الخميس، 21 نوفمبر 2019

(صدى المعارض) الكاتبة فداء الحديدي من "الكويت الدولي للكتاب"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب العربية، ومنها معرض الكويت الدولي للكتاب الذي تقام فعالياته هذه الأيام، ومنه تحدّثنا الكاتبة فداء الحديدي

.

ما الذي يمثله معرض الكويت الدولي للكتاب بالنسبة لك؟
الكويت بلد عريق، شعب مثقف، شعب له احترام بين جميع الشعوب، مهتم بكل المجالات الأدبية والأجناس الأدبية سواء على الصعيد السردي أو العلمي فوجود اصداراتي لهذه السنة في معرض الكويت الدولي للكتاب شيء جميل جدا.


هل لديك كتب جديدة في دورة هذا العام؟إصدارين جديدين في 2019: كتاب "رجل في مكر امرأة" صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ولدي أيضا رواية  "أدراج الاسكافية" عن دار أمجد للنشر والتوزيع. امن حسن حظي أيضا المشاركة بهما في معرض عمان الدولي للكتاب أيضاً والذي انعقد مؤخرا.


كيف تجدين حضور الكتابة السردية، وخصوصا كتب القصة القصيرة؟ القصة غابت لفترة طويلة ولكنها عادت وأرى أنها عادت بقوة وأخذت مكانتها من جديد. وإن عادت فهي بفضل كتّاب القصة القصيرة الذين غيروا طريقتهم في الكتابة السردية وجعلوها تلامس الإنسان وتلامس المجتمع وتلامس قضايا المواطن العربي على الصعيد الاقتصادي والسياسي ولنقل على كافة الاصعدة. القصة القصيرة بدأت تلامس حياة الفرد وحياة المواطن في الوطن العربي فعادت بقوة إلى القراء. لا نراها فقط  في المعارض وإنما وجدت طريقها إلى القارئ وهذا في النهاية هدف أي كتاب وصول ما يكتبه الى قارئه.


ماهي أبرز الكتب التي تتابعينها في المعرض؟أبحث دائما عن المجموعات القصصية والروائية ومواضيع التنمية والقدرات الشخصية على مستوى تطوير الذات. ومن الكتب التي تستهويني الأدب العالمي والأدب المترجم. تهمني  كل هذه الكتب وأيضا الكتب التاريخية والروايات التاريخية لكنها للأسف قليلة جدا وأرى عزوفاً من الكاتب وعدم اهتمام من دور النشر. طبعا الرواية التاريخية ليست بالسهلة لأنها يجب أن تكون مبنية على حقائق للاسف ما نراه أن الرواية التاريخية قد تمثل وجهة نظر كاتبها وهذه الأشياء التي تلحق الأذى بالتاريخ ولكن أنا اشجع الرواية التاريخية المبنية على حقائق وأن يكون هناك جهة رقابية على الرواية التاريخية. الرواية التاريخية من ضمن اهتماماتي ولكن للأسف اجد صعوبة في إيجادها أو من النادر جدا وجودها في بعض المعارض.

مادة خاصة بمدونة "منشورات"/ حاورتها: بثينة عبد العزيز غرييي

الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

(من واقع الكتاب العربي) النشر الجماعي: لست ضدّه ولكن.. / محمد جديدي - الجزائر

كثرت في الآونة الأخيرة (أقصد على الأقل منذ عشر سنوات) ظاهرة نشر الكتب الجماعية وأتحدث بشكل خاص هنا عن الكتب الفلسفية، سواء أكانت عبارة عن جهود مجموعة من الأساتذة والباحثين ضمن استكتاب حول موضوع معين أو شخصية فكرية أو حول فلسفة أو نزعة بعينها تكون هذه الجهود ضمن مشروع يعلن عنه، أو كانت عبارة عن أعمال مؤتمر علمي أو ندوة تجمع فيها نصوص ذلك الملتقى وتطبع وفي كثير من الملتقيات تتم التوصية بطبع أعمال الملتقى وإن كانت لا تلقى كلها طريقها للطبع والنشر.
لئن كنت شخصيا أتحفظ على مثل هذا النوع من النشر إلا إذا استوفى جملة من الشروط المنهجية والمعرفية خاصة (الإلمام الواسع، العمق في التناول، الدقة في الطرح) والموضوعية (توفر النصوص الأساسية، الوقت الكافي)، أرى أنها في كثير الكتب الجماعية غير متوفرة، فهذا لا يمنع من وجود كتابات جماعية رصينة وقمينة بالاحترام والتثمين وإن كانت قليلة.
ما أقصده بالتحديد هنا هو ظاهرة الاستكتابات الجماعية وليس طبع أعمال وأوراق المؤتمرات، وأول شرط ينبغي أن يراعى هو التخصص الذي لا يعني مجرد شهادة إنما الإلمام بالموضوع الذي ستكتب فيه ومعايشته والاحتكاك الدائم به ومعرفة أهم ما كتب عنه بشكل مستمر ومحين والاطلاع الواسع عليه في مصادره، إذ لا يعقل مثلا أن يلجأ أستاذ باحث إلى استعارة مراجع وكتب من زميل له ليكتب عن شخصية وهو يعلم أن من أعاره تلك الكتب قد أنجز بحثين أكاديميين حولها، فمن الأولى بالكتابة عنها؟ 
أذكر مرة أنه طُلِب مني أن أكتب ضمن عمل جماعي حول فيلسوف معاصر فاعتذرت وقدمت باحثة أشرفت على بحثها في مرحلة الماجستير ورأيت أنها ستكتب في الموضوع بشكل أدق وأعمق مما كنت سأكتبه بشكل سطحي لو كتبته.
غالبا ما تنجز الأعمال الجماعية بتظافر جهود باحثين مختصين، وربما تعذر القيام بها من طرف باحث بمفرده أو تطلب منه ذلك وقتا أطول (كالموسوعات والمعاجم والكتابات الكبرى...إلخ)، وهي جهود يميزها التحكم والتمكن المعرفي والعمق في الطرح والتحليل والإلمام الواسع وتجاوز السطحية والتكرار والتسرع واستسهال النشر وهي من الأمور ـ مع الأسف ـ تطبع كثير من المنشورات الجماعية في الآونة الأخيرة.

من صفحة الباحث على فيسبوك

السبت، 9 نوفمبر 2019

(ضيف منشورات) ميادة الكيالي: عن الهندسة والنسوية والنشر


1- تجمعين بين التكوين في العلوم الصحيحة والعلوم الإنسانية. إلى أي حد ينعكس ذلك في مؤلفاتك، سواء الإبداعية منها أو الأكاديمية؟
 التكوين في العلوم الصحيحة، كما أطلقت عليها إشارة إلى تخصصي في مجال الهندسة المدنية، كان السبب في قوة التكوين في اللغة العربية، عدا عن أنني كنت مشدودة للغة العربية منذ طفولتي، وهذا ساعد في أن يكون تحصيلي فيها عالياً. من حيث المبدأ في نظام الجامعات قديماً في سوريا- ولا أدري الآن- أنَّ اشتراطات دخول كلية الهندسة المدنية "المجاني" كان يتطلب معدلاً عالياً في المرحلة الثانوية في كل المواد، علاوة على ذلك تعتبر مادة اللغة العربية مادة مرسِّبة، وحدها، وبالتالي كان لا بد لأي طالب، حتى وإن اتجه للقسم العلمي وابتعد عن القسم الأدبي، كما نطلق عليه نحن، أن يكون تكوينه قوياً في اللغة العربية التي ستكمل مشوارها معه في دراسته الجامعية، حيث إنّ جميع المواد في كلية الهندسة ومصطلحاتها كانت معرّبة. العربية كانت لغتي الهندسية، وكان للهندسة المدنية أن قدمت لي أصول التفكير الرياضي، ووسّعت مداركي، وأنا مدينة لها؛ لأنها صقلت تفكيري وشخصيتي، ومنحتني ما يلائمني من أدوات التفكير، وهذا انعكس في تعاملي مع البحث في مجال العلوم الإنسانية.

2- كتابك الأخير "هندسة الهيمنة على النساء" تعودين فيه إلى تفكيك واقع المرأة في الحضارات القديمة، لماذا هذا الخيار؟بدأت هذه العودة في الكتاب الذي سبق كتابي "هندسة الهيمنة على النساء"، والذي كان بعنوان "المرأة والألوهة المؤنثة في حضارات وادي الرافدين"؛ لأنني اكتشفت حينها تاريخ المرأة وتاريخ الألوهة في حضارات الرافدين؛ حيث شهدت مهد الأديان والقوانين، وكان من المهم تسليط الضوء على المكانة المتميزة للمرأة على الصعيدين الديني والاجتماعي، وارتباط مكانة المرأة المتميزة اجتماعياً بمكانة متميزة وحضور كبير الأهمية للإلهة المؤنثة. وبعد ذلك سلطت الضوء على ما جرى من انقلاب على المرأة، إذ أسس هذا الانقلاب لنشأة مجتمع بطريركي تسيّد فيه الأب رأس الهرم في العائلة، وتفرد في القرارات، وآزره مجتمع ذكوري متمحور حول حاكم متفرد بسلطة فردية مركزية، هي العليا على رأس هرمية المجتمع الذي يشكل فيه الذكور الطبقة الأولى، وتليها، بتفاوت كبير، النساء والعبيد. في تلك اللحظة تراجعت الألوهة المؤنثة، وتراجعت مكانة المرأة في التاريخ القديم، ما أدى إلى نشوء بطريركية لا تزال تحكم حتى الآن، وإن بتفاوت حسب تطور المجتمعات، ولا زالت المرأة تعاني من نقص الحقوق، واغتصاب الأدوار، وتدني المكانة منذ أن تهندست تلك الهيمنة وتجذّرت عبر التاريخ.
 


3- كيف تجدين الكتابات البحثية حول المرأة وقضاياها في العالم العربي اليوم؟هناك العديد من الكتابات البحثية حول قضايا المرأة في العالم العربي اليوم، وقد اجتهدت "مؤسسة مؤمنون بلا حدود" في عقد ندوات وإطلاق مشاريع بحثية واسعة في هذا المجال، وبرعت في هذا الحقل أقلام نسوية متميزة قدمت أعمالاً مهمة قد لا تكون تحت عناوين مباشرة في قضايا المرأة، لكن حين يكون الحديث عن قضايا الدين والاجتماع والتاريخ وإعادة التأويل وإعادة النظر في منظومة الفقه، لا بد وأن يصبّ ذلك بالنتيجة لصالح قضايا المرأة التي يلعب الدين الدور الأساس في التأثير فيها.

4- هذا النوع من الكتابات ذات النزعة النسوية الحديثة، هل يجد عوائق في عالم النشر؟النشر بالمجمل يجد عوائق في الوطن العربي، لعدة عوامل أهمها الأوضاع الاقتصادية والاضطرابات والحروب، وتدني مستوى دخل الفرد، وكل ذلك انعكس على تدني شراء الكتاب الورقي، إضافة إلى أننا شعوب معدل القراءة لديها متدنٍ، فما بالك أن يكون فوق كل ذلك لدينا قانون حاكم اسمه قانون "الفسح" الذي بموجبه يُسمح أو يُمنع دخول بعض العناوين إلى المكتبات في الدول العربية؟ بالتأكيد في مجتمعاتنا، التي لا زالت تشكو من الذكورية، ستبقى بعض الكتابات النسوية تلاقي ربما صعوبة أكبر من غيرها في عملية الفسح، ولكن وحتى لا نتشاءم، فإنّ معارض الكتاب تحل جزءاً من المشكلة، وكذلك الكتاب الإلكتروني الذي لا يحتاج إلى فسح، ويتحدى الحدود والحواجز.

5- تشرفين على دار نشر مؤسسة مؤمنون بلا حدود، والتي تمثل اليوم أبرز المؤسسات التي تنشر الكتب في العالم العربي. ما هي أبرز التوجهات على مستوى النشر؟في الحقيقة كانت التوجهات في بداية انطلاقة المؤسسة تقوم على احتضان الأعمال المتميزة، وخاصة لجيل الشباب من المفكرين، ونجحت في ذلك على نحو كبير، كما نجحت في استقطاب المفكرين المتميزين من مختلف الأجيال. ووجد هؤلاء في المؤسسة ما يتوفر في كبرى المؤسسات الأكاديمية الغربية؛ فالكتاب عند مؤسسة مؤمنون بلا حدود، مهما كان اسم مؤلفه أو مترجمه، يخضع للتحكيم من قبل لجنة مكونة من نخبة من أهم أساتذة الجامعات في الوطن العربي، وبعد أن يحصل على الموافقة والقبول تتعهده دار النشر بفريقها الفني، الذي أكاد أجزم بأنه من الأشد تميّزاً في الوطن العربي من حيث التدقيق اللغوي والتحرير العلمي والإخراج، ثم يتم الإعلان عنه على مواقع المؤسسة المختلفة، ولاحقاً يكون مادة للحوارات، وتنشر أبحاث منه، وتثار مناقشات حوله. اليوم التوجه كبير في المؤسسة نحو الترجمة من اللغات العديدة، وفي القريب العاجل سنسعى لترجمة إصداراتنا المختلفة للغات عدة.

6- ماهي أهم انشغالاتك كقارئة في السنوات الأخيرة؟بحكم إدارتي لدار نشر مؤمنون بلا حدود، فبلا شك تشكل إصدارات الدار أولوية في القراءة، والمتابعة، إضافة إلى قراءة بعض الروايات التي وصلت إلى القوائم القصيرة في البوكر ، وقراءة المواد المختلفة على موقع مؤمنون بلا حدود.

7- كيف تجدين علاقة دور النشر بالكتب الفكرية في العالم العربي؟المراقب للمعارض سيجد أنّ دور النشر التي تتجه نحو الروايات وكتب الأطفال في تزايد، والدُور التي تشتغل في الفكر تتراجع، وهذا بسبب سوق الأولى الذي بات هو الغالب، وله حضوره وسحره عند شرائح أوسع، ولكن ومن خلال تجربة مؤمنون بلا حدود، أعتقد بأنّ الكتب الفكرية لها حضورها، وأنَّ تراجع النشر الورقي لا يعني تراجعاً في إنتاج الكتاب.



مادة خاصة بمدونة "منشورات"/ حاورتها: بثينة عبد العزيز غريبي

الأربعاء، 6 نوفمبر 2019

(ناشر في الضوء) مصطفى الشيخ - منشورات "آفاق" - القاهرة/ مصر

على الرغم من كونهم شركاء في إنجاز كل عمل إبداعي، إلا أن الناشرين كانوا دائما بعيداً عن بقعة الضوء التي يجلس فيها المؤلف وحده عادة. مدونة منشورات تدعوهم لحديث في الضوء


• كيف أصبحت ناشراً؟

بعد حصولي على الثانوية العامة انتقلت للإقامة بمدينة القاهرة وبحثت عن عمل بجانب الدراسة ووجدت فرصة عمل بدار نشر بالمستودعات كان ذلك عام 1990 وبعدها عملت بدار نشر أخرى بالتوزيع الى ان أسست دار نشر مع خاصة مع أصدقاء بمحافظة المنيا بصعيد مصر، مسقط رأسي، إلى ان جاء عام 2004 وقمت بتأسيس آفاق للنشر مناصفة مع شريكتى الأستاذة سوسن بشير. 



• هل تعتبر أن النشر مهنة مُهدَّدة؟
لا أعتقد أن  مهنة النشر مهددة على الإطلاق . دائما وأبدا سوف يكون هناك حلقة وصل بين الكاتب والمتلقي وهذا هو دور الناشر الذي يختلف فقط على مستوى شكل المنتج من كتاب ورقي إلى كتاب إلكتروني أو أي وسيلة أخرى سوف تظهر في المستقبل.




• كيف تختار المؤلفين؟ وهل توجد فئة منهم تفضّل عدم التعامل معها؟
نحن لا نختار مؤلفين. نحن نختار نصوصاً، بمعنى أن المعيار الأساسي لدينا هو النص بغض النظر عن الكاتب هل هو كاتب معروف أو جديد على الساحة. فقط ننظر في النص ولا توجد لدينا تحفظات على فئة معينة من الكتاب. كما قلت لك النص هو الأساس.



• ماهي الخصوصية التي ترى أنها تميّز مؤسستك ضمن المشهد العربي؟
منذ أن قمنا بتأسيس الدار كان لدينا هدف واضح وهو عدم نشر كتب ذات محتوى رديء. وبعد خمسة عشر عاما من تأسيس الدار  أعتقد أننا حافظنا على هذا الهدف قدر الإمكان. نحن الأن نشارك في معرض الشارقة وهى المشاركة الرابعة عشر للدار على التوالي ومعرض الشارقة يعتبر من المعارض المهمة في العالم العربي حيث نحرص أن نكون مشاركين به لما يتمتع به مهنية عالية وإدارة على مستوى راق.



• هل تتابع ما يكتب عن كتب الدار في الصحافة العربية؟ وما هو تقييمك لهذه الكتابات؟
نتابع كل ما يكتب عن الدار في الصحافة العربية ونقوم بأرشفته.



• ماذا تشعر حين يقرصن كتاب أصدرته الدار؟
طبعا قرصنة الكتب من أكثر الأشياء المزعجة للناشر لأن هذه القرصنة تهدد صناعة النشر كليا ونتمنى أن تتكاتف الجهود لمحاربة القرصنة والقضاء على هذه الظاهرة.



• ما نوع الكتب التي تقرأها بعيداً عن العمل؟أنا افضل قراءة الروايات وكذلك كتب الإدارة والكتب الفكرية.


• أي دار نشر تعتبرها الأكثر تميّزاً؟
من الدور التي اعتبرها أكثر تميزا وصاحبة تجربة مهمة في عالم النشر "منشورات الجمل" الت" يديرها الشاعر والصديق خالد المعالي .. حقيقة أعتبرها تجربة ملهمة. 



مادة خاصة بمدونة "منشورات"

الجمعة، 25 أكتوبر 2019

(صدى المعارض) محمد البعلي - دار صفصافة من "فرانكفورت للكتاب"

تتابع مدوّنة "منشورات" مختلف معارض الكتب في إطار المشاركات العربية، ومنها أهم موعد سنوي للكتاب في العالم، والذي يقام في مدينة فرانكفورت الألمانية، وقد تميزت الدورة بتطور نسبي للمشاركة العربية، ومنها حضور "دار صفصافة" المصرية بجناح خاص، هنا حديث مع مديرها محمد البعلي حول هذه المشاركة.


1- شاركت منذ أيام في معرض فرانكفورت للكتاب، كيف وجدت حضور الكتاب العربي؟كان حضور الكتاب العربي في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بألمانيا ضعيفا للأسف، كانت هناك أجنحة عربية ضخمة، لكنها تركز على الدعاية لمعرض أو هيئة حكومية وليس للكتاب العربي، ولكن في المقابل، فإن هناك حضور متزايد للناشرين العرب المستقلين في المعرض، حضور يتزايد عددا ويتطور نوعا عاما بعد عام.


2
- يتهيّب الكثير من الناشرين العرب من الحضور في معارض عالمية نظرا للتكلفة العالية، كيف فكّرت في الإقدام على هذه الخطوة، ما هو تقييمك في نهاية المعرض لهذا الخيار؟سافرت أول عام لمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب مدعوا من إدارة المعرض ضمن برنامج مخصص للناشرين من العالم الثالث، ولكن التأثير القوي لمشاركتي في البرنامج والمعرض على رؤيتي لصناعة النشر جعلني أحرص على المشاركة سنويا لتحديث أفكاري ومعلوماتي عن عالم النشر، وتطوير علاقاتي وتعزيز شبكة العلاقات الدولية القائمة.


3- ما هي أهم أنشطة المعرض في رأيك بالنسبة لناشر عربي؟
معرض فرانكفورت هو سوق لحقوق النشر، وبالتالي فإن أهم الأنشطة فيه هي اللقاءات مع الناشرين والوكلاء الدوليين، لاقتراح العناوين العربية للترجمة، والبحث عن عناوين للترجمة للعربية بحسب خطة كل ناشر وبرنامجه.



4- مقارنة بحضور ثقافات أخرى، كثيرا ما يشار بأن الثقافة العربية قليلة الحضور في معارض عالمية مقارنة بموقعها وعراقتها. كيف تفسّر ذلك؟عند مقارنة المشاركة العربية في معرض فرانكفورت بمشاركة دولة واحدة مثل تركيا أو منطقة بنفس الاتساع لكنها أبعد جغرافيا عن أوروبا نكتشف أن الحضور العربي في فرانكفورت ليس فقط ضعيفا ولكنه يعجز عن مخاطبة الأوروبيين باللغة التي يفهمونها، وواقع تحت سطوة البترودولار.


5- ما هي المعارض العالمية التي ترى من الضروري أن يتموقع فيها الكتاب العربي؟أظن أن الثقافة العربية يجب أن تزيد حضورها وتعززه في معرض لندن الدولي للكتاب، لكونه سوقا مهمة للحقوق ونافذة على كل العالم، ولكني أيضا أظن أن الثقافة العربية يجب أن يكون فعالة في معارض مثل: جوتبرج للكتاب بالسويد لكونه نافذه على الدول الاسكندنافية التي تتزايد فيها الأقلية ذات الأصول العربية بسرعة، ومعارض آسيا وأمريكا اللاتينية، خاصة معارض كوريا الجنوبية والمكسيك.

مادة خاصة بمدونة "منشورات"

الاثنين، 21 أكتوبر 2019

(ضيف منشورات) شربل داغر: أفكار في مشغل الكتابة

1- تعددت إصداراتك بين أجناس كتابة متنوعة: شعر، رواية، بحث. كيف توازن بينها؟ وهل يؤثّر جنس الكتابة في اختيارك ناشر العمل؟هذا التعدد بات لا يزعجني كما في السابق. فقد كنت أتردد ما إذا كنت شاعرًا أم أكاديميًا أم مترجمًا وغيرها من الأساليب الكتابية التي قمت بها... كنت أفحص نفسي كما لو أنني مخلوق غير طبيعي، فيما تبينت بعد وقت أن هذا التعددد يحددني، وأنه يؤلف أوجه كتابتي. أما لجهة علاقاتي بالناشر، فهو سؤال مناسب، إذ إنني طرحته على نفسي منذ سنوات بعيدة، ورحت أعمل بمقتضاه: عهدت بكتبي في الفن إلى ناشر بعينه، وكتبي في درس الشعر إلى ناشر آخر، أما كتبي الشعرية فقد تنقلت بين أكثر من ناشر، طمعًا بالوصول إلى أكثر من بلد.


2-بعض كتبك تحولت إلى مراجع مثل "الشعرية العربية الحديثة" و"مذاهب الحسن"، كيف ترى هذه الأعمال اليوم على مسافة سنوات من تأليفها؟
هذا ما بلغتْه كتب مختلفة لي، حيث ظهرت الحاجة إلى إعادة طبعها، أو اختيرت للطبع ضمن كتب مختارة. أما الكتابان المذكوران فهما موصولان بأطروحتَي الدكتوراه اللتين حصلتهما: الأول في دكتوراه الأدب العربي الحديث، والثاني في فلسفة الفن. أما إلقاء النظر عليهما بعد هذه السنوات فهو ما أجريه في أكثر من لحظة أو موقف، إذ يمثل كل واحد من هذين الكتابين محاولة صاحبتها الكثير من المتاعب، بالمعنى المنهجي، أو لجهة تجميع المدونة. لهذا تبدو نظرتي عليهما نظرة من يرتاح بعد مشقات الوصول.




3 - هل تعتقد بأن الحضارة العربية الإسلامية أنتجت فكراً جماليا يمكن الاستناد إليه اليوم في فهم الفن؟
تتوافر، في الحضارة الإسلامية بالعربية، مدونة متفاوتة ومتباينة في مسألة "الحسن"، أو الجمالية بلغة اليوم. منها ما يصف أحوال الصناعات، بين إنتاجها، وانتشارها، وتداولها. ومنها ما يتصل بالحُكم عليها. ومنها ما يتصل بمنزلتها بالنسبة إلى غيرها، حيث إن للحسن "مذاهب"، و"مذاهب"، قد تظهر بين "الجمال" و"الجلال"، مثلما يميز بينها ابن العربي... المدونة متوفرة، وإن كانت معدودة في جوانب منها. إلا أن ما نفتقر إليها هو النظر الدارس والمناسب لهذه الفنون القديمة. فنرى الدارس يُسقطها أحيانا، أو يجعلها موافقة تمامًا لما آلت إليه الصناعات والفنون والنظر إليها في القرون الأخيرة... أعتقد أنننا لا نزال نفتقر إلى أسباب قيام مدرسة للفكر الجمالي في راهن ثقافتنا، سواء في ما يتعلق بالفنون القديمة أو الحديثة. هناك مجهودات أكيدة، هنا وهناك، إلا أنها لا تزال مبعثرة، وتحيط بها مشاكل عديدة.



4- لديك تجارب في الترجمة، إلى أي حد يفيدك ذلك في بقية انشغالاتك؟
الترجمة أستسيغها للغاية عندما أقرر الانصراف إليها. أستسيغها مثل من يطلب التلصص على غيره مما يحلو له، فكيف إن سعى إلى تملكه بنقله إلى لغته. كما أن ممارسة الترجمة تتيح لي الوقوف في "مشغل
الكتابة"، حيث تبدو الثقافات مثل اللغات تتوقف عن الاشتغال في أطرها الخاصة، وتنشط فيما بينها، بحيث يتحقق المترجم من تفاعلاتها ومصاعب حواراتها في بعض الأحوال.


5- تنشط كثيرا في السنوات الأخيرة كمحاضر، (انطلاقا من تعدد زياراتك لتونس)، كيف تجد تفاعل المبدعين مع ما يقدّم من أبحاث حول الأدب والفن؟
حللتُ في تونس أكثر من مرة، منها للمشاركة في مؤتمرات أو ندوات أكاديمية، أو في أمسيات شعرية، أو في زيارات جامعية للتدريس في أكثر من معهد عال للفنون فيها. وهي زيارات أتاحت لي التفاعل مع بيئات مختلفة، وكانت فرصة للتفاعل والتبادل حيث للأفكار أن تمتحن مدى قدرتها على الإقناع. وهو ما يسرني إذ يمكنني من أن أضع ما أكتبه، ما أفكر فيه، قيد التطارح والنقاش.



6- ماهي اهتمامتك الأساسية اليوم كقارئ سواء بالعربية أو بلغات أجنبية؟
لي قراءات متعددة ومختلفة، تبعًا لتعدد شواغلي. أمضي في هذه الأسابيع الأخيرة ساعات وساعات مشوقة في إعادة قراءة أبي العلاء المعري، من جهة، وفي قراءة مواد مختلفة حول فلسفلة الصورة، هنا وهناك.



7- كيف تجد متابعة منظومة النشر للحياة الفكرية والإبداعية في العالم العربي؟ هل تمثل عامل تنشيط أم عائقا لها؟
منظومة النشر تتكفل بجوانب أساسية من الإنتاج الإبداعي والفكري في ثقافتنا اليوم، لكنها غير كافية، على ما أتحقق من ذلك. وهي مسؤولية مشتركة تقع على دور النشر، بل على مراكز البحث خصوصًا في المعاهد والجامعات، وتقع أيضًا على الكتاب والباحثين. فهناك نواقص عديدة، ومهمات ملحة من دون أن يتكفل بها البحث أو الدرس أو الترجمة.



مادة خاصة بمدوّنة "منشورات"

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2019

(عودة إلى كتاب) يوسف نبيل عن "اللغز" - روافد للنشر

تعود هذه الزاوية إلى كتاب ليس حديث الإصدار، لكنه يظل راهنا، فتحاول أن تقرأ تلقيه من خلال مؤلفه، ومن خلال ذلك تضيء مجدداً عوالمه والصلات التي لا تزال حاضرة بين الكتاب وصاحبه. ضيفنا اليوم الكاتب المصري نبيل يوسف واخترنا أن نحدّثه عن كتابه "اللغز.. موجز تاريخ مدارس علم التفس".


على مسافة بضع سنوات من إصداره، كيف تجد استقبال كتاب "اللغز"؟الاستقبال كان جيدًا، ولكن من قِبل شريحة صغيرة من القراء، فلم يحظ الكتابة بأية دعاية أو مقالات ولم يتم توزيعه حتى بشكل جيد في المكتبات. وعادة ما لا تتم الإشارة أو التركيز على مثل هذه النوعية من الكتب.


لو قررت إعادة نشره، هل ستغيّر فيه؟كنت سأضيف إليه فصلا آخر عن مدارس أكثر معاصرة في علم النفس، لكني أشرت إلى فلسفتها الكبيرة على أية حال في الفصل الأخير، حيث تحدثت عن علم نفس عصبي، أي أن علم النفس يتحول رويدًا رويدًا إلى فرع من فروع طب الأعصاب.


كيف جاءت فكرة إنجازه، خصوصاً وأنك تقدّم نفسك بالأساس كروائي، ومترجم للسرد؟كوَّنت أنا وبضعة أصدقاء مجموعة قراءة جادة، وبدأنا بدراسة الفلسفة بشكل منهجي إلى حد ما، ثم اتفقنا على أن يقوم كل واحد منا بتلخيص المعالم الأساسية لعلم من العلوم في بحث يُسهِّل على الآخرين التعرف على هذا العلم. اخترت علم النفس لحبي له منذ فترة طويلة، وأثناء عملي على هذا البحث راودتني فكرة أن أُحوِّله إلى كتاب، لكني كنت في حاجة إلى رأي متخصص، لذا لجأت إلى د. بسمة عبد العزيز التي أثنت على الكتاب كثيرًا وكتبت مقدمته.


في الفترة الأخيرة، صدرت لك ترجمات كثيرة، كيف يستفيد المؤلف فيك من المترجم؟الاستفادة الأساسية تتلخص في الاهتمام اللغوي الشديد. في كتاب اللغز مثلا قدَّمت لي د. بسمة عبد العزيز ملاحظات لغوية في غاية الأهمية، ولم أكن حينها قد بدأت عملي بالترجمة بشكل مكثف. ساعدتني هذه الملاحظات، بالإضافة إلى انخراطي في عملية الترجمة، على الاقتراب أكثر من اللغة، وتحري الدقة والوضوح قدر الإمكان.


يمكن إدراج كتاب اللغز ضمن الأعمال التي تقدّم معرفة علمية للقارئ العادي، كيف تجد واقع هذا النوع من الكتابات في العالم العربي؟بشكل عام، نفتقد هذه النوعية من الكتب إلى حد ما. صحيح أن هناك الكثير من الكتب العلمية المبسطة، لكن هناك مشاكل كثيرة في أغلبها. في الفلسفة مثلا كثيرًا ما أجد أن كتابة الفيلسوف الأصلية أسهل وأوضح من الشروحات والتفاسير التي قدمها لاحقون لفلسفته. حتى الكتب التي قرأتها في علم النفس كمدخل له، تضمنت الكثير من المناطق الغامضة وغير المفهومة. كثيرًا ما تؤدي عمليات الترجمة العلمية إلى تشويه المعنى الواضح، خاصة إن كان المضمون جديدًا أو قد اكتسى بألفاظ ومصطلحات جديدة. في الأعوام الأخيرة بدأ عدد الكتب العلمية المبسطة يزداد إلى حد ما، لكننا في حاجة إلى المزيد والمزيد منها، وفي فروع مختلفة من العلوم الطبيعية والإنسانية على السواء.


مادة خاصة بمدونة "منشورات"

(المؤلّف يقدّم نصّه) "يعقوب صنوع: رائد المسرح المصري ومسرحياته المجهولة" لـ نجوى عانوس

منذ قرابة أربعة عقود تشتغل الباحثة المصرية نجوى عانوس على تراث المسرح العربي، وقد أصدرت حوله موسوعة سنة 1984 صدر بالهيئة المصرية العامة لل...