب جديدة أهمها "رسالة على نوتة موسيقية" للدكتورة مني البكري والتي تتناول قصة حياة الفنان الكبير بليغ حمدي مع الفنانة وردة كما نشارك برواية برج طاقق للكاتبة نسرين سلامة والكاتبة مروة سلامة والرواية الاجتماعية "الرجل الذي مات ثلاث مرات" للدكتور شريف صبري ومن أهم الكتب المشاركة الموسوعة الميسرة في تاريخ اليهودي.

2. ما الذي يميّز معرض الكويت مقارنة ببقية معارض الكتب العربية ؟يتميز معرض الكويت بالحضور الجماهيري ورغبة إدارة معرض الكويت متمثلة في مديرها الأستاذ سعد العنزي في التمييز والارتقاء بمستوى المعرض كل عام عن العام الذي يسبقه.

3. بشكل عام كيف تجد روزنامة المعارض، هل تخدم الناشرين وترويج الكتاب؟بالفعل تعمل على خدمة الناشرين ومساعدتهم والعمل علي الارتقاء بالمعرض

4. كناشر وكقارئ ماهي أهم الكتب التي تبحث عنها في المعرض؟دائما يهمني البحث عن الكتب الجديدة وأهتم بكتب التاريخ والإدارة.

مادة خاصة بمدونة "منشورات"


السبت، 23 نوفمبر 2019

(صدى المعارض) الناشرة فاطمة البودي من "الكويت الدولي للكتاب"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب العربية، ومنها معرض الكويت الدولي للكتاب الذي تقام فعالياته هذه الأيام، ومنه تحدّثنا الناشرة المصرية فاطمة البودي (دار العين).

ماهي أهم عناصر مشاركتكم في معرض الكويت للكتاب هذا العام ؟معرض الكويت من المعارض المهمة التي تحرص دار العين للنشر على المشاركة فيها. نشارك هذا العام بمجموعة من العناوين الجديدة منها: رواية غرفة يعقوب لـ فيرچينيا وولف بترجمة سناء عبد العزيز، وراوية علي ونينو لقربان سعيد وترجمها الدكتور عبد المقصود عبد الكريم، ورواية سيقان وحدها تعرف مواعيد الخروج للروائي احمد عبد اللطيف، ورواية صخرة هليوبوليس للروائي أحمد زغلول الشيطي ورواية علي خط جرينتش للكاتب شادي لويس وكتاب سيرة الرواية المحرمة لمحمد شعير، ورواية الغرق لحمور زياده والذي له أيضا مجموعة قصصية عنوانها النوم عند قدمي الجبل.

ما الذي يميّز معرض الكويت مقارنة ببقية معارض الكتب العربية؟ما لفتني في معرض الكويت الدولي الكتاب هو العمل به على فترتين. الصباحية من الساعة التاسعة إلى الساعة الواحدة والمسائية من الساعة الرابعة إلى الساعة التاسعة وهذا لا نجده في أي معرض كتاب آخر وهو التعامل برفق وبإنسانية مع الناشرين. هذه ميزة أساسية لمعرض الكتاب الدولي، ولكنها ليس الوحيدة، حيث توجد عدة أحداث ثقافية.

بشكل عام كيف تجدين روزنامة المعارض، هل تخدم الناشرين وترويج الكتاب؟مع حل الإشكال فيما يخص التداخل بين المواعيد، أصبحت روزنامة معارض الكتب لصالح الناشر، خصوصاً وأن المعارض تمثّل الدخل الأهم للناشرين على ما تحمله من مشقات التنقل لبعد المعارض.

 كناشرة وكقارئة، ماهي أبرز الكتب التي تبحثين عنها في المعارض؟ أحبذ البحث عن الكتب العلمية المترجمة، وأيضاً الكلاسيكيات من الأدب الأمريكي والروسي والأوروبي، وروايات الكتّاب العرب.


مادة خاصة بمدونة "منشورات"

الخميس، 21 نوفمبر 2019

(ناشر في الضوء) إبراهيم أحمد عيسى - كتوبيا

على الرغم من كونهم شركاء في إنجاز كل عمل إبداعي، إلا أن الناشرين كانوا دائما بعيداً عن بقعة الضوء التي يجلس فيها المؤلف وحده عادة. مدونة منشورات تدعوهم لحديث في الضوء...



كيف أصبحت ناشراً؟
بالصدفة. في الأصل أنا كاتب وعانيت كثيرا من التعامل مع دور النشر وفي كتوبيا حاولنا جاهدين أن نمثل الجانب المشرق للنشر. فنحن نؤمن أن كل كتاب تعيش فيه روحٌ ما.. روح من ألّفه وأرواح من عاشوا وحلموا بفضله.. ولهذا صُنعت كتوبيا لتخلد الأحرف ولتحلق أحلام الكتاب بين الصفحات.

هل تعتبر أن النشر مهنة مُهدَّدة؟
لا أظن هذا .. هناك العديد من أدوات الدعم للناشرين من خلال اتحادات النشر المحلية واتحاد الناشرين العرب وتسهيل إقامة المعارض الدولية للكتاب .. النشر مستمر ومن بعد الربيع العربي صار المجتمع العربي يُقبل على القراءة والمطالعة وهذا هو جوهر العمل بمجال النشر .. أن تقدم الدور أفضل وأجود ما عندها.

ماهي الخصوصية التي ترى أنها تميّز مؤسستك ضمن المشهد العربي؟
كتوبيا هي جزء من فريق بصمة وهو فريق للأبحاث التاريخية لذا تخصصت الدار في ذلك الجانب عن طريق نشر الروايات والأبحاث والدراسات التاريخية. وقدمنا عددا من الإصدارات التي كانت بصمة وعلامة فارقة في مشوار الدار وهو كتاب "التاريخ كما كان" في جزءين.

كيف تختار المؤلفين؟ وهل توجد فئة منهم تفضّل عدم التعامل معها؟
يتم اختيار المؤلفين عن طريق لجنة القراءة وهي تقوم بفحص الأعمال المرسلة وتصفيتها بطرق تتناسب مع رؤية الدار وفي النهاية تكون جودة العمل المقصد الأهم.. وليس هناك فئة لا نتعامل معها بل الباب مفتوح للجميع للتقديم والحصول على فرص للنشر.. كما تشجع الدار الكتاب الجدد ونقوم بنشر الأعمال الأولى للكتاب.

هل تتابع ما يكتب عن كتب الدار في الصحافة العربية؟ وما هو تقييمك لهذه الكتابات؟
عُمر كتوبيا قصير في مجال النشر ولكنها أثبتت تفوقها وجدارتها بتقديم كل ما هو مميز ومختلف.. وكل الآراء والتقييمات كانت جيدة للغاية وتشيد بأعمال الدار واصداراتها.


ماذا تشعر حين يقرصن كتاب أصدرته الدار؟
أشعر بالغيرة والحنق. هناك من يسرق مجهود أناس سهرت وعملت ليخرج منتج قيم يفيد الناس ولكن لا أعرف كيفية التعامل معهم حيث أن هناك العديد من الإجراءات اتخذت للحد من القرصنة ولكن الامر مستمر.


ما نوع الكتب التي تقرأها بعيداً عن العمل؟
أقرأ كتب التاريخ والروايات العالمية.. أحب أن اقرأ لفارغاس يوسا وميلان كونديرا ورضوى عاشور وحاليا اقرأ رواية "البنت التي لا تحب اسمها" للكاتبة أليف شافاك.


أي دار نشر تعتبرها الأكثر تميّزاً؟ (ليس بالضرورة من العالم العربي)
أرى أن الجواب سيظلم الكثير من دور النشر، ولكن تعتبر دار الشروق بمثابة عَلم في عالم النشر ومثالاً يحتذى به لكل ناشر يطمح في الترقى والرقي.


مادة خاصة بمدونة "منشورات"

(صدى المعارض) الكاتب علاء الجابر من "الكويت الدولي للكتاب"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب العربية، ومنها معرض الكويت الدولي للكتاب الذي تقام فعالياته هذه الأيام، ومنه يحدّثنا الكاتب والمسرحي علاء الجابر. 



1. تشارك هذا العام في معرض الكويت بعمل ضخم، آخر إصداراتك وهو موسوعة حول المسرح، كيف تنظر إلى هذه المشاركة؟
لكل إصدار جديد زهوته وتأثيره الخاص بالنسبة لي، والموسوعة العالمية لأعلام المسرح تحديدا هي حصيلة عمل استمر لسنوات بذلت فيه جهدا كبيرا لا يقارن بكل إصداراتي السابقة نظرا لطبيعته الخاصة، لذلك أتمنى أن يصل للمتلقي المهتم بمثل هذا النوع من الموسوعات وخاصة أساتذة وطلاب المعاهد المسرحية في العالم العربي. وكذلك المهتمين بمجال المسرح بشكل عام .



2. بشكل عام كيف تجد معرض الكويت للكتاب، وهل يوجد ما يميزه عن بقية معارض الكتب العربية؟معرض الكويت للكتاب معرض عريق تاريخيا قياسا بمعارض الكتب العربية، كان له الدور الكبير لي شخصيا ومنذ المراهقة في ترسيخ عادة اقتناء الكتب، ولكنه مر بفترات تذبذب أثرت عليه وهو يحاول استعادة عافيته في السنوات الأخيرة، وأكثر ما يميزه أنه يشهد اقبالا جماهيريا أراه جيدا في كل عام ويحسب له قياسا بالمعارض العربية التي زرتها دقة التنظيم والترتيب وتميز طريقة العرض.


3. ماهي أكثر الأنشطة التي تروقك عادة في المعرض؟هو فرصة جيدة للالتقاء بالقائمين على دور النشر وبعض المثقفين من الكويت والوطن العربي من مريدي الكتب، أما أفضل ما فيه بالنسبة لي فهي الأنشطة التي تقدمها وتديرها على هامش المعرض بعض الجهات المستقلة خاصة نوادي القراءة والتي أعتبر أنشطتها هي الأقرب والأكثر تميزا بالنسبة لي قياسا با
لأنشطة الثقافية الرسمية التي أتمنى إعادة النظر في الكثير من خياراتها وخاصة ضيوفها من خارج الكويت.


4. عودة للموسوعة، كيف ترى تفاعل المعارض العربية مع هذا النوع من التأليف؟أغلب الناشرين في  المعارض العربية وللأسف الشديد يتعاملون مع الإصدارات من مبدأ ما يطلبه الجمهور، لذلك نرى تهافتا على نشر الكتب الخفيفة الهشة، خاصة كتب الطبخ وكتب الشعوذة والغيبيات التي كانت متسيدة في المعارض لفترات طويلة، وأعتقد ان الموضة الجديدة في السنوات الأخيرة تتجه نحو الروايات الهابطة، تلك المكتوبة بلغة ركيكة، بل أن بعضها بالعامية، والتي تدغدغ عواطف الشباب تحديدا كونهم يشكلون النسبة الأكبر من زوار المعارض، كما برز إلى الساحة مؤخرا كتابات الخواطر والتي يصدرها مشاهير السوشيال ميديا تحديدا. لذلك فلا يمكن أن تجد مكانا للكتب الجادة المتخصصة إلا من قبل بعض المهتمين وما أقلهم، كما أن الجهات الثقافية وللأسف الشديد رفعت يدها منذ مدة طويلة عن دعم مثل هذه الكتب الا فيما ندر. لكن وبهذه المناسبة لا يمكن أن أنسى الدعم المعنوي الكبير الذي تلقيته من الأحبة في تونس، حيث تم الاحتفاء لأول مرة بالموسوعة على هذه الأرض الطيبة، بين أخوتي وأصدقائي المسرحيين في مدينة قفصة، بجهود رائعة من المميز دائما مكرم مصيب، حيث تم تقديم ندوة نقاشية خاصة بالموسوعة  في مهرجان قفصة الدولي للمسرح في العام الحالي.

مادة خاصة بمدونة "منشورات"

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...